* طوكيو سول واشنطن الوكالات:
بدت الأزمة النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وكأنها في طريق التهدئة، وتنشط بصفة خاصة تحركات دبلوماسية تسربت من خلالها انباء عن استعداد كوريا الشمالية التخلي عن تطوير برنامجها النووي بشروط يتعين على الولايات المتحدة الوفاء بها فيما قالت واشنطن انها تنتظر ردا من بيونج يانج على دعوتها لاجراء مفاوضات.
وقالت مصادر دبلوماسية ان كوريا الشمالية ستوافق على التخلي عن برنامجها النووي إذا اعادت الولايات المتحدة تأكيد البيان المشترك الصادر عام 2000 وأعلنت فيه كل دولة انها لا تكن «نوايا عدوانية» للأخرى.
وجاء حل الوسط المتوقع لانهاء الأزمة الناشبة حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية بعد يوم من عرض واشنطن الحوار على الدولة الشيوعية وان رفضت اعطاءها حوافز للتخلي عن طموحاتها النووية.
وقال مصدر دبلوماسي له روابط وثيقة مع كوريا الشمالية أمس الخميس لرويترز اعادة تأكيد البيان المشترك الصادر في أكتوبر عام 2000 يكفي الشطر الشمالي سيوافق على التخلي عن برنامجه النووي إذا وافقت الولايات المتحدة على العودةالى البيان المشترك لتعيد تأكيده.
وفي بيان عام 2000 تعهدت كل من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بانهاء عقود من العداء والعمل على تحسين العلاقات.
وجاء في البيان كخطوة هامة أولى يعلن الجانبان ان أيا من الحكومتين لا تكن أي نوايا عدوانية تجاه الأخرى وتعيد الالتزام ببذل كل الجهود لاقامة علاقات جديدة لا يسودها العداء السابق، وبعد توقيع البيان بوقت قصير قامت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية حين ذاك بزيارة كوريا الشمالية والتقت بالزعيم كيم جونج ايل في تحسن ملحوظ للعلاقات بين واشنطن وبيونجيانج.
وفي اجواء التهدئة هذه التي لم تتأكد بعد قال البيت الابيض انه ينتظر تحركا من جانب بيونجيانج على العرض الامريكي بإجراء محادثات حول انتهاك كوريا الشمالية لاتفاقيات إنهاء برنامجها للاسلحة النووية، وفي الوقت ذاته يستعد الدبلوماسيون الامريكيون للقيام بزيارات إلى المنطقة، وقال أري فلايشر المتحدث باسم الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش في تصريح ليلة الاربعاء/ الخميس مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن كوريا الشمالية تنصلت بمفردها من التزاماتها.. مع الولايات المتحدة فإنه من الواضح أن الكرة في ملعب كوريا الشمالية، وقال لقد قالت الولايات المتحدة اننا نرغب في العمل مع حلفائنا لحل هذه القضايا للتأكد من أن كوريا الشمالية تتخذ الخطوات التي دعا إليها المجتمع الدولي للعودة إلى الانصياع لالتزاماتها الدولية.
وكانت واشنطن قد أعربت يوم الثلاثاء عن استعدادها لاجراء مباحثات مع كوريا الشمالية حول إعادة العمل بمقتضى «الاطار المتفق عليه» مع الولايات المتحدة عام 1994 الذي تخلت فيه بيونجيانج عن السعي لامتلاك أسلحة نووية، وقد اعترف النظام في تشرين أول/ أكتوبر الماضي بأنه استمر سرا في برنامج أسلحته، وأوضح فلايشر أن «قنوات الاتصال» موجودة من خلال بعثة كوريا الشمالية الدبلوماسية للامم المتحدة في نيويورك، وقال: لقد قلنا أيضا مراراً اننا لن نتفاوض، ولن نتفاوض.
وأوضح لكننا سنتحدث إلى كوريا الجنوبية حول نوايا كوريا الشمالية وكيف يخططون للعودة إلى الانصياع للالتزامات التي تعهدوا بها.
وأعلن باوتشر مسار رحلة اثنين من كبار المسؤولين الذين سيزورون شرق آسيا خلال الاسابيع القادمة فسيقوم مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا جيمس كيلي بزيارة كوريا الجنوبية والصين وسنغافورة وإندونيسيا واليابان في الفترة من 12 إلى 19 كانون الثاني/ يناير الجاري بينما سيلتقي نائب وزير الخارجية لشؤون الحد من الاسلحة جون بولتون مع مسؤولين في الصين وكوريا الجنوبية واليابان في الفترة من 19 إلى 25 كانون ثان/ يناير الحالي، وأضاف باوتشر ان محادثات المسؤولين ستغطي قضايا ثنائية وإقليمية ودولية بما فيها كوريا الشمالية.
وفي سيول أعلن مصدر رسمي كوري جنوبي أمس الخميس ان كوريا الشمالية اقترحت عقد اجتماع وزاري بين الكوريتين من 21 إلى 24 كانون الثاني/ يناير في سيول لمعالجة الأزمة التي نجمت عن استئناف بيونغ يانغ برنامجها النووي.
ويشكل الاقتراح الذي يتضمن اجراء محادثات تستمر أربعة أيام من 21 إلى 24 كانون الثاني/ يناير ردا على الاقتراح الذي قدمته كوريا الجنوبية الاسبوع الماضي.
وكانت سيول اقترحت اجراء محادثات على مستوى وزاري حول الأزمة النووية والتعاون بين الكوريتين ابتداء من 14 كانون الثاني/ يناير.
وقال مسؤول في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية ان كوريا الشمالية أرسلت اقتراحاً مضاداً لاجراء مناقشات بين الكوريتين من 21 إلى 24 كانون الثاني/ ينايرالجاري.
ومن جانب آخر دعت زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوزي الرئيس الاميركي جورج بوش الى ممارسة ضغوط على الصين لحملها على المساعدة في حل الأزمة النووية مع كوريا الشمالية.
وقد دعت بيلوسي بوش في ختام لقاء معه في البيت الأبيض الى استخدام المساعي الحميدة للحكومة الصينية التي تدفع سنويا للحكومة الكورية الشمالية مئات ملايين الدولارات من خلال دعمها بالفيول والموارد الأخرى.
|