* إسلام أباد نيودلهي الوكالات:
جربت الهند صاروخاً نووياً متوسط المدى بينما زودت باكستان جيشها بصاروخ يتسم بقدرة نووية، وتزامن التطوران مع تصريحات نارية من الجانبين تفيد أن ثمة تسخين يعتري الجبهة بعد خمود نسبي استمر فترة من الوقت.
وأعلن متحدث باسم الحكومة الباكستانية أمس الخميس أن الجيش الباكستاني أصبح يملك للمرة الأولى صاروخاً يتسم بقدرة نووية.
وقد عرض الصاروخ المتوسط المدى من طراز «غوري» الأربعاء على الرئيس الباكستاني برويز مشرف بصفته قائد الجيش في مراسم قرب إسلام أباد.
ورأى الجنرال مشرف أن تزويد القوات المسلحة الباكستانية بالصاروخ الجديد سيكون له «اثر ردعي».
ويمكن للصاروخ الذي يبلغ مداه 1500 كيلو متر حمل شحنة نووية والوصول إلى عمق الأراضي الهندية.
وكان الصاروخ «غوري» اختبر للمرة الأولى في نيسان/ابريل 1998 بعد شهر من قيام كل من الهند وباكستان بتجارب نووية، وجرت عمليتا إطلاق أخرى في نيسان/ابريل 1999 ثم العام الماضي وسط جو من التوتر الشديد بين البلدين.
وفي ذات السياق قالت باكستان إن اطلاق الهند أمس الخميس لصاروخ ذي قدرات نووية ليس مفاجأة لأن طموحات نيودلهي النووية معروفة للجميع.
وجاء في بيان للخارجية الباكستانية رداً على سؤال حول رد فعل إسلام أباد على التجربة الصاروخية الهندية أن باكستان تجري تجاربها الصاروخية «حين تتطلب الضرورة الفنية ذلك».
وأضاف البيان قوله «هذا ليس بتطور غير متوقع لأن طموحات الهند النووية والصاروخية معروفة جيداً».
وأعلن مسؤول عسكري هندي أن بلاده أجرت الخميس تجربة لاطلاق الصاروخ اغني 1 ذي القدرات النووية من موقع اطلاق قبالة الساحل الشرقي للبلاد.
والصاروخ اغني أرض/أرض هو عنصر رئيسي في جهود الهند لبناء ردع نووي في مواجهة جارتيها باكستان والصين اللتين تملكان أسلحة نووية.
والصاروخ اغني الذي يعني باللغة السنسكريتية النار هو واحد من سلسلة صواريخ تعتزم الهند اطلاقها خلال الأيام القليلة المقبلة.
يذكر أن الصاروخ «اغني 1» يمكن أن يبلغ مداه 1500 كيلو متر مما يسمح له بالوصول إلى عمق الأراضي الباكستانية أو الصينية، وأجرت باكستان آخر تجاربها الصاروخية في اكتوبر/تشرين الأول.
وقال خبراء دفاع إنه من غير المرجح أن تفجر التجارب الصاروخية الهندية أي توترات عسكرية مع جارتها لأنه ينظر إليها على أنها روتينية.
وإزاء هذا التنافس الصاروخي حثت كندا التي عملت جاهدة لسنوات لنزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان نيودلهي على إلغاء تجارب الصواريخ التي تجريها خلال الأيام القليلة القادمة.
وقال بيل جراهام وزير الخارجية الكندي في بيان نشر الليلة الماضية «تأسف كندا بشدة على اعتزام الهند من جديد اختبار صواريخ ذات قدرات نووية خاصة في الوقت الذي لا تزال العلاقات متوترة بينها وبين باكستان».
وأضاف جراهام قوله «نخشى أن تصعد هذه التجارب التوتر في منطقة حساسة بالفعل وتخصم من الجهود البناءة التي تسعى لتسوية سلمية.
وتحث كندا الهند بشدة على ألا تجري تجارب الصواريخ هذه».
ومن جانب آخر، أوقفت السلطات الهندية أمس صلاحية جواز سفر زعيم كشميري هو ميرويز عمر فاروق مما منعه من القيام برحلة مقررة للولايات المتحدة.
وقالت الحكومة في بيان إن جواز سفر فاروق قد جمد لمدة أربعة أسابيع حيث إن سفره للخارج سيكون ضد المصلحة الوطنية للبلاد.
وقال فاروق، وهو الرئيس السابق لمؤتمر حريات عموم الأحزاب، وهي منظمة تضم الجماعات الكشميرية المطالبة باستقلال كشمير، لوكالة أنباء يونايتد نيوز أوف إنديا أنه سوف يستأنف ضد قرار تجميد جواز سفره.
وكان من المقرر أن يتوجه فاروق للولايات المتحدة غداً السبت في زيارة قال إنها شخصية.
ونفى فاروق اتهامات أنه وخلال زياراته الخارجية السابقة عقد اجتماعات مع جماعات كشميرية موالية لباكستان، وعناصر من الاستخبارات الباكستانية، وأخرى معادية للهند.
وقال فاروق «هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة ومغرضة، أنا أنفي كل هذه التهم ضدي».
وقالت وكالة الأنباء إنه ورد ذكر عمر في ملف لوزارة الداخلية الهندية حول «الحملات المغرضة المعادية للهند» التي يقف وراءها القادة المطالبون باستقلال كشمير في الخارج.
| 
