طق.. طق.. ططق...
أزعجه هذا الصوت - فهو قابع في أخاديد سكونه!!
رفع رأسه المثقل بالهموم.. تعَّرف على مصدر الصوت المزعج فوجده منبعثاً من «مروحة السقف»
التي كان لسان حالها كأنه يقول: ما دمت وحيداً فدعني أونس وحدتك حتى ولو بهذا الصوت المزعج؟!
فقام لكي يكافئها فوضع زيتاً شربته بلهفة
لأنها كانت متعطشة جداً لشربه؟!..
وسكتت عن إعلان طقطقتها..
وهنا بدأت الحكاية...
فبعد أن استأذنت بالدخول.. جلست والخوف ينتابها، قالت والوجل يخنقها: هل تسمح لي بملء فضائك الرحب بزهوري وأشواكي؟!
لم يجبها.. كرَّرت نداءها.. واصل صمته.. واصلت ترديدها!؟
تقهقر عن موقفه الصامت.. هز رأسه، فرحت وتهيأت للعمل الذي كانت مصممة على تنفيذه؟!.. قالت: هل تذكر هذه الزهور!؟
فوجدها قد لاحت بوردة حمراء أمام ناظريه، إنها أيام عشقك السالف؟
أيام الحب العذري والأحلام الوردية والأمال المزهرة وليالي عشق الجميل والابتسام للمستقبل الواعد..؟!
وبدون سابق انذار رمت من يدها الأخرى الأشواك التي كانت تحملها مع الأزهار..
وبلمح البصر كان بين راحتيها حجر أسود به ثقوب كثيرة اتضح أنه يحمل فوقه توأمه الذي يشبهه تماماً..
وهنا اكتملت الصورة في عدسة مقلتيه ليرى أن ما تحمله هو «الرحى» الذي طحنت به أزهاره الجميلة وأشواكه المؤلمة، لتصنعه له رغيف الندامة المسموم؟!!
عند ذلك ثار بركان غضبه ليقذف حمم صراخه وصب عليها سوط انفعاله.
وقال: سحقاً لك أيتها الذكريات الأليمة..!!!!!!!
|