يكتبه هذا الأسبوع: عبدالله العلي الزامل
معروف أن عصر الفاطميين عامة، والحاكم بأمر الله خاصة، حافل بالغرائب.
ومن آثار عصر الحاكم التغني بالليل وبالعين، وقد ساد هذا التغني فصار من يطرب حفلا، أو يسلي نفسه، يردد يا ليل يا عين ويقلب اللفظتين على جميع النغمات، من بياتي، إلى رصد، إلى جاركاه، إلى سيكا، إلى صبا، إلى غير ذلك.
ومن قصر الحاكم بأمر الله، صدر هذا النهج الغنائي يا ليل يا عين .
ومن بدائع المصادفات أن يكون أول من غنى ، يا ليل هو صالح بن عبدالحي الزيداني أحد كتاب ديوان الحاكم. وأن يكون أشهر المغنين، بالليل والعين. في جيلنا الحاضر هو صالح عبدالحي المطرب المعروف..
انها صلة جميلة بين الماضي والحاضر، أو هي امتداد النغمة واستمرار الرنين.
التقليد
التقليد بلا وعي ولا بصيرة، والاستجابة السطحية للأفكار التي يدعو إليها النقاد، وتشيع في أوساط الرأي الأدبي والفني العام.
هاتان الصفتان، هما أسوأ ما يصاب به، الأديب والفنان. فالأساس الأول في إيجاد فن صادق له القدرة الحية على التأثير والبقاء، هو صدق إحساس الفنان بموضوعه وهو بكلمات أخرى، أن تكون للفنان شخصيته المستقلة وتجربته الخاصة.
وان يكون بعد ذلك أسلوبه الذاتي في التعبير، انك في هذه الحالة تحس وأنت تقرأ أو تستمتع أنك مع شخص أصيل مهما كانت له عيوبه.
أما الكاتب الذي يقلد غيره والفنان الذي يصرف جهوده للتعبير عن موضوع معين لمجرد أن هذا الموضوع قد نال رواجاً لدى الجمهور، أو لأن النقاد يبشرون به أو يدعون إليه.. مثل هذا الكاتب، أو الفنان سوف يفقد قيمته ويتلاشى تأثيره مهما كان فيما يكتبه، أو يؤديه من بريق ولمعان.
|