المؤتمر الصحفي الذي عقده في واشنطن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، خلال زيارته الماضية للولايات المتحدة الأمريكية، بدعوة من المستر وليام روجرز، وزير الخارجية الأمريكية، هذا المؤتمر يعكس بوضوح، مدى الصراحة والحنكة السياسية، التي يتمتع بها فهد بن عبدالعزيز، فهو قد تمكن من الإجابة على أسئلة صعبة، ذات حساسية كبيرة، دون أن يحيد عن الصدق والصراحة، ودون أن يتخلى عن اللباقة والدبلوماسية في الوقت ذاته.
هذا ولقد تطرقت أسئلة الصحفيين التي وجهت إلى سموه، لمواضيع شتى، أرى أن أورد منها فيما يلي، ما يتعلق بمشكلة الشرق الأوسط، وما يختص بالتقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في العقد الزمني الأخير، في النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية:
* هل لدى سموكم تعليقات على البيانات التي أدلى بها الرئيس نيكسون أثناء زيارة رئيسة وزراء اسرائيل الأخيرة لواشنطن؟.
لم أسمع أي من تلك البيانات ولذلك فليس لدي تعليقات عليها.
* كنتيجة لزيارة سموكم فهل تعتقدون أن تقدماً سيطرأ على المحادثات الأمريكية السوفيتية الدائرة حول الشرق الأوسط؟.
لم أمتد إلى موضوع تلك المحادثات لأنني اعتبرها تخص الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
* كيف ترون إمكانات السلام في الشرق الأوسط في الوقت الحاضر؟.
ان كل شيء واضح جدا. فهناك طرفان: أحدهما يشعر أن حقوقه قد اغتصبت، بينما الطرف الآخر يرفض إعادة تلك الحقوق إلى الطرف الآخر كما ينبغي.
* هل لسموكم أن توضحوا مدى التقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في العقد الزمني الأخير وذلك في النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية؟.
يسرني الإجابة على هذا السؤال، ان المملكة العربية السعودية تكرس الحد الأعلى من اهتمامها إلى الناحية التعليمية، وانها مهتمة للغاية وبصورة خاصة بالمعاهد المهنية والصناعية وقد شجعنا 60% من خريجي المدارس العليا للانضمام إلى هذه المعاهد، وكوزير سابق للتعليم فاني أستطيع أن أتحدث بتوسع عن منجزاتنا ولكن أعتقد أن ما قد ذكرته في هذا المجال كافٍ.
أما ما قمنا به ونقوم به في الشئون الصحية، فإن المملكة العربية السعودية تقدم العلاج مجاناً للمواطنين وليس ذلك فحسب بل ان المملكة ترسل بعض المرضى إلى الخارج لعلاجهم ضد الأمراض المستعصية على نفقتها.
أما في شئون الضمان الاجتماعي فإن إدارة الضمان الاجتماعي تقدم مساعدات مالية للسعوديين الذين لا يقدرون على إعالة أنفسهم بسبب حالتهم الصحية أو كبر سنهم.
أما فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، فإن المملكة من البلدان النامية في العام وتحتاج إلى كل الموارد المالية للقيام بمشاريع التنمية لصالح شعبها، وتشير الدراسات التي قامت بها وكالة التخطيط المركزية في المملكة ورفعتها إلى مجلس الوزراء تشير إلى أن الدخل القومي الحالي في المملكة يبلغ 000 ،5 مليون دولار كما تشير هذه الدراسات إلى أن المملكة تستطيع رفع دخلها القومي في خلال خمس سنوات إلى أن يصل إلى 000 ،9 مليون دولار. وأن هذه الدراسات قد اكتملت وجرى التصديق عليها كخطة خمسية قادمة للمملكة.
* هل لسموكم أن يشرح بإيجاز انطباعاته حول هذه الزيارة؟.
ان انطباعاتي هي إلى حد ما انطباعات من يذهب لزيارة بلد صديق جدا، ولقد كنت مسروراً جدا لأن ألمس مدى العلاقات الودية القائمة بين بلدي والولايات المتحدة وإني أشعر أن الولايات المتحدة تكن الاحترام والتقدير لنا خاصة وللعرب عامة. وقد أوضح الرئيس نكسون تقديره واحترامه لجلالة الملك فيصل ولشعب المملكة العربية السعودية. وإني أتمنى للرئيس كل نجاح في جهوده الرامية إلى إيجاد حل لمشكلة الشرق الأوسط. حل مبني على الحق والعدل لأن العرب لا يطلبون إلا ذلك. وأود أن أوضح أن العرب يشعرون أن لكل واحد حقوقاً شرعية. وان هذا شيء ضمنه ميثاق الأمم المتحدة وتتفهمه بالتأكيد الولايات المتحدة البلد الذي يحترم الحرية والعدل للجميع.
|