سأكون أكثر تفاؤلاً عندما أقول ان ما نسبته (90%) فقط من العلاقات العامة والبينية في وسطنا الرياضي سواء على مستوى إدارات الأندية أو على مستوى الجماهير وإلى حد ما بين اللاعبين.. تمر بمرحلة يسودها الكثير من حالات انعدام الوزن، ممتزجة بحالات من عدم الود المتبادل.
* فقد كنا إلى عهد قريب لا نشاهد ولا نسمع ولا نقرأ عن كثير مما نلمسه اليوم من مسببات ودواعي التنافر والشحناء.. إذ كان التنافس البطولي والأدائي لايتجاوز الزمان والمكان الا بمدة قد لاتزيد على الاسبوع الواحد.. فضلا عن ان أصداء وتداعيات أي لقاء مهما كانت درجة أهميته.. ومهما كان حجم التنافس القائم بين طرفيه لاتتعدى حدود المألوف والمسموح به من التحليلات والتعليقات على كافة المستويات.. بمعنى انه كان ثمة احترام متبادل قد ترتفع نسبته هنا وتنخفض هناك إلا أنه كان ثمة احترام.
* حتى الجماهير بكافة مستوياتها وثقافاتها وميولها.. كانت تتعاطى مع التنافسات بروح خالية من التوترات والشتائم التي تهيمن على تعاطي السواد الأعظم من جماهير الكرة اليوم مع الأحداث.. والتي طالت والقت بظلالها على التعامل مع منتخباتنا الوطنية في العديد من المناسبات.
* على ان المؤكد ان ذلك لم يحدث هكذا اعتباطاً وإنما بفعل فاعل، وبتغذية مستمرة.. فهناك من لا يطيب له العيش الا وسط الأجواء المشحونة والمضطربة.. وهناك من يفتعل بعض أسباب التوترات للتستر على ما يعتري عمله من عيوب ونواقص.. وهناك فئة ثالثة تلجأ لتلك الأنواع من التعاملات لتدني عوامل ثقتها بنفسها.
* أما نسبة ال(10%) الباقية ففي تصوري إنها ليست كلها إيجابية وان معظمها شكلية واستهلاكية أكثر منها فعلية حتى وان حاول البعض التظاهر بغير ذلك.
* العديد من الشواهد والأمثلة مايزال صداها يتردد هنا وهناك ولعل أقربها إلى الذاكرة مشروع التقارب الأهلاوي الاتحادي الذي تم الترويج له مؤخراً حيث انهار ولم يصمد في وجه العاصفة بعدم تجاوزه حيز الأماني لدى البعض -وأنا والله أحد أولائك البعض - .. فقد كنت أتمنى نجاحه على أمل ان يتسع نطاق الاستفادة من ايجابيات نجاحه وتطبيقه على أكثر من صعيد وفي أكثر من جهة.. ومع ذلك لم يسأل أحد (لماذا لم ينجح) أو (ماهي عوامل عدم نجاحه)؟!
* لقد أفرزت حالات بروز الظواهر الصوتية جملة من المطالب الجماهيرية التي يرى أصحابها انها ملحة حتى وان كانت على حساب مهام وضرورات أكثر إلحاحية، لعل من أبرزها المطالبة بضرورة توفر الرئيس أو الإداري (الملسن) -أي صاحب اللسان الطويل - الذي بمقدوره فرض حالة من التوازن الصوتي، على اعتبار أنه ضرورة لاستقامة المعادلة.. وذلك بالتأكيد ناتج عن الشعور بأن المثالية أضحت بضاعة كاسدة في ظل تنامي الصراخ الذي يحقق المكاسب بأقل جهد«؟!».
* بالمناسبة: في أحد الأيام كنت في ضيافة أحد الأصدقاء من الضالعين في كل شاردة وواردة تتعلق بالشأن الرياضي وكنا نتابع إحدى المناسبات الرياضية من خلال الشاشة، لحظتها كان أحد أهم رموز الظاهرة الصوتية يحتل الشاشة بشحمه ولحمه وصوته و«رذاذه» المتطاير وكان يتحدث عن كثير من الأمور، من بينها أحد الأندية المنافسة واصفاً إياه ب«شقيقنا»، مع الضغط بشدة على حرف ال«ق».. عندها انفجر مضيفي مطلقاً ضحكة مدوية.. سألته ما سببها، قال: ألم تسمع ما قال، قلت بلى، قال: وماتفسيرها عندك، قلت هي تفسر نفسها.. قال: أنت «طيب» أكثر من اللازم، مؤكداً لي وبالبراهين والأدلة على ان ذلك الشخص كان «يسب ويشتم» من خلال عبارته تلك ودعم براهينه وأدلته بتذكيري بجملة من الأحداث المتفرقة التي أعقبت ترديد تلك الجملة واخواتها.
* الخلاصة: اتفقت أنا وصديقي على ان وسطنا الرياضي بحاجة إلى إعادة نظر تعود من خلالها شعرة معاوية للتداول لعل وعسى.
من أين لنا ب «هلال» في كل لقاء؟!
* من ضمن مايتفرد به زعيم آسيا الكروي هو ان الفرق دون استثناء كبيرها وصغيرها قويها وضعيفها تتفق على شيء واحد، ويتمثل في ضرورة الاستفادة من وهج وشرف اللعب في حضرته بأي شكل.. وهذا حق مشاع للجميع طالما كان يحقق المراد.
* فعلى المستوى الإداري والجماهيري والعناصري العام لأي فريق نجد انه بمجرد قرب موعد الالتقاء بالهلال تستنفر كافة الطاقات.. ويتم تلمس الاحتياجات والاشكاليات والمسارعة إلى حلها سواء كانت جماعية أو فردية، وتوفير المناخات الجيدة طمعاً في الدخول إلى أجواء اللقاء بنفسيات مرتاحة، وخالية من أي معوقات من شأنها ان تحد من بلوغ الغايات.
* أما على المستوى الفردي فحدث ولا حرج.. فهناك الكثير والكثير جداً ممن ينتظرون تلك المناسبة على أحر من الجمر وبطبيعة الحال تختلف نوعيات المصالح باختلاف المواقع.
* فهناك من يدخر طاقاته وقدراته لاستعراضها أمام الهلال.. وهناك من يجدها مناسبة لحل مشاكله المادية والمعنوية.. وهناك من ينتظرها رغبة في الظهور.. وهناك من تغريه لبث سمومه وبلاويه، و، و، الخ.
* من كل ذلك يتأكد ان هذا الكيان العظيم وعاء ضخم ونموذجي يستوعب الجميع بايجابياتهم وسلبياتهم بمن فيهم الاضداد، والمساهمة بشكل كبير في حل مشكلاتهم الجماعية والفردية.
* لذلك لا تندهشوا عندما تظهر الفرق أمامه بشكل مختلف تقدم من خلاله كل ما يمكن تقديمه من عطاءات.. ولكن يبقى هناك سؤال يقول «من أين لنا بهلال في كل لقاء» لكي نضمن المتعة والفائدة؟؟
شوارد
* يجب استبدال مصطلح «أفضل الحكام أقلهم أخطاء» بمصطلح آخر أكثر موضوعية يقول «أفضل الحكام أكثرهم أخطاء بحق الهلال».
* كان مدافع النصر صالح الداود أكثر وضوحاً وأكثر أمانة عند إجابته على سؤال فضائي حول عدم قدرته على مجاراة الجابر في الكرة التي أسفرت عن ركلة الجزاء حيث قال بالحرف «لقد عوضت ذلك بضرب الجابر في كرة أخرى خطرة»!!.. صورة مع التحية لكل من الاستاذين عمر الشقير وعلي المطلق.
* كافأ الذين ظلوا يتسترون على ممارساته ال «نص كم» عندما أطلق على النقاد وأصحاب الرأي صفة (الحشرات) كاشفا بذلك مستوى بعض أدعياء الفهم ممن يسخرون إمكاناتهم للمنافحة عن المنفلتين«؟!!».
* الاهدار المستمر للحقوق الهلالية من ركلات جزاء وطرد بعض العناصر التي تستحق عقوبة الطرد في صفوف المنافسين نظير مخالفات واضحة وصريحة جعل البعض يتحدث عن الجزائية أمام النصر وكأنها «منّة» يجب ان تقابل بكل عرفان من قبل عشاقه«؟!!» سبحان الله.
* الأجدى من التسابق على الإشادة بمثالية الرئيس الهلالي الشاب الأمير عبدالله بن مساعد، هو الاستفادة من ذلك الدرس وذلك بتقليده بدلاً من اتخاذ ذريعة الاشادة مدخلاً لمهاجمة آخرين.
منحنى
الطبع يغلب التطبع
|