سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - المحترم
«عزيزتي الجزيرة»:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير دائماً وبعد:
قرأت في عدد الجزيرة 11029 تحت عنوان: ستون أم أربعون إنها اختلافات في الروايات بقلم الأخ حميد بن عوض العنزي المشرف على صفحة حدود الوطن وهو يعقب على موضوع سابق للأخ خضر بن سعود العربي حول الخلاف في أسماء وأعداد الذين شاركوا الملك عبدالعزيز رحمه الله في فتح الرياض عام 1319هـ ولأهمية الموضوع رأيت المشاركة فأقول وبالله التوفيق.
أولاً: أقترح على جريدة «الجزيرة» ان تقوم بتقصي الموضوع وتتحقق منه وتوثقه وتخرج كتابا تاريخيا عن فتح الرياض وعن كل فرد شارك في هذا الحدث العظيم. نريد أن نعرف كل شيء عن كل فرد من الأفراد الذين صنعوا هذا المجد العظيم.
ثانياً: لا توجد رواية موثقة عن العدد والأسماء للذين شاركوا الملك عبدالعزيز في فتح الرياض لأن بعض من شاركوا فيه شاركوا مع الملك عبدالعزيز في فتح مناطق أخرى وعاشوا سنين طويلة في عهد الملك سعود ثم الملك فيصل رحمهما الله وقد يكون منهم من عاش بعد ذلك.
ثالثاً: أبناء بعض من شاركوا في هذا الحدث العظيم وبعض أصدقائهم موجودون إلى الآن. وقد بدأت النهضة التعليمية منذ عهد الملك عبدالعزيز فهل يعقل ان يبقى عدد وأسماء من شاركوا غير معروف؟ وإذا كان كذلك فماذا نقول عن أحداث مضت عليها قرون طويلة؟
رابعاً: لقد بحثت الموضوع ووجدت أنه يمكن التوفيق بين الروايتين كالتالي «تحرك الملك عبدالعزيز ومعه (60) رجلاً في العشرين من رمضان متجهاً إلى الرياض فوصل إلى ضلع الشقيب على مسيرة ساعة ونصف الساعة من الرياض للراجل فحط الرحال وترك عند الركائب عشرين رجلاً وتقدم بالأربعين على أقدامهم ليلاً وعلى مشارف الرياض شرقاً ترك ثلاثة وثلاثين ممن معه تحت قيادة أخيه الأمير محمد وأوصاهم بالرحيل إذا لم يأت منه رسولٌ غداً لهم وتقدم بعدد سبعة رجال ولما وصل إلى حدود قصر المسمك (المصمك) وبقية القصة معروفة أرسل إلى أخيه محمد ليحضر ومن معه، وقد شارك الأربعون في الهجوم على المصمك»(1) ومن هنا يظهر ان عدد جيش عبدالعزيز كان ستين رجلاً ولكن الملك عبدالعزيز اتبع خطة محكمة وفقه الله لها.
أ- أبقى عشرين رجلاً في ضلع الشقيب ليوهم عيون ابن الرشيد أنه بعيد عن الرياض وليضمن خفة وسرعة الحركة.
ب - أبقى ثلاثة وثلاثين على مشارف مدينة الرياض تحت قيادة أخيه ليضمن خفة الحركة داخل الرياض ولكي لايخاطر بحياة الجميع.. ولما وجد أن الطريق سالك وآمن أرسل في طلب أخيه الأمير محمد ومن معه وهنا تبرز عظمة الرجال وتوفيق الله لهم فانتصر الملك عبدالعزيز بهذا العدد القليل، والمتتبع لانتصارات الملك عبدالعزيز.. يجد دائماً أنه ينتصر على خصومه رغم قلة عدد جيشه وعدته والسبب هو ان الله عرف صدق نيته لخدمة الإسلام والمسلمين وتوحيد كلمة أبناء الجزيرة العربية تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله فانتشر الأمن والأمان وتأسست دولة التوحيد وواصل أبناء الملك عبدالعزيز البناء وخدمة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء العالم.
نسأل الله التوفيق والسداد لما فيه خير الدنيا والآخرة وان يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان.
محمد بن صالح الداود الطائف - الشرقية ص.ب 2795
(1) الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز
|