Thursday 9th January,2003 11060العدد الخميس 6 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ألفاظك جواز مرورك ألفاظك جواز مرورك
سميرة عبدالله/ جازان

أهم ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية قدرته على الاتصال وتوصيل مشاعره إلى بني جنسه، ولا ننكر ان تشاركنا هذه الصفة بعض الكائنات وقد تجيد هذه العملية أفضل منا نحن البشر فالمفردات اللغوية التي قد تخدم البعض قد تسد الطريق أمام البعض الآخر، وهناك إنسان قهرته الظروف وعاندته المفردات، لقي الكثير من الصدمات، صادف في حياته الكثير من الظلم يحمل الكثير من الآلام، يعاني تخمة من الهموم تنظر إليه تجد هماً بملامح إنسان يريد التعبير.. يريد البوح.. يريد استعادة هويته.. لا يستطيع فهو كمن ذهب ولايعرف طريق العودة حائر متجهم، وعند المحاولة الأولى لإفراغ همومه تخونه الكلمات فنجده ظالما وهو أكثر الناس تظلماً، تجده صلبا وهو أكثر الناس انكساراً، وفي المقابل نعطيه الحكم بلا تردد ونزيد الأمر سوءا بأنه جائر ظالم.. وهناك آخر يجيد صنعة الكلام محترف في التلاعب بالألفاظ مستبد ظالم غادر ولكنه يصنع من مفرداته شعرا ومن كلماته سحرا فتعطيه الإشارة الخضراء.. خد كل ماتريد.. وللمرة الثانية نزيد الأمر سوءا. وهناك إنسان أقرب من قريب تهمس فيسمع، تصرخ ولا يسمع، وتهز بيديك كتفه تارة وتلوح أمام عينيه تارة أخرى ولا يراك، هنا نأخذ بعض الآراء في معادن البشر..
تقول أم نريمان ان الناس أنواع متعددة وكل نوع يختلف عن الآخر في الطبع والميول فالبعض يتلذذ بتعذيب البشر في المعاملة وتجاهل المشاعر ولا يهم من هم سواء كانوا إخوته أو أسرته بأكملها أو حتى أصدقاءه وعشيرته وهذا الإنسان إذا حصل على فرصة لا يمكن ان يتركها هباء إلا ان ينتهزها ويستفيد منها ولايفكر ما نتائج أعماله وهذا النوع بالذات يجب ان نأخذ جميع الاحتياطات والتجنب عنه.
وتوافقها الرأي نورا أحمد وتضرب بالمثل الذي يقول «الناس أجناس» وتضيف إن كل إنسان له طبعه الخاص به ولايمكن ان تتفق الطبائع بين البشر وإذا اتفقت من جهة فهي تخالفه من جهة أخرى فكل له طبعه ولكن أدنى الطباع عندما تتلون الوجوه وتتشكل بتوقيت الزمن فيظهرون لك بصفة غير حقيقية.
أما منال الحربي فتقول إن الطيبين هم الذين لايستطيعون التعبير عما بداخلهم ولاتربطهم بالنفاق أية رابطة فأحياناً تجبرهم الوقائع على التعبير عما بداخلهم ولكنهم لايجيدون صنعة الكلام فهذا النوع من البشر دائماً تجده مغلوباً على أمره ولكن هذا النوع هو الأفضل من النوع الآخر لأنه لا يضر أحدا سوى نفسه.
وتتحدث أماني سالم عن النوع الثالث وتقول إنه يوجد كثير من هذا النوع من البشر أي أنهم لايتصفون بصفة الإنسانية فتجده يظهر لك ما ليس في قلبه ويتغير بتغير الظروف متى تغيرت فإذا كانت الظروف لصالحك فهو سيكون لك الأخ والصديق وإذا تبدلت فهو أول الفارين منك.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved