كل عام وأنتم بخير - بعد الزحمة ولو متأخرة - كلمة طيبة - والكلمة الطيبة صدقة - أقولها ولم تكلفني شيئاً وبعضهم يستكثر أن يقولها ولو بالجوال. وذلك انه بمناسبة عيد الفطر السعيد وصلتني هديتان - الأولى هدية تهنئة بالعيد من الأستاذ الكريم والكاتب القدير أخينا رئيس تحرير المجلة العربية أبي بدر حمد القاضي - وبالمناسبة فالترتيب اللغوي والنحوي هكذا:
الكنية فالاسم فاللقب: أبو حفص عمر الفاروق رضي الله عنه - وعلى ذلك كان يجب أن أقول: أبي بدر حمد القاضي عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير المجلة العربية، والهدية الأولى التهنئة بطاقة نصفها مطبوع - للعامة - ونصفها بخط يده الكريمة - للخاصة أمثالي - شكراً أبا بدر وكل عام وحضرتكم وكل من تحب والمجلة العربية والعرب والمسلمون بخير واعاد الله هذا العيد وقد تحررت فلسطين وعز العرب وعلت كلمة الاسلام انه سميع مجيب.
والهدية الأخرى هي العدد 309 السنة السابعة والثلاثون من المجلة العربية الصقيلة المزخرفة المترفة المسرفة «بالعناية بالشكل والمضمون» وهذا سرف محمود وبذخ مسعود، تسر الناظرين، وعسى ان ترضي القارئين، فالناس لا يعجبهم العجب، إلا من رضي سابقاً، لا من سخط مسبقاً:
وعين الرضا عن كل عيب كليلةٌ
ولكنّ عيب السخط تبدي المساويا
ويا شيخنا أبا بدر، اطلعت على مجلتكم، وقرأت بعض المواضيع «أو الموضوعات» حتى لا يزعل علينا مصحوو الجزيرة الكرام، فليختاروا الصحيح وليتركوا غيره، وبالمناسبة فالأستاذ حمد كاتب مزمن وزبون دائم لدى الجزيرة العظيمة الكريمة يأتي كتاب ويذهب آخرون وهو على كتابته في الجزيرة مقيم وعلى عطائه مديم، واظن ان مثله عديم.
ولو استعرضنا المجلة بشي من التفصيل:
فقد صدر مع عدد شوال «كتيب المجلة» المرافق لكل عدد بعنوان «من حلل الشعراء وحيلهم الفنية» وقد كتبه الأستاذ حجاب بن يحيى الحازمي وهو ذو موضوعات طريفة استعرض او عرض فيه صوراً من الحلل والحيل الفنية التي اخترعها شعراء العرب ومنها:
1- قراءة الأبيات من آخرها حرفاً حرفاً مثل:
مودته تدوم لكل هولٍ وهل كلٌّ مودته تدومُ و.. أما لسلامكم قرب ورقْمٌ أمقروء برقمكم السلاما
|
2- أبيات تقرأ من أولها مدحاً وتقرأ من آخرها هجاء:
طلبوا الذي نالوا فما مُنعوا رُفعت فما حُطَّت لهم رتبُ
|
«في الكتيب (خطت) وهو خطأ مطبعي».
وتقرأ هجاء هكذا:
رتب لهم حُطَّت فما رُفعت مُنعوا فما نالوا الذي طلبوا
|
3- أبيات تقرأ بأشكال مختلفة مثل:
ملك سما ذو كمال زانه كرم أغنى الورى من كريم الطبع والشيمِ
|
فلو قرأت الشطر الثاني أولا لصح المعنى:
أغنى الورى من كريم الطبع والشيمِ ملك سما ذو جمال زانه كرمُ
|
4- الإعجام وهو التنقيط، والتفريغ أي تفريغ الأبيات من النقط مثل:
بالإعجام: مُخلفٌ متلفٌ أغرُّ فريدٌ نابهٌ فاضلٌ ذكيٌّ أنوفُ
|
وبالتفريغ:
أعد لحسادك حد السلاحْ وأورد الآمل ورد السماحْ
|
ويكفي هذا في هذا المقام ومن شاء الاستزادة فليرجع الى الكتيّب ومن شاء أكثر فليرجع إلى مقامات الحريري.
واذا انتقلنا الى المجلة الأم لنعرض لها:
فالغلاف الاول مزخرف باللون البنفسجي - الليكي - قالت صباح:
ع الليلكي ع اللَّيلَكِي زهر ال عصدرك لَيْلَكِي مُشْمُش بْعلبك ما استوى لولا استوى جبناه لِكِي
|
والزهر الليلكي هو البنفسج، ويوجد غيره من الأزهار البنفسجية القرمزية وإنما اليه نسب. وفيه (الغلاف) الاخضر الناضر لون علمنا السعودي الكريم بالنُّور المسطَّر الأبيض (كلمة التوحيد)، والأخضر جزء من علم العرب (عامّة) ورمزهم ورمز نضارة الوطن العربي وخصبه:
بيضٌ صنائعنا، سودٌ وَقائعُنا خضرٌ مرابعنا، حمرٌ مواضينا
|
وعليه (الغلاف) العود المدخنة «المبخرة» وزجاجة العطر (من ضروريات العيد)، وان كانت المجلة العربية معطرة من دون عطر: «وجدت لها طيباً وان لم تطيَّبِ» وعليه (الغلاف الأول) ثلاث صور: لأديب وشاعرين: الأديب هو الأستاذ سعد البواردي الأديب المعروف وكاتب الجزيرة المستديم، والشاعران: الشاعر الكريم الدكتور «إبراهيم العواجي» وخوفه على وطنه - وأقول له: لا تخف فللبيت ربٌّ يحميه - والراحلة نازك الملائكة - والألم مصدر اشعارها وأعهدها عانت من الألم الشيء الكثير.
وعلى الصفحة الثانية من الغلاف تهنئة من المجلة العربية بالعيد السعيد للقيادة الكريمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني والى المواطنين والمقيمين - وأشكرها نيابة عنهم - والقراء وبلادنا والامة الاسلامية. وأول الموضوعات يطالعنا حوار مع الأستاذ سعد البواردي عن اهمية الثقافة وخطر الامية الثقافية وعدم اكتراث بالشعر الشعبي وكلمة عن النقد والناقد ثم كلمة العدد وفيها دعوة لاستمرار اعمال الخير التي عمَّت رمضان فقصيدة: «وطني هذا الذي اخاف عليه» للدكتور العواجي، كما ذكرنا - ومقال قصير - صفحة واحدة - للدكتور صالح بن حميّد رئيس مجلس الشورى - واظن الشدة زائدة - فهو ابن حُمَيْد بدون تشديد -، عن الاعتزاز بثوابت الأمة.
وتطالعنا دراسة نقدية وملاحظة على قصيدة العسعوس.. قصة حب.. ونرى تعقيباً آخر على كتيب «اصطخاب المفردات» الذي وزعته المجلة العربية مع احد اعدادها والظاهر ان كاتبه - التعقيب - نهم اكول حيث تعامل معه (الكتيب) «بنهم كما أتعامل مع رطب السكري والبرحي» واحذر يا احمد السعد من الافراط والشره في الحلويات ولا بأس فيهما بالأدب. وتطالعك «لوحة انسانية لا ينساها الوطن والمواطن» صورة ولي العهد - رعاه الله - عند زيارته الانسانية التاريخية لاحد بيوت الفقراء بالرياض.
وتطالعك اعلاميات وفيها شيء عن «مكة» عاصمة للثقافة الاسلامية.. ومن أجدر من مكة المكرمة واختها المدينة المنورة.. بهذا اللقب..؟ وجائزة دبي تقديراً لجهوده الاسلامية: «د. التركي شخصية العام الاسلامية».. وَنِعْمَ وهو بها جدير. ولقد عرفته مديراً لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية: ثقافة عالية واخلاق دمثة، وعلم جمّ وتواضع أكرم، ولطف بالمعاملة وإحاطة بكل ما يتعلق بالعمل. عرفت هذا بعد أن ألقى علينا محاضرة - وأنا كنت دارساً - في المعهد العالي للدعوة الاسلامية - سابقاً - كلية الدعوة والاعلام - حاليا - وخصنا بعطفه حيث قال لنا: أي واحد منكم تواجهه مشكلة فليأت إليّ، وقد ذهب له بعضهم وكان عند ما وعد. بارك الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية وكلمة عن تقدير وتكريم ابن ادريس ثم ابن خميس والرياض أمه الحنون، فمقال راقٍ لمعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر المستشار بالديوان الملكي ووزير المعارف السابق، والظاهر ان رأسه الكريم اشتعل شيباً فأهدانا فاكهة المشيب بعد أن ذاقها.
ونقرأ «الثلج يحاصر أبطال عبدالله الناصر» دراسة لمجموعة عبدالله الناصر القصصية الثانية يستعرضها سفير الشعر ووزير الأدب ورائد المياه والرائد لا يكذب أهله - وأقصد أبا يارا الدكتور غازي القصيبي وفيها الكثير الكثير.
يتبع
|