الأوقات الطويلة التي تقضيها النساء عادة في المطبخ، قد تحيدها عن تيار الحياة وتجعلها تكتفي بالظلال والاماكن المواربة.. لكن أيضا حالات الصمت والوحدة قد تأخذها إلى مشارف الحكمة.
فعلى الرغم من النظرة الدونية التي من الممكن أن يُصنَّف بها أي إنتاج مطبخي الا انه على الرغم من هذا أنتج هذه الحكمة الأخَّاذة والتي وجدتها على موقع «Quick inspirations» على شبكة الإنترنت، وسأترجمها باختصار هنا.
وهي تدور حول سيدة مسنَّة دأبت ابنتها على زيارتها لتشكو لها من صعوبات الحياة والمصاعب التي تصادفها وعدم قدرتها على الصمود والاستمرار، فما كان من السيدة المسنَّة إلا أن قادت ابنتها الى المطبخ، وقدمت لها هذه الوصفة الخاصة..
فأحضرت ثلاثة قدور بها ماء مغلي، ووضعت في الأول جزرا، وفي الثانية بيضا، وفي الثالثة حبوباً من القهوة، وبعد فترة من الغليان قالت لابنتها انظري الى هذه التحولات التي طرأت، على هذه الاشياء المختلفة التي تعرضت لنفس الظرف والحرارة والقسوة، ولكنها كان لها ردود فعل مختلفة..
فالجزر الذي كان يبدو قاسيا متماسكا لكن مع الحرارة والالم تهاوى سريعا وذاب وفقد قوامه وتماسكه، أمَّا البيضة فقد كانت ذات قلب رقيق رخو ولكن مع الحرارة تماسكت وقويت واصبحت صلبة امام الحرارة.
اما حبات القهوة فهي مع الحرارة لم تتماسك فقط بل ايضا اطلقت عبيرها المنعش الذي غير من طبيعة المحيط الصعب من حولها».
ولعل الأوقات الطويلة التي كانت تقضيها هذه السيدة في المطبخ لم تذهب هدراً بل استبدلت بتلك الفلسفة التي وظفت فيها ادواتها البسيطة وتجربتها.
فالمصاعب هي الوقود والطاقة التي نمر بداخلها، المهم كيف نجير مارد الطاقة ليصبح في خدمتنا، كيف نحول الرياح التي تحاول ان تغرق المركب الى رياح رحيمة تدفع الشراع.
يقول «ابراهام لنكولن»: المشكلة ليست في ذاتها ولكن في ردود فعلنا اتجاهها.
|