قال له صاحبه: لم هذا التواضع.. إنه طالب لا يتجاوز عمره 20 عاما.. ليبادره هو بالقول: حسنا حينما أبلغ الثمانين، فسوف يكون عمره ستين عاما..! فهل سوف يعجبك الحال في حال تكبَّرت عليه حينئذ..؟! قال صاحبه: حسنا.. لا أدري..! ليبادره هو بالقول: بل أنا أدري.. ف «ما تكبَّر أحد على من هو دونه إلا ابتلاه الله بالذلة لمن هو فوقه»..
***
«كن منطقيا».. عبارة تتكرر على «أسماع!» جدولنا اليومي، ورغم ذلك فنادرا ما سألنا أنفسنا السؤال التالي: هل كل منطقي بالضرورة«إيجابيا؟!».. هل المنطق دائما مضمون الفائدة.. إيجابي النتائج؟!.. الإجابة استهلالا«لا!».. فليس كل منطقي إيجابيا.. فما هو منطقي إليك ليس بالضرورة منطقيا إلى غيرك، فالمنطق ليس حكراً على العقل فقط من حيث إن الإنسان مجموعة من الأعضاء، ولكل عضو بمفرده«منطق» خاص به وفق ما تسنه غريزته، وحسبما تشرعه ظروفه. وإن يكن لعقل الإنسان منطق فلعواطفه منطق أيضا، ويعرف ذلك باللغة الإنجليزية ب «The Logic of Sentiments» ورغم حقيقة«سلبية» هذا المنطق فهو يعتبر رغم ذلك في عداد«المنطق».. ومنطق العواطف هو ما يلجأ إليه الإنسان في سبيل تبرير سلوكياته أو معتقداته العاطفية أو القيمية الخاطئة.. فلدى غالبية البشر، كما يقول العلماء، ميل إلى تزييف الحقيقة منطقيا، وذلك في حال كانت هذه الحقيقة مغايرة لما يريدون، حيث حينئذ يميلون إلى تجاهل المتناقضات في سبيل كل ما من شأنه تدعيم وجهة نظرهم الفردية بغض النظر هنا عن منطق«الصح أو الخطأ».. عليه، فحين يطالبك أحدهم بأن تكون منطقيا.. بادره «عاطفيا!».. استنطقه بسؤاله: منطق من؟.. منطقة من؟.. نطق من؟ نطاق من..؟ تمنطق من..؟!
***
أما ختامها فإضاءة بطلها الشاعر الشعبي الذي صدح بالقول:
يا حمود يطلع لك صديقٍ من القوم
ويطلع من الربع الموالين عدوان
العبارة الانجليزية: the logic of sentiments)
للتوكيد فقط.
|