* عمان - الجزيرة - خاص - عبدالله القاق:
حذر المهندس رائف نجم نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة من تأثير الصراعات السياسية على أعمال ترميم وإعمار المسجد الاقصى مشددا على ضرورة استمرار عملية الترميم والصيانة للأماكن المقدسة بعيداً عن الخلافات والصراعات السياسية. ونفى نجم ان يكون الاتفاق بين الحكومتين الاردنية والإسرائيلية بشأن ترميم الجدار الجنوبي للمسجد الاقصى سرياً كما رددت وسائل الاعلام الإسرائيلية وقال: ان هناك اتفاقا كاملا مع الحكومة الإسرائيلية تم التوصل اليه خلال اجتماع رسمي في عمان شارك فيه ممثلون عن الحكومتين قبل الزيارة السابقة وبناءعليه قامت اللجنة بالكشف عن الجدار وأخذ العينات منه، وها هي تعود اليوم لمتابعة عملها دون أية مشاكل وبصورة ميسرة.واضاف: ان الاتفاق الذي تم قبل ثلاثة اشهر هو فقط خاص بالجدار الجنوبي للمسجد الاقصى مشيرا إلى أنه لم تكن هناك في السابق اتفاقات حيث واصلت لجنة الإعمار العمل دون مشاكل ولم يمنعها احد ولم تكن تقدم طلبات للعمل او الترميم كون المسجد غير خاضع للاحتلال، ولكن منذ تولي حكومة ارئيل شارون السلطة في اسرائيل منعت لجنة الإعمار من ادخال المواد الخاصة بالصيانة والترميم إلى مرافق المسجد، وذلك بحجة منع بناء أبنية جديدة فيه.
وندد نجم بالحملة الاعلامية الإسرائيلية التي شنتها الحكومة الحالية ودائرة الآثار والبلدية، والتي ادعت فيها بأن الاوقاف اقامت ابنية جديدة.
وأكد ان وزارة الاوقاف لم تنشئ أي بناء جديد في المسجد الاقصى طيلة النصف قرن الماضي وكل ما كانت تقوم به هو مجرد صيانة وإعمار لأبنية قائمة، منها ترميم المنطقة التي تضررت من الحريق المشؤوم إلى ترميم قبة الصخرة واليوم الجدار الجنوبي.
وقال: تحاول الحكومة الإسرائيلية فرض ادارتها وسيطرتها على المسجد وان هذاالعمل غير قانوني استنادا إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الامن وهيئة الأمم المتحدة واليونسكو وهناك الكثير من القرارات التي تطالب اسرائيل بعدم تغيير الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس.
واضاف: الإعمار عملية حضارية وقضية مقدسة لا يجوز وقفها من اي جهة كانت في العالم بغض النظر عن الوضع السياسي المتأزم الذي لا علاقة له بالأماكن المقدسة التي يجب ان ترمم من قبل المسؤولين عنها والذين هم أدرى بترميمها من غيرهم.
عمل اللجنة
واوضح ان العمل تم أمس بمشاركة اثنين من المهندسين الاردنيين المتخصصين في هندسة المواد بهدف الاستطلاع والتحضير للمرحلة القادمة وهي مرحلة تهدف إلى ضخ مادة اسمنتية سائلة في الجدار، وتحديدا في المنطقة المتضررة والتي تبلغ مساحتها نحو 200 متر مربع بطول 25 مترا و بارتفاع ثمانية امتار حيث ان الجزء الأوسط من الجدار هو البارز وباقي الأطراف متضررة من التشققات التي حدثت في الحجارة.
وقال: لقد جرت دراسة الأسباب مخبريا عن طريق أخذ خمس عينات بطول 2 ،40 سم وقطر 10سم وقدمنا نتائج ذلك في تقريرنا للحكومة الاردنية متضمنا كافة التفاصيل، وقامت بتوزيعه من خلال وزارة الخارجية حيث تسلمت الجهات الإسرائيلية نسخة منه لتكون على علم من الناحية الفنية وان العمل يتم بطريقة اصيلة وفق احدث المعايير والمواصفات العالية.
واضاف: المهم هو ضخ مواد رابطة جديدة بدلا من المواد القديمة التي فقدت بفعل الامطار التي تسربت عبر مئات السنين إلى داخل الجدار وتركت فجوات فراغ سببت ضغطا على بعض الحجارة وهي التي تسببت في هذا التضخم الحالي، ونحن اليوم نريد أن نملأ هذه الفراغات بضخ المادة الجديدة والتي ستتكون من مواد اسمنتية وجير ومواد كيماوية غير قابلة للانكماش ولا تسبب تشققات داخل الجدار.
وأوضح ان العملية ستتم بطريقة علمية من اسفل الجدار إلى اعلاه وبطريقة افقية بواسطة حفار 2 انش بعمق 30 سم حتى نصل إلى المساحة التي توجد فيها الفراغات ثم نعبئ هذه الفراغات عن طريق محقان وانابيب دون ضغط عن طريق الجاذبية الارضية حتى لا يندفع اي حجر من الجدار نتيجة ضخ المادة الجديدة على طول الأمتارالثمانية، وهو ارتفاع الجدار وهي عملية ستتطلب اسبوعين تقريبا من العمل المتواصل وهو ما سنقوم به في المرحلة القادمة بعد اسبوعين من اليوم.
وأشار إلى أن الفريق سيعكف خلال اليومين القادمين على اغلاق الحلول والشقوق المفتوحة في الاسفل وعلى جانبي الجدار في المنطقة البارزة قبل ضخ المادة الجديدة خوفا من تسرب المادة إلى الخارج.
وذكر ان الفريق سيغادر إلى عمان يوم الخميس القادم ليعود بعد اسبوعين وبرفقته ثمانية اطنان من المادة الجديدة لتنفيذ المرحلة الثانية، وهي صب المادة.ومضى يقول: بعد هذه المرحلة يمكن البدء بالترميم بحيث يصبح في مقدور فريق الإعمار الموجود في القدس برئاسة المهندس عصام عواد القيام بهذه العملية بكل سهولة اذ لديه الخبرة الطويلة في هذا العمل وقد قام بترميم جدران كثيرة خلال عشرات السنين وحتى اليوم. ومن جانبنا سنحضر على فترات متباعدة لأن عملية الترميم ستستغرق وقتا طويلا اذ ستتم ازالة حجر حجر وتنظيف خلفه واعادته إلى مكانه اذا كان بارزا وان كان تالفا يستبدل بحجر جديد حتى يصبح الجدار مستويا.
وأكد انه زيادة في الاحتياط ستضع لجنة الإعمار مكان البروز دعمة بزاوية 45 درجة لمنع أي دفع كما سيتم العمل من الاسفل إلى الاعلى لضمان تسلسل التماسك وحتى تجف المادة وسيستغرق العمل اسبوعين حتى نضمن ان تجف كل مرحلة من المراحل وتتماسك.وقال ان هذا العمل جزء من الواجب الديني والوطني وتتراوح تكاليفه ما بين100 إلى 150 ألف دينار.
ونفى ما تردد امس عن بروز نتوءات في حائط البراق وقال كانت هناك نتوءات بسيطة وتم ترميمها.
وقال ان جهاز الإعمار في المسجد الاقصى المبارك تابع للجنة الإعمار الاردنية منذ العام 1954 ويعمل منذ ذلك التاريخ دون توقف الا في اعوام 67-69 وعندما احرق المسجد الاقصى المبارك في 21/8/69 استمر عمل اللجنة وبعدها تم ترميم قبة الصخرة ولم تعترض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على ذلك ولكن في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية يبدو ان الظروف تغيرت حيث يريدون السيطرة الادارية على موقع المسجد الاقصى بناء على قرار المحكمة الإسرائيلية الذي صدر قبل سنوات والذي اعتبر المسجد تحت سلطة الاحتلال.
وشدد نجم على ان ذلك مخالف للعرف والقوانين الدولية لأن لجنة الإعمار قائمة منذ العام 1954 وحسب قانون «الستاتيسكو» ولا يجوز تغيير الوضع الراهن إلابعد التوصل إلى اتفاق جديد بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية وإلى أن يتم ذلك يبقى المسجد بكامل مساحته تحت مسؤولية المملكة الاردنية الهاشمية.
واكد ان فك الارتباط الذي تم في العام 1988 لم يشمل الأوقاف الاسلامية في القدس والمسجد الاقصى المبارك بكامل مساحته كذلك الجهاز الاداري والفني والحراسة كلها تعمل تحت ادارة وزارة الاوقاف الاردنية ودائرة الاوقاف في القدس هي جزء من وزارة الاوقاف الاردنية.
|