مستغلاً انشغال العالم بجعجعة الحرب التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية والبريطانية للضغط على العراق لانتزاع تنازلات في موضوع نزع أسلحة الدمار الشامل.
وقد استثمر أرييل شارون وعصابته من جنرالات الارهاب هذه الجعجعة وانشغال الأسرة الدولية بمتابعة الحشد العسكري الغربي في منطقة الخليج العربي، وأخذ يكمل الجزء الآخر من العدوان على العرب والمسلمين، ولأن العالم «يتجاهل» ويتعامى عما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية فقد استمر شارون وعصابته هذا الصمت الدولي وأخذوا يبتكرون طرق وأساليب اجرامية لا تخطر على بال الشياطين، ومنها التمثيل بجثث الأطفال بعد اغتيالهم عمداً من أجل ايقاع اليأس في نفوس آبائهم وأمهاتهم واخوانهم لإخماد الانتفاضة الفلسطينية.
وأمس الأربعاء بدأ الإرهابيون الإسرائيليون في انتهاج أسلوب شيطاني جديد، يتمثل في هدم منازل الفلسطينيين ممن يشاركون في العمليات الفدائية أو الناشطين في أعمال الانتفاضة المباركة، وبعد أن يتم الهدم يختار الإرهابيون الإسرائيليون أحد أفراد المنزل من أقارب الناشط الفلسطيني ويقتلوه عمداً أمام المتجمهرين الذين كانوا يشهدون عملية هدم منزل الأسرة الفلسطينية، محققين المقولة الشيطانية «موت وخراب ديار».
هكذا هم الإرهابيون الإسرائيليون الذين يعيثون فساداً في الأراضي الفلسطينية دون رادع ولا واعز أخلاقي، ودون خشية من حساب دولي طالما يوجد «فيتو» جاهز للاستعمال لحماية الإرهابيين في الأمم المتحدة والمحافل الدولية.
هذه الجرائم الإرهابية الإسرائيلية أصبحت مألوفة للعين الغربية التي اعتادت المجازر الإسرائيلية فسكتت الأفواه عن انتقادها منشغلين في ادانة العرب والمسلمين والفلسطينيين الذين تحول دفاعهم عن أنفسهم المشروع إرهاباً، في حين أصبح الإرهاب الإسرائيلي عملاً مشروعاً في نظر الغربيين الذين يهبون جميعاً عند تعرض الإسرائيليين لأي عملية فدائية ويملؤون الدنيا صراخاً في حين يدفنون رؤوسهم في التراب حتى لا يسمعوا صراخ المظلومين في فلسطين.
|