أصحو على إيقاعِ قلبي
حينَ يدركني المساءُ
وأَلُمُّ من وَجِعِ السنينِ
براحتي ما لا أشاءُ..
***
أتردُّني خيلُ الحروفِ
لنخلتي الأُولى،
وبسمةِ أُمّيَ الأُولى،
إلى بيتي المعلّق بين أشواقي
على صَدْرِ المعاني الشاعريِّةِ،
حيث تحضنني السماءُ؟
أتردُّني خيلُ الحروف الجامحاتُ
إلى جفونِ الماءِ، أنْقَى
من عيون الغِيدِ، أرْقَى..
يستبدّ الوجدُ أحياناً ويغمرني الصفاءُ؟
أتعيد لي نبعاً تكفّن بالحليبِ
إلى الحبيبِ،
لمبعثٍ حُرٍّ
رأيتكِ فيه ديواناً،
يُرَوَّى الصيفُ منه والشتاءُ؟
أتُعيد شاماً صار أندلساً،
وتصنع من عراق الفجرِ إيواناًَ
يُجَلِّل صرحَه الأبدُ المسجَّى والبهاءُ؟
***
ماذا جَنَى المتنبئُ المحمومُ شعراً،
غيرَ خيلٍ إذ تكوسُ..
ويهطل المطرُ / الدماءُ؟!
أوَلَمْ تعلِّمك السنونُ بأنَ عصرَ الحُلْمِ ولّى،
أنّ عاقبةَ المغامرةِ الشَّقاءُ؟
فتظلّ تغزلُ نهركَ الأبَدِيَّ
من دمع القبيلةِ،
ثم تهرقه فراشاتٍ ملوّنةً،
وترحلُ...
أيها اليَفَنُ المضاءُ!..
***
قال القصيدُ:
أنا الزَّمانُ،
وما تبقّى من رغيفِ الرُّوحِ،
والدنيا هباءُ..
وأنا انبثاق النار من قلب الظلام السرمديِّ.
أنا الثريّا والثرى،
وأنا البناءُ!..
وأنا ابن آدمَ!،
بنتُهُ،
يختار عالمَهُ البديعَ بنفسهِ،
ويُوثّت الساعات من ألقِ الرُّؤى الأبكارِ،
يرسلها الغناءُ!...
سيُحِبُّ في رئة الليالي
من ظباء البيد غانيةَ الحضارةِ،
هِرَّةَ الأعشى
جَلَتْ ولاّدة الأشْهَى
من الأفقِ الغريبِ،
يحوطهُ الأرْطَى
ويعلو الكستناءُ!
فأنا الذي يستلّ غايةَ سيفهِ
من هُدْب أُنثى،
أوقدتْ ثوبَ المَجَالِ
إلى المُحَالِ
بأقحوان صباحها البضّ المعتّق بالشموسِ،
فيُغرِقُ الكونَ الحريرُ / الاشتهاءُ!..
ليرفّ فوق هيادب الرِّمم المحنّطة الصُّوَى،
حلماً يسافرُ فوقَ تمثال الأنوثةِ..
حينَ يسكنه الجليدُ قَطاً..
ويقطنُ بين أضلعهِ الخَواءُ!
يستنبتُ الآتي
من الماضي المكدّس في جماجمنا،
جذاذاتٍ من الأشباح،
والألواحِ،
والأرواحِ،
تأكلها الرياحُ الموسميةُ..
ثم يشربها العَفاءُ!
***
في البدء كنتُ أُكَوِّنُ الأكوانَ..
أحلاماً وأيّاماً
عذارى في يدي..
أم هل تراني قد كَبْرتُ؟..
ألا فكلاّ..
إنني إن شئتُ كنتُ كما أشاءُ!
*كلية الآداب جامعة الملك سعود، الرياض
|