|
لست مع الوصاية على الشباب عندما يكون الفعل في دائرة المباح، للخروج بهم من دهاليز (العادة) والهروب بهم بعيداً عن (كهوف) التقاليد، التي لم تشرق في جنباتها شمس طموحاتهم ولم يزينها قمر أحلامهم، ولست ممن يمتهن (جلد) تلك الفئة ويرميها ب (التهمة) بعد الأخرى ويصب جام غضبه الاجتماعي عليهم، كما أن لديَّ قناعة بأن الشباب يقع تحت نوع من (الظلم) مارسه العديد من الأطراف، وما نبض الشارع السعودي من خلال قراءة العديد من الظواهر إلا شاهد حي على تجاوزات ارتكبها الشباب تحت وطأة ظروف تحتاج هنا الى الصراحة والمصارحة والوضوح لنضع أيدينا على جراحنا قبل علاجها. وفي نظري أن العلاج يبدأ من (القراءة) ولكنها بالطبع ليست (قراءة الكف) التي ازددنا بها جهلاً وليست (القراءة الفكرية) التي ما زالت أميتنا الحضارية تحجبنا عنها. إنني أقصد قراءة (عقول) هؤلاء الشباب الضحايا، والغوص إلى (لغتهم) وفك (شفرتها) لمحاولة الخروج بهم من واقعهم إلى فضاء الوطن، ولكن (وما أمر ما بعد لكن) من يملك حق (القراءة)؟ ومن يملك أدواتها؟ ومن يستطيع فرز نتائجها وتحليلها للخروج بوصفة علاجية في سبيل إعادة هيكلة عقول هؤلاء الشباب!! والمساهمة في إصلاح طرائق تفكيرهم للوصول بهم ومن أجلهم إلى وطن فاعل ومجتمع ناجح. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |