|
يواصل الفنان التشكيلي وكذلك الفنانة التشكيلية مسيرة الابداع من خلال هذه الموهبة التي حباها الله لكل منهم، وفي سبيل تنمية هذه الموهبة وتطويرها وإشباع الرغبات الملحة لديهم يدفعون الغالي والرخيص للوصول إلى رحلة الرضا والقناعة بما يقدمون للمتلقي، وبالتالي يكون الفنان أو الفنانة قد حقق جزءاً من رغباته وطموحاته وحضوره الفعال في مجتمعه كونه أي الفنان عنصراً مبدعاً وفاعلاً في المنظومة الثقافية بشكل عام أيضا، لايخفى على الجميع ان الفنان التشكيلي لا يأتي عطاؤه الفني وإبداعه إلا بعد مراحل طويلة من الجهد والعناء والمثابرة فكرياً وجسدياً ومادياً، وهذه الأخيرة أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على كاهل كل فنان وفنانة في ظل غياب المقتني المحلي واتجاهه إلى اقتناء أعمال يغلب عليها الطابع التجاري «الديكوري» البحت لأن الفنان التشكيلي إلى جانب الجهد البدني والفكري الذي يتطلبه الإبداع كما في القصة والشعر والتأليف والكتابة والمسرح والغناء وغيرهم من المبدعين أقول يظل الفنان التشكيلي أكثر المبدعين حاجة إلى المادة التي عن طريقها يؤمن أدواته وخاماته من فرش وألوان وزيوت وكانفس ومعاجين وكافة متطلبات العمل وأدواته، فهو كما قلت بحاجة بشكل دائم إلى المادة ليواصل ركضه في هذا الجانب الإبداعي.. والأدهى من ذلك ان الفنان التشكيلي عندما يبحث عن صالة عرض (جاليري) لعرض أعماله من خلال معرض شخصي أو ثنائي أو ضمن مجموعة من زملائه التشكيليين أقول يصطدم هؤلاء كما اشتكى لي بعضهم من المبالغة في النواحي المادية من قبل أصحاب هذه الصالات «التجارية» فأغلب أصحاب هذه الصالات مع احترامي لايهمهم من الفن التشكيلي إلا ما سوف يحصلون عليه من نسب المبيعات، ومن أجور ويوميات ودعاية وخلافه، كل ذلك يخصم من المبيعات وعادة ما تكون هذه النسب عالية جدا بحيث لايتبقى للفنان والمبدع سوى مبلغ ضئيل جداً لايتساوى إطلاقاً مع الجهد الذي بذله، وبالتالي فإن الفنان هو الطرف الخاسر في هذه العملية. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |