* عمان - محمد المنيف:
نيابة عن عن جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله وضمن فعاليات عمان عاصمة الثقافة العربية لعام 2002 افتتح وزير الثقافة الشاعر حيدر محمود في المركز الثقافي الملكي مساء يوم الخميس 26/12/2002 نشاطات الأسبوع الثقافي السعودي، المشتمل على مجموعة من الفعاليات التي نقلت نماذج من الثقافة والتراث السعودي منها معرض ضم خمسة أجنحة في الفن التشكيلي الذي استلهمت لوحاته من رموز الحضارة والبيئة والتراث مؤطرة بالقيم والمبادئ الإسلامية التي تتميز بها المملكة العربية السعودية,
كما اشتمل المعرض على قطعة من رداء الكعبة المشرفة.
جناح للصناعات التقليدية الشعبي
تنوعت فيه النماذج من الصناعات اليدوية والأسلحة القديمة والأزياء أشرف على إعداده وتولى الشرح فيه الأستاذ خالد العمر كما يضم المعرض جناحاً للكتاب عرض به عدد كبير من الإصدارات الأدبية والعلمية والشعرية وغيرها لكتاب ومفكرين وشعراء وأدباء سعوديين قامت على طباعتها الأندية الأدبية بالمملكة واشرف على إعداد الجناح والتعريف به الأستاذ سلمان الشهيوين كما تم عرض نماذج للطوابع السعودية وآخر لرسوم الاطفال.
حفل خطابي وفقرات فلكلورية
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة القى فيه رئيس الوفد السعودي القائم على فعاليات الأسبوع الدكتور صالح احمد بن ناصر وكيل الرئيس العام لشئون الشباب كلمة أعرب فيها عن تقديره لجلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله على الرعاية السامية للأسبوع الثقافي السعودي مشيرا إلى ان المملكة العربية السعودية تشارك عمان احتفالها بإعلانها عاصمة للثقافة العربية من خلال هذا الأسبوع وان عمان لطالما كانت أرضاً للثقافة والفكر والآداب والفنون بما تزخر به من الآثار التاريخية وبكل عناصر الحضارة التي تؤهلها لتكون رمزا للثقافة العربية الأصيلة مبينا ان التواصل الثقافي هو الطريق الامثل لتأكيد أواصر المحبة والسلام .
كما القى الأمين العام لوزارة الثقافة الاردني الدكتور احمد الطراونة كلمة باسم وزارة الثقافة معربا عن سروره ان تختتم فعاليات عمان عاصمة الثقافة بالأيام الثقافية السعودية بعد عام تجاوبت أصداؤه في أرجاء الوطن العربي .
وقال ان عمان أوقدت شموع الفرح في عرس الثقافة بليالي الفن والأدب التي كانت شواهد خير على تواصل عربي أكيد جسدته عمان في عامها الثقافي مشرعة نوافذ القلب والعقل لنسمات الثقافة العربية التي واصلت هبوبها من جهات الوطن الكبير مستوحية حسها العربي من توجهات القائد وحرص الحكومة الرشيدة على تمثلها والجهود المخلصة والصادقة لتحقيق رسالة الثقافة العربية.
بعدها القى الشاعر عبد الرحمن صالح العشماوي قصيدة بعنوان من مهبط الوحي ثم اختتم الاحتفال بمجموعة الفقرات الفنية من التراث والفلكلور السعودي أدتها فرقة الفنون الشعبية السعودية اختيرت من مختلف مناطق المملكة واشرف عليها الاستاذ الدويش.
الجناح التشكيلي بصمة بارزة
كان للفن التشكيلي حضوره البارز والمهم والفاعل في الأسبوع الثقافي في الأردن الشقيقة اذ خصص له مساحة تتناسب مع المستوى الكبير الذي تمثل في الأعمال المعروضة حيث قدمت فيه نماذج متميزة من الأعمال لنخبة مختارة من مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها اظهرت مدى تمسك الفنان السعودي ببيئته وبقيمه وتقاليده وبتوازٍ مدروس مع الجديد في أساليب الطرح والتقنيات المعاصرة اذ تنوعت الأعمال بين التجريدية والسريالية والواقعية التعبيرية والتكعيبية والرمزية شارك بها كل من الفنانين عبدالله الشيخ ويوسف جاها ومحمد المنيف ومحمد العمير ومنصور الكردي ومفرح عسيري وعلي الصفار وناصر الموسى وعبدالله حماس وحسن عسيري وعثمان الخزيم وعبدالله ادريس وعبدالله عسيري وسامي البار وعبدالحميد البوحمد وأحمد فلمبار ومنير الحجي وعبدالرحمن العجلان وسعيد العلاوي ومحمد الرباط وصالح العلم وشريفة السديري وهدى عمر وحنان حلوان وسعاد العبدالله وسارة كلكتاوي ومسعودة قربان وعبدالرحمن السليمان وعلي الطخيس وصديق واصل ونبيل نجدي وهاشم سلطان ومحمد الغامدي وابتهاج ادريس وسعيد الوايل وأحمد عبدرب النبي وناصر الميمون وعبد العزيز الدحيم وصلاح الزيد.قام بالاشراف على الجناح التشكيلي وتنظيمه وعرضه الفنانون محمد المنيف ومحمد العمير.
معرض رسوم الأطفال
كما أعد معرض نموذجي لفنون الأطفال شارك به كل من سارة الرشيد واسيل عزمي ونجوى جاموس ونورة الشويعر وأسيل عزمي واحمد صديق ورامي سالم ونورة الحميدان وعبدالله الباجوري وندى عثمان وعبدالله الوسيمر وأسامة الجماز ومعاذ الفريح وسعود العوهلي وأشرف خلاف ونوران مطبقاني وروان الشقحاء وأفراح الطاسان ومنيرة الرشيد وأسيل عزمي.
كان للمتابعة الجادة والاهتمام الكبير من معالي الأستاذ عبد الرحمن العوهلي سفير خادم الحرمين الشريفين في الأردن الشقيقة ما سهل الكثير من سبل النجاح فقد كان معاليه متابعاً على الطبيعة مباشرة لكل الخطوات يرافقه معالي وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب الدكتور صالح بن ناصر رئيس الوفد والأستاذ عبد الرحمن الحميد المدير العام للنشاطات الثقافية بالرئاسة نائب رئيس الوفد وعضوية الأستاذ عبد اللطيف بلاك والأستاذ سعود بن مساعد بن جلوي لكل صغيرة وكبيرة كان لها نتائج ايجابية في الإعداد المبكر وفي وقت قصير وضيق في الأيام التي تسبق الافتتاح حتى تحقق للمعرض وللفعاليات الأخرى المصاحبة الكثير من التميز وعدّها الحضور مسك الختام لفعاليات عمان الثقافة 2002.
الملحقية الثقافية وتفاعل مع الحدث
للملحقية الثقافية السعودية في عمان لمسات وخطوات رائعة أيام إعداد المعرض فقد قام الدكتور سلطان العويضة الملحق الثقافي هناك بجهد متميز وحضور مستمر كان له أثره في المشاركين في الإعداد والتنظيم كما قامت الملحقية بالإعلان في الجامعات الأردنية عن الأسبوع الثقافي الذي كان له مردود جميل في حضور الكثير من الطلبة السعوديين الدارسين هناك.
المركز الثقافي الملكي خلية نحل
تحول المركز الثقافي الأردني خلال أيام الأسبوع الثقافي إلى خلية نحل وقام المسئولون فيه بجهود مشكورة لتسهيل مهام الوفد السعودي وقدمت صالة المؤتمرات لأول مرة في المركز لإقامة أجنحة المعارض المصاحبة لفعاليات الأسبوع وكان لرئيس المركز الدكتور عبد السلام الطراونه إسهامات ومواقف فاعلة.
كما كان للأستاذ فيصل الشايب مدير مكتب وزير الثقافة دور كبير أيضا ومهم في التعاون وتذليل الصعاب وتهيئة السبل لتحقيق النجاح الذي حظي به الأسبوع بكل ما يعنيه كرم الضيافة.
إعجاب وتقدير واعتزاز بالهدايا
كان المصحف الشريف وماء زمزم أبرز وأجمل الهدايا التي قدمت يوم الافتتاح وعلى مدى الأيام اللاحقة مع ماقدم من اصدارات إعلامية وكتيبات وجدها الحضور هدايا لا يمكن ان يتاح لهم اقتناؤها إلا في المناسبات السعودية كما كانت ردود الفعل لما شوهد من نتاجات ثقافية وفكرية وبصرية عبر الكتب والاصدارات والموروث الشعبي واللوحات التشكيلية كبيرة والاشادة تفوق التصور مؤطرة بالاعتزاز بالعلاقات الكبيرة بين البلدين .
آراء حول الفنون التشكيلية
تحدث محمد العامري عن الفن التشكيلي السعودي في جريدة الدستور الأردنية بقوله: لقد تضمنت المشاركات الفنية إشارات مهمة لفنانين سعوديين كان لهم حضورهم العربي الخاص أمثال محمد الغامدي ويوسف جاها وعبدالرحمن السليمان وعبدالله حماس وعلي الطخيس وعبدالله الشيخ وهاشم سلطان حيث تعكس المشاركات حجم تطور الفن التشكيلي في السعودية وتفاعله الحقيقي مع البيئة والمحيط والاتجاهات العالمية والعربية.
والمسألة الثانية ان هذا المعرض استطاع ان يقدم نخبة مهمة من الفنانين واتجاهاتهم الفنية كرسالة حضارية المراد إيصالها إلى اكبر قطاع من المشاهدين، وقد جاء هذا المعرض ليملأ فراغاً نعاني منه في الساحة التشكيلية تجاه الفن السعودي، حيث غاب التشكيل السعودي عن الأردن فترة طويلة باستثناء بعض التجارب الموجودة في المتحف الوطني الأردني ومعرض شخصي للفنان عبدالحليم رضوي في غاليري حمو رابي.
ونتمنى ان تلتفت صالات العرض في الأردن إلى التجربة السعودية ويتم الاتفاق مع الأسماء المهمة ليتم تقديمها هنا في الأردن التي أصبحت من أهم ساحات العرض العربي والعالمي، فحضور الفنان السعودي في العاصمة عمان له أهمية خاصة اذ يسهم في إنتاج حوار مختلف مع منطقة تكاد تكون غائبة في العروض التي تقام في الأردن.
واللافت في الأعمال ان الفنان السعودي دخل مغامرته الفنية الخاصة باحثا عن فضاء تشكيلي خاص يشارك من خلاله العالم في تقديم صورة حضارية عن الفن العربي، من حيث تميزه الواضح لتراث الشرق وصياغاته للموروث الفكري والإنساني العربي، مما أعطى الأعمال الصفة الشرقية البحتة،
ونجد ان العامل المشترك للفن السعودي هو التفافته لمحيطه المعيشي وتأثره بالطقوس الشعبية من زخارف وحروف وإشارات مما انعكس إيجابا على صدق الفنان السعودي.
|