حينما أخذت الرئاسة العامة لرعاية الشباب على عاتقها دعم الثقافة والابداع السعودي ولمختلف منابعه ومناشطه كانت له عين ثاقبة ورؤية مستقبلية بعيدة المدى بدأت تظهر خطواتها للعيان محليا ودوليا عبر الية مدروسة وخطة عمل ديناميكية الحركة والوجود بتوجيهات ودعم متواصل من سمو الرئيس العام وسمو نائبه ومنها ما تقدمه في برامج الأسابيع الثقافية جاعلة منها مشاعل مضيئة بالمبدعين وآخذة بهم نحو المتلقي وبأرقى الأساليب جذبا ومحتوى ولهذا قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في الادارة العامة للشئون الثقافية بتفعيل معطيات ونتاج هذا الجانب المهم والرمز البارز في واقعنا الحضاري المعاصر والمتكئ على تاريخ مرتبط بثقة مأمونة النتائج بموروثنا الأصيل المؤطر بقيم اسلامية ضاربة بجذورها في أعماق الزمن الماضي بتواصل مع الجديد المعاصر بتنافس نحو النجاح والتميز في كل المحافل والمناسبات التي كان وما زال للملكة العربية السعودية وجود فيها بل تعداه الى انها لا تمر دون ان تترك أثرا ايجابيا في عقول وأذهان الآخرين.
وكان لي ان أشهد مثل هذا الحضور المشرف حينما رشحت للمساهمة في الاسبوع الثقافي للمملكة الذي شاركت به الرئاسة العامة لرعاية الشباب في فعاليات اختيار العاصمة الأردنية عمان عاصمة للثقافة العربية عام 2002م مع فريق أثبت انه في مستوى المسؤولية وبذل الجهد لتحقيق النجاح الذي عهد عن هذا الوطن الغالي وما عرف من حب الآخرين له فقد شاهدت عن قرب ما يتم القيام به من قبل المسؤولين عن الأسابيع الثقافية وما يقابلونه من صعوبات ومواقف لا يعلمها إلا من عمل بها وكان في مقدمتهم الأستاذ عبد الرحمن الحميد المدير العام للنشاطات الثقافية بالرئاسة وبقية أفراد فريقه النشط فقد كان للحميد دور ديناميكي على مدى الأربع والعشرين ساعة تبدأ من أول ساعات النهار الى منتصف الليل موجها ومتابعا ومهيئا لكل الظروف ما بين معارض ومحاضرات وأمسيات وعروض فلكلورية ومسرحية في كثير من المواقع وليس موقعا واحدا مما يعني الحاجة للتحرك في كل الاتجاهات حتى كان للأسبوع نجاحه وتميزه بشهادة كبار المسؤلين هناك واعجاب كل الحضور .لقد كنت أظن قبل مشاركتي وموافقتي على الترشيح ان في المشاركة متعة ونقاهة وراحة وأخذ إجازة من العمل ولو لفترة وجيزة إلا أن الواقع خلاف ذلك فالوقت كله محسوب ومدروس كما ان الانضباط فيه من أهم صفات العمل إذ لا يوجد أي اختلاف عن واقع العمل الرسمي المعتاد وهذا بالطبع لا يعني التذمر أو الشكوى بقدر ما يعني نقل الحقيقة وان ما يتم من نجاح لم يأت بسهولة ويسر مع ان الاختلاف يتمثل في الاعتزاز بأي عناء وتعب في مثل هذه المناسبات كونها تنقل نماذج من الوطن الثابت منها والمتحرك البشري أو المنتج الفكري تشكيلا وشعرا وفنون شعبية الى أعين الآخرين ما يزيد المشاركين اعتزاز وفخرا ويهون أمامها كل تعب خصوصا عندما يكون العمل بعيدا عن الوطن ويصبح المنجز صوتا وصورة مباشرة لهذا الوطن بكل معطياته.لقد شعرت بفخر كبير كما شعرت به في منا سبات دولية سابقة يشاركني الشعور به كل زميل أتيح له فرصة المشاركة بتمثيل هذا الوطن الغالي في محافل أو مناسبات مماثلة سابقة أو لاحقة بما يتمتع به وطننا وحكومته الرشيدة من حب وتقدير كل من على هذه الأرض وفي كل موقع صغير أو كبير وجد به ما يمثلهما بقلوب مفعمة بالامتنان والتقدير، تلك المشاعر كانت أولى بوابات النجاح وأسبابه والتفرد العالمي فهنيئا لنا بهذا الوطن وبحكومته وبكل ما فيه.
MONIF@HOTMAIL.COM
|