* القاهرة - مكتب الجزيرة - سلوى محمد:
على الرغم من عشرات العروض المسرحية والانتاج الضخم لم يستطع المسرحيون أن يحققوا لجمهور «ابو الفنون» الجديد بل اعتمدت كل العروض المسرحية على تقديم اعمال من كلاسيكيات المسرح العالمي هذا العام بأضخم انتاج مسرحي في مسرحيات القطاع العام والتي احتلت الصدارة لهذا الموسم الضخم.
الملك لير:
مسرحية «الملك لير» كانت مفاجآت عام 2002م.. أعظم قصائد شكسبير شعرا والتي كتبها بنوع من اختلاط الفلسفة بالهزل.. وتأتي فيها القسوة ممزوجة بالسخرية اذ تحمل المأساة نزعة تقليدية ترتكز على عناصر الطبيعة متمثلة في الارض وعناصرها والسماء وعناصر الطبيعة من عواصف وامطار وبرق ورعد.. وينجح أحمد عبد الحليم في تقديم مشهد بصري وبحق استطاع النجم الكبير «يحيى الفخراني» ان يجسد «الملك لير» باخلاص.. حيث قدمها دون افتعال وبفلسفة عميقة من خلال الاداء ونبرة الصوت وتعبيرات الوجه حتى في حركته وهو يمشي او يغضب او يضحك .. حتى امام موقفه من ابنته بعد تقسيم المملكة بينهم ليجد «لير» نفسه وحيداً أمام أرض خالية وملك مجروح وسخرية سوداء بعد ان اكتشف خراب العالم.
مأساة القدس:
وكان من ابرز العروض المسرحية «لن تسقط القدس» .. تأليف شريف الشوباشي واخراج فهمي الخولي وبطولة نور الشريف، وغناء عفاف راضي.. وعلى الرغم من أهمية القضية التي يتعرض لها هذا العرض من خلال طرح صورة الخلافات والنزاعات العربية والانحياز للمصالح الشخصية التي أدت الى سقوط القدس، وحاول البعض ان يطرح زمنا مجردا للاحداث او حتى اسقاطها رمزيا على اللحظة الراهنة ليأتي في منطقة وسطى لا معنى لها سوى انها انتجت عدداً من الافكار المتناقضة.
ومن ضمن العروض الضخمة والتي حققت نجاحاً كبيراً مسرحية «وسط البلد» تأليف واخراج ناصر عبد المنعم.. وهي عبارة عن كوميديا موسيقية استخدم فيها الرقص والغناء والموسيقى في اثناء سرد الراوي بالاضافة الى لقطات سينمائية.. ونجح مؤلف ومخرج العمل في نسج حبكة مشوقة من فنتازيا ونبرة ساخرة لعالم وسط البلد في اطار كوميدي موسيقي والذي يحمل في طياته نماذج انسانية عاشت في هذا الحي بكل ما يحفل به من تناقضات بين الطبقة الارستقراطية والفقيرة.
وبجانب الملك لير على القومى قدم مركز الهناجر مسرحية «عطيل» والتي قام ببطولتها «أحمد ماهر» والذي كان يحلم بتقديم المك لير وقرر أن يخوض منافسة فنية شريفة معه انتهت بنجاحها واستمتاع الجمهور بنصين من كلاسيكيات المسرح العالمي.
وهناك مجموعة من العروض الصغيرة التي تميزت الى حد ما على الرغم من محدودية انتاجها، فتجربة الكاتب الايطالي «الدوربندتي» وهي «الارملة الشابة» على مسرح الطليعة من اخراج حسن سعد وعلى الرغم من كلاسيكية النص.. وهي فكرة الزوج العائد بعد موته مرة ثانية للحياة الا ان العرض قدم فكرة كلاسيكية انسانية، ومن التجارب ايضا تجربتان للمخرج المسرحي الشاب احمد طه وهي نظرة عن رباعيات صلاح جاهين «شد حيلك» وعن «المغنية الصلعاء» ليوجين يونسكو وهي من انتاج قطاع الثقافة الجماهيرية».
واخيرا امتاز الموسم المسرحي لهذا العام على خشبة مسرح القطاع الخاص بعدد من الاعمال التي ستستمر حتى عام 2003م، منها : مسرحية «لما بابا ينام» للفنانة يسرا، واشرف عبد الباقي، وحسن حسني، وهشام سليم «ودوري مي فاصوليا» لسمير غانم وشعبان عبد الرحيم و«شباب روش طحن» لمجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة ونجم الكوميديا صلاح عبد الله واخراج جلال الشرقاوي ثم «شيء في صبري» ونجم الكوميديا هنيدي بمسرحية «طرائيعو» بمشاركة غادة عبد الرازق ومدحت صالح وحنان ترك اما أبطال «كدة او كيه» احمد السقا وسمية الخشاب ومنى زكي وهاني رمزي وشريف منير فما زالوا في استمرار عروضهم المسرحية.. وهكذا مر عام 2002م لنخرج بحصاد قليل جدا على الرغم من عشرات العروض والانتاج الضخم.
|