قال لي أحد الزملاء أنه كُلف مع أصدقاء له للاشراف على تنظيم دورة مسرحية طويلة المدى وذات نتائج مضمونة وتحقق اهدافا محددة.. الا انه «والكلام لصديقي» احتار ايما احتيار وضاقت به وبأصدقائه السبل عندما ارادوا ان يوزعوا موضوعات الدورة على محاضرين وهذا هو اهم عناصرها اذ انهم كلما اختاروا شخصا وجدوه لا يحمل شهادة أكاديمية وربما ليست لديه التجربة الكافية ليضعها بين يدي المتدربين وراح الجميع يمضون وقتهم في البحث عن محاضرين مناسبين ومدربين اكفاء فلم يجدوا إلا قليلا جدا من المسرحيين الذين كنا نحسبهم كثر. ولهذا تم اختصار مواضيع الدورة وعدد ايامها والتحفظ على مدى فاعليتها انتهى كلام صديقي.
ولعل ما سبق يوضح أمراً هاما الا وهو اننا كمسرحيين رغم السنوات العديدة التي تعرفنا فيها على المسرح لم تقدم المؤسسات المسرحية لدينا افرادا مهيئين ليقودوا حركة مسرحية او حتى على الاقل يشاركوا في تدريب آخرين.. اذا ان كل هذه السنوات التي مضت هي مجرد خطوات تبعثرت على طريق المسرح وحتى بعض الذين نعرف انهم محاضرون بعضهم يحتفظ بتخصص مسرحي وهم قلة ولكنه لم يمارسه بل احتفظ به كتخصص ينتفع به عند الحاجة رغم انهم يختفون تماما عن مقاعد العروض المسرحية بل وحتى المهرجانات ولكنهم سرعان ما تجدهم محاضرين او كتابا في الصفحات المسرحية او المناسبات الرسمية متحدثين باسم المسرح.
ان الدورات المسرحية المتخصصة التي يشارك بها اهل الخبرة والدراية بالمسرح مهمة في ظل غياب المؤسسات المتخصصة التي تدرس المسرح لذلك كانت فكرة الدورات المسرحية بمثابة الجرعات المسرحية المركزة التي تعرف المبتدئين الهواة على المسرح ولكن ذلك يحتاج الى معلم متميز لا الى هواة ايضا.. او مجرد محاضرين لديهم العلم النظري دون التجربة الميدانية.. والمدربون والمحاضرون المجتهدون سوف يقدمون خبرات ناقصة سينتج عنها خبرات بنفس المستوى.
لقد فتش صديقي عن محاضرين في بعض تخصصات الدورة التي كان يريد ان ينفذها فوجد قلة في الاخراج والتأليف والتمثيل وهذا امر طبيعي فما سبق يمكن تعلم اجزاء منه بالممارسة وكثرة المشاهدة والاطلاع ولكن ليس باقي عناصر المسرح ينطبق عليها ذلك الاسلوب للتعلم.
اننا بحاجة الى دورات متخصصة مكثفة وطويلة المدى يشارك بها «متخصصون» من داخل وخارج المملكة لتكون مخرجاتها كما نأمل وكما نود للمسرح ان يكون لان بعض الدورات تكون حسنتها الوحيدة هو مجرد تفتيح ابواب المعرفة للمشارك ولكن المشاركين في اي دورة لهم طموح اكبر من ذلك.
|