Wednesday 8th January,2003 11059العدد الاربعاء 5 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

17-8-1389هـ الموافق 28-10-1969م العدد 265 17-8-1389هـ الموافق 28-10-1969م العدد 265
نهر الحياة
يكتبه هذا الأسبوع: سليمان الحماد

البيئة وعمل الفنان:
إن الكاتب والشاعر والفنان لا أرض لهم، ولا تربة لإنتاجهم ليس قطعاً، ولكن في الكثير من الحالات! وفي الحالات الأخرى يكون لبيئة الفنان الدور الأول والأثر البعيد في وسامة الانتاج وأحياناً في فكرة هذا الانتاج، ولكن ليس في تكوينه أو جودته لأن التكوين والجودة تعودان لصاحب الانتاج نفسه، لمقدرته وإدراكه، وليست البيئة هي المسؤولة عن الإجادة والابداع في الأثر الفني، أو الأدبي!! البيئة منها الإيحاء، الرونق، ترف المعاني، وحضارة أو تحضر الأسلوب من عدمه!!
وبعضنا يحفظ:


أنت كالكلب في حفاظك للود
وكالتيس في قراع الخطوب

ويعلم أن قائل هذا البيت هو نفسه القائل:


عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

الفكرة عند الشاعر في البيت الأول، هي إشادة بوفاء المعني بها، وقد عبر الشاعر عن ذلك، بالوصف والمقارنة!
والفكرة الأخرى في البيت الآخر هي اشادة بجمال العيون التي عناها الشاعر نفسه وكيف أوقعن به، من حيث يدري ولا يدري!!
وقد كان الوصف والمقارنة أيضاً، كما في البيت الأول، ذلك ما نعنيه بتأثير البيئة، فالشاعر نظم البيت الأول ورأسه مملوء (بثغاء) الشياه الوادعة، و(نباح) الكلاب المستميتة في الدفاع عن خيمته وأنعامه في وفاء بالغ معهود!! والبيت الثاني نظمه الشاعر - بعد أن تبدلت الحال - ورأسه (يتمايل) منتشياً بأريج العطور، ورقرقة النهر، ودل الغواني، وصور أخرى ذات تأثير وظلال للمدنية والحضارة، والبيت الأول والثاني لا يفتقران بحال إلى معان أو حركة، أو جرس كذلك لم يختلفا سوى في ترف المعاني، وحضارة الأسلوب المهذب!.
إن هذا القدر من الإيحاء هو فقط ما تستطيع البيئة منحه للفنان، إذ إن الشاعر أو الكاتب، أو الفنان يستطيع أن ينظم، أو يكتب، أو يرسم أو يلحن، في أي مكان بنفس الجودة والخيال، فقط يختلف الأسلوب والرونق،
تحية لصديق مسافر:
ليس لنا أن نتحدث بمشاعرنا تجاه الآخرين على مستوى النشر، ذلك ما يبدو سيئاً في نظري، على أن ذلك معقول إذا ما اقترنت هذه المشاعر بمحاسن أو تجارب قد تفيد أو تساعد على بلورة فكرة او منهاج لسلوك شخصي وعندما يكون من تحمل له مشاعر حسنة لفضل أسبغه عليك او معاملة طيبة عاملك بها عندما يكون هذا الإنسان قريباً منك، فإن أعماله ومعاملته ومحاسنه ومشاعره تبقى أشياء عادية، لا تنتظر منه ان يعاملك بعكسها بحكم القرب او الزمالة او الصداقة او حتى صدفة لقاء عابر، وأنت لا تفتقد هذا الإنسان عندما يبتعد عنك، فإن هذا الإنسان فرد من عشرات تلتقي بهم كل يوم،
ولكنك تفتقد صفاته الحميدة ومشاعره الطيبة التي تجتذبك للتعامل معه، فيوحي لك فقدان هذه الصفات بفقدانه هو، فتحية لزميل مسافر، ترك بين زملائه فراغاً فنياً وأدبياً لا يعادله سوى الأمل بعودته متسلحاً بسلاح العلم لخدمة مليكه وأمته ووطنه، تحية للزميل محمد الخنيفر.
من أوراقي القديمة:


اقبل الليل وناداني حبيبي
من هنا تأتيك همسات طروب
وأشار نحو ثغر باسم
هو كالمورد للصادي الغريب
وحبيبي كامل بالحسن فيه
فتنة الأغراء للقلب المشوب
زرع الله على خديه ورداً
وعلى غرته طيف الغروب

كلمات كتبتها:
* السعادة، اسم وهمي لمرض يصاب به الأموات.
* ليس الجاهل من لم يتعلم فحسب، ولكن الجاهل من ادعى أنه عالم.
* تستطيع المرأة ان تبكي وهي تضحك، ولكنها لا تستطيع ان تضحك وهي تبكي.
* في التجربة العاطفية تبين ان المرأة أشد احتمالاً من الرجل، ولذلك جن قيس، وليلى تتفرج!!.
مع التحية:
* الزميل الكريم، عزيز منصور- الرياض.
العفو يا عزيزي، ان ما لمسته ليس إلا من تشجيع امثالك، واني اقل مما ورد في رسالتك الخاصة، التي تنبئ عن طيب معدنك،
ولكني اطمع ان اكون عند حسن ظنك، واني لأتساءل عما كنت تبعث به الينا بين الحين والآخر، لماذا نسيتنا؟!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved