تحقيق « الجزيرة » لامس جرحاً تربوياً وواقعاً ينشد العلاج
اطلعت على التحقيق الذي أعد من قبل المحررة بجريدتكم سلطانة الشمري المنشور بعدد «الجزيرة» «11042» في 18/10/1423هـ تحت عنوان «معايير ترشيحهن تحتاج إلى إعادة نظر والواسطة أتت بغير المؤهلات» بداية نشكركم على مساهمة الجزيرة باعطائنا مساحة من حرية الطرح والنقد الهادف والبناء مع تخصيص عدد من صفحاتها لتكون ميداناً خصباً لطرح قضايانا الاجتماعية بشكل عام وقضايانا التربوية بشكل خاص والشكر موصول لمحررتكم على هذه الخطوة الجيدة لطرح هذا الموضوع الهام على بساط الجزيرة. وكم كنت أتمنى أن لا يكتفى بتحقيق واحد والذي يحتاج إلى عدد من الحلقات من أجل التعمق أكثر في دهاليز الاشراف التربوي للافصاح عما يحدث ويجري داخله من تجاوزات عديدة وتصرفات خاطئة خصوصاً فيما يتعلق بعملية الترشيح والتي تلعب مفردات الواسطة من علاقات ومعارف ومصالح في ترجيح كفة من لا ينطبق عليهن أصلاً أسس الترشيح وضوابطه بينما تحرم ذوات الكفاءات والخبرات من حق مكتسب ومكفول نظاماً وقانوناً لعدم توفر مفردات الواسطة.
وقد صدقت احدى المشاركات بهذا التحقيق وهي مديرة مدرسة بقولها إن الشكليات والمظاهر والعلاقات لها دور بترشيح المعلمة كمشرفة بينما تستبعد معلمات ذوات كفاءات عالية. نعم هذا الواقع لما يحدث في عملية ترشيح بعض المشرفات وسأروي قصة حقيقة وموثقة ذكرتها قريبة لي تعمل مديرة لثانوية بحائل ان معلمة للتربية الإسلامية لم تكن من المعلمات المتميزات في مادتها والتي منحتها المديرة السابقة تقديراً غير مرض وبعد أن توليت العمل كمديرة منحتها تقديرا مرضيا لأنها كسولة وخاملة وغير متميزة ولكونها تتمتع بعلاقة وثيقة وقوية مع مسؤولة المكتب آنذاك بمعنى أنها «مرتكية على جبل كما يقول المثل» تم ترشيحها كمشرفة تربوية وخدمتها لا تتجاوز ثلاث سنوات وتقديراتها لا تشفع لها أن تكون مشرفة حيث طبخت الطبخة في أروقة مكتب الاشراف من قبل مشرفة المادة والمشرفة الإدارية بتعديل تقرير أدائها الوظيفي ولم يكتف بذلك بل باشرت العمل في مكتب الاشراف دون أن يخلى طرفها من المدرسة كما هو المعتاد نظاماً. وتم ابلاغ مسؤول التعليم في حينه بخطاب رسمي حيال التجاوز الواضح والفاضح ولكنه ذهب أدراج الرياح وتقول المديرة لقد صدمت كما صدم العديد من المعلمات اللاتي يفقنها خبرة وكفاءة وقدرة وتميزاً وتمكننا من المادة ولكن العلاقة الوثيقة والمصلحة الخاصة التي وثقتها مع مسؤولة الاشراف جعلتها فوق أسس النظام وضوابط الترشيح. ومكتب اشراف بنات حائل يعاني من هذه النوعية التي استقطبتها أسس العلاقات وضوابط الواسطة والأمل معقود على مديرة مكتب الاشراف الجديدة لإعادة النظر في هؤلاء المرشحات فما يحصل في مكتب اشراف البنات من تجاوزات فإنه يحصل أيضاً في مكاتب اشراف البنين. ان هذا الوضع القائم كان سبباً وراء تدني مستوى العملية التربوية بسبب فقدانها ذوي الكفاءات والخبرات المتميزة. وبحكم عملي في مجال الاشراف التربوي استثارني هذا الموضوع وكان لزاماً عليّ أن أؤيد وأؤكد على صحة ما ورد بالتحقيق من خلال ما لمسته من تجاوزات لأسس الترشيح التي يفتقد بعضها الآلية المحددة والضوابط المقننة لاختيارات الكفاءات والقدرات المتميزة من ذوي الخبرات وأصحاب المؤهلات، والوضع القائم الآن في عموم مكاتب الاشراف بنين وبنات يحتاج إلى غربلة شاملة وتصفية عامة وإعادة نظر لمن تم ترشيحهم وترشيحهن وهم ليسوا أكفاء ومؤهلين، وفق الله الجميع لما فيه خير العباد والبلاد.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح مشرف تربوي بتعليم حائل
***
لا أفضلية للمعلمين الجدد!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اطلعت على ما اشار اليه الاخ العزيز عبدالعزيز العياد من حائل في جريدتكم الغراء عدد 11041 في صفحة تحقيقات حول موضوع بعنوان متاعب المعلمين الجدد المعينين في القرى النائية حيث اشار في ثنايا ما قال الاخ العزيز انه يقترح على المسؤولين في وزارة المعارف الموقرة بأن تعمل على تعيين المدرسين الجدد في المدن تحت اشراف الادارات التعليمية وانني لا اوافقه الرأي في ذلك طالما ان الهدف هو مراقبة وتوجيه المدرسين عن قرب من الادارات التعليمية واحب ان اقول للاخ بأن جميع مدارس المملكة تحت اشراف مباشر من الادارات التعليمية اينما كانت المدرسة خاصة وان مراكز الاشراف التعليمية أصبحت منتشرة في السنوات القليلة الماضية بحيث يمكنها الاشراف المباشر عن كثب على المدارس التابعة لقطاعات الادارة التعليمية فمثل هذه الحالة التي اشار اليها الكاتب يجب ان يكون الاهتمام بالادارات المدرسية بالقرى بحيث يديرها قدر الامكان مديرو مدارس قدماء ولهم خبرة ميدانية كثيرة بحيث يستفيد منهم المدرس الجديد في مجال التعليم اما من حيث المدرسين الجدد فيمكن للوزارة ان تغذي القرى بالمعلمين الجدد من اهل القرى المجاورة او القرية نفسها بحيث يكون لهم الاولوية لان ذلك يعني استقرار المدرس ومن ثم ينعكس ايجاباً على طلابه لان المعمول به حالياً هو معايير لدى الادارات التعليمية لا تعطي اولوية لاهل القرية من المعلمين لا الجدد منهم ولا القدامى اما كون القرب والبعد من الادارة التعليمية له تأثير سلبي او ايجابي على المعلم فهذا الامر لم تثبته التجارب الميدانية خاصة وان قرى وهجر المملكة اصبحت متوفرة بها معظم الخدمات اللازمة للحياة وذلك ناتج من اهتمام حكومتنا الرشيدة وفقها الله بالوطن والمواطنين اينما كانوا.
وفي الختام أشكر زميلي الكاتب وأشكر المسؤولين عن هذه الصحيفة الغراء نظير اهتمامهم بشؤون أبناء بلادنا العزيزة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
محمد بن إبراهيم بن ضيف الله العضياني مدير مدرسة زيد بن حارثة
|