قال تعالى: {قٍلً هّلً يّسًتّوٌي الذٌينّ يّعًلّمٍونّ وّالَّذٌينّ لا يّعًلّمٍونّ إنَّمّا يّتّذّكَّرٍ أٍوًلٍوا الأّلًبّابٌ}.
وقال الشاعر:
العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والشرف
|
وقال الآخر:
اطلبوا المجد على الارض فإن هي ضاقت فاطلبوه في السماء
|
* من خلال هذه الآية الكريمة والبيتين السابقين يتبين لنا أهمية العلم الذي هو مقياس الحضارات بين الأمم.
وتعتبر العملية التربوية غاية في الأهمية وتربية النشء والاهتمام به مسؤوليتنا جميعا (أباء، وأمهات، ومعلمين).
وما أريد التطرق إليه الآن هو طرح بعض العقبات أو الأخطاء التي يقع بها بعض المعلمين والمعلمات في بعض مدارسنا ويدفع ثمنها أبناؤنا الطلاب.
ولكن قبل الخوض في هذه الأخطاء لابد أن يعلم الجميع أن هناك الكثير والكثير من المعلمين والمعلمات المخلصين والمجتهدين في واجبهم ويجعلون مخافة الله نصب أعينهم.
ومن الأخطاء الواجب ذكرها:
1 للأسف فقد اختلفت نظرة الناس وخاصة المعلمين والمعلمات في هذا الزمن الى المغزى من العملية التعليمية والتربوية فتجد بعضهم همه الأول والأخير هو الحصول على المادة فتجده يعرض المادة العلمية على الطلبة بتذمر وتأفف مما يجعل ردة فعل الطلاب إبداء الفهم وان لم يتحقق وهذا بالطبع ناتج عن عدم شعوره بالمسؤولية وعدم وجود الرغبة والدافع لديه وبالتالي فإن هذا السلوك والتصرف من المعلم ينعكس سلباً على تلاميذه ولذلك فإنني ادعو إخواني المعلمين والمعلمات الى الإخلاص في عملهم وبذل المزيد من العطاء وأن يحتسبوا الأجر من الله في سبيل تربية وتعليم أبنائهم وبناتهم.
2 من الأخطاء المهمة ايضا:
غياب المعلم والمعلمة القدوة الصالحة: حيث أن من الملاحظ على كثير من المعلمين والمعلمات الاقتصار على شرح الدرس وإعطائه للطلبة بصورة جافة بعيدة عن الأخلاق الحسنة التي لابد أن يكون لها دورها الفعال في إكمال الدرس بصورة واضحة في ذهن الطالب.
والكثير من هؤلاء المعلمين يتناقض قوله مع عمله.. كيف ذلك؟
كأن ينهاهم عن التدخين وهو يدخن وكذلك بالنسبة لبعض المعلمات التي تنهى الطالبات عن التبرج في اللبس وتدعوهن الى تقوى الله وهي على خلاف ذلك.
ومن وجهة نظري والتي أرى انه يوافقني عليها الجميع أن غياب المعلم القدوة الصالحة يعتبر من اخطر المعوقات التي تقف في وجه العملية التربوية في وقتنا الحاضر، لذلك لابد لنا من محاسبة أنفسنا وان نكون معلمين صالحين نطبق جميع ما نحث عليه من أخلاق حسنة أمام أعين طلابنا لنكون قدوة صالحة لهم.
3 عدم الاعتماد على الكتاب المدرسي:
حيث لوحظ في كثير من المدارس وجود العديد من المعلمين والمعلمات من يقوم بإعطاء التلاميذ ما يسمى (بالملخصات) وهي لا تتجاوز عدداً قليلاً من الوريقات أو أن يعطيهم عدداً قليلاً من صفحات الكتاب ويكتفي بقوله (الباقي محذوف وغير داخل في الاختبار) فلماذا تنفق الدولة الأموال في طباعة الكتب وتوفيرها إذا كان هذا هو حال العديد من معلمينا ومعلماتنا.
وقد تتوفر هذه (الملخصات) في المكتبات حيث يضعها بعض المعلمين والمعلمات ليعتمد عليها الطلبة في مذاكرة موادهم التي يدرسونها.
4 قلة استخدام الوسائل التعليمية: مما لاشك فيه ان استخدام الوسائل التعليمية أثناء شرح الدرس يعتبر عنصراً فعالاً ويساعد في ترسيخ وفهم المعنى عند الطالب، ورغم اهمية تلك الوسائل المعينة على إيصال الموضوع للطلاب إلا أننا نجد بعض المعلمين والمعلمات يعتمد بشكل مباشر على الكتاب المدرسي وهذا وحده لا يفي بالغرض بل لابد من استخدام الوسائل المعينة.
5 من المعوقات أيضا (ضعف التعاون بين البيت والمدرسة):
يرى بعض الآباء وأولياء الأمور ان دوره قد ينتهي بمجرد ان اكمل ابنه سن السادسة ليذهب به الى المدرسة وكأنه أعطى المدرسة بمفردها تربية الطفل وتعليمه وتقديمه مواطنا صالحا ليخدم مجتمعه، أو يعتقد أن دوره يقتصر على توفير الطعام والشراب لابنه فقط وقد اغفل تربيته وغذاءه الغذاء الروحي الذي يبدأ بتربيته التربية الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة النبوية المطهرة. وهذا بالطبع اعتقاد خاطىء ونرى بعض الآباء لا يتصل او يحضر الى المدرسة إلا اذا اشتكى ولده من معلم ما ربما كان هذا المعلم يريد مصلحة الولد ليأتي الأب ويذهب لينتقد المعلم وربما يتطاول عليه. والذي أريد قوله انه لا بد من التعاون بين البيت والمدرسة وذلك من خلال زيارة أولياء الأمور لمدارس لأبنائهم للسؤال عنهم والبحث عن مواطن الضعف والتقصير عند الأبناء لمعالجتها.
|