لقد سعدت كثيراً لاختيار أولي الأمر في هذه البلاد الكريمة لسعادة الشيخ الأديب أحمد بن علي آل مبارك للتكريم في مهرجان الجنادرية الثامن عشر، وهو شخصية من جيل الرواد الذين حملوا على عاتقهم عبء النهوض بهذا الوطن الغالي الحبيب «المملكة العربية السعودية» مهوى أفئدة المسلمين من بقاع المعمورة شتى وسعادة الشيخ أحمد غني عن التعريف فهو سفير الأدباء وأديب السفراء، ابن الأحساء البار وعلمها البارز الشامخ شموخ نخيلها الذي صار مضرب المثل حتى قيل «كجالب التمر الى هجر».
وقد خاض الشيخ أحمد المبارك غمار الحياة منذ كان يافعاً بحثاً عن العلم، فلم يسقط الكتاب من يده منذ عرف القراءة ولا غرابة فالكتاب خير جليس وأنيس، والرجل من أسرة علمية عريقة نبغ فيها العلماء، والفقهاء، والشعراء، ومن يشابه أبه فما ظلم، وأنصح شبابنا بقراءة رحلته العلمية التي تنشرها المجلة العربية شهرياً منذ ثلاثة أعوام بعنوان «رحلة الأمل والألم» وهي قيد الطبع الآن.
وترجع صلتي بسعادة الأديب الشيخ أحمد المبارك الى خمس سنوات خلت حينما قدمت للعمل بكلية التربية للبنات بالأحساء، أستاذاً مساعداً للأدب الأندلسي فارتدت ندوته الأدبية الاسبوعية «الأحدية» وتوطدت صلتي بالشيخ الجليل لما لمست فيه من عشق للعلم وغرام بالأدب الجاد، فلم أتخلف عن أحديته حتى صارت ضمن برنامجي الأسبوعي، فلا أَزورُ ولا أُزارُ في هذا اليوم، ومن الطرائف ان زوجتي وزميلتي د. كريمة ريحان مازحتني عند بدء موسم الأحدية الماضي قائلة «إنك تترك كل شيء لأجل أحدية الشيخ أحمد المبارك» فقلت أبياتاً على صورة حوار بيني وبين زوجتي وأهديتها إلى الشيخ فسعد بها، وها هي الأبيات:
قالت وفي نبراتها شجن يثير الاهتمام مالي أراك مشمراً عن ساق جد يا همام أتراك تسعى للعلا أم ذا كلام في كلام أحدية تغرى بها ولأجلها تدع الأنام قلت اصمتي يازوجتي وذري أفانين الملام فالشيخ أحمد عالم يهمي كما يهمي الغمام بقلوبنا متربع وأراه عاماً بعد عام يزداد عندي حظوة فله من الله السلام أرجو له طول البقا والنفع كالغيث السجام فتمهلي يازوجتي وذري أفانين الملام
|
ويتميز الشيخ أحمد المبارك بسرعة البديهة وقوة الحافظة والفكاهة العذبة والتواضع الجمّ والتدفق الثر في رواية الشعر العربي القديم من مختلف العصور وحفظه لشعر الأحسائيين، فهو يحفظ معظم شعرهم بمناسباته، وللشيخ أحمد المبارك ديوان شعر مخطوط قمت بقراءته عليه وكتابة مناسبات قصائده تمهيداً لدراسته ونشره إن شاء الله.
أمد الله في عمر الشيخ أحمد المبارك ومتعه بالصحة والعافية.
(*)أستاذ الأدب الأندلسي والنقد المساعد بكلية التربية للبنات في الأحساء
|