* الرياض - صالح الفالح:
أكد عدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة العربية السعودية أهمية اقامة وتنظيم المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية ولفتوا في تصريحات خاصة للجزيرة الى ان الجنادرية قد شكلت علامات بارزة على المستوى العالمي منوهين بدعم واهتمام القيادة الرشيدة في المملكة لهذا المهرجان الوطني والتاريخي وفيما يلي نص التصريحات:
في البداية اوضح سفير مصر لدى المملكة.. السيد محمد رفيق خليل ان الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» تأتي هذا العام في وقت يتعرض فيه الاسلام والمسلمون لهجمة شرسة تشنها دوائر غربية معادية للاسلام، حيث بلغ هذا الهجوم ذروته بمحاولة تلك الجهات والقوى استخدام كل ما تملكه من آلة اعلامية واسعة، ومحاولة الصاق تهمة الارهاب والعنف بهتاناً وكذباً وافتراء على هذا الدين الخاتم.. وعلى مبادئه السمحة وقيمه الانسانية النبيلة.
وأضاف: وانطلاقا من خطورة هذه الحملة الظالمة على دين الله عز وجل.. وادراكا لدور المملكة العربية السعودية الاساسي في تعريف الدين الصحيح.. جاء برنامج الجنادرية الثقافي لهذا العام تحت عنوان «هذا هو الاسلام» .. في محاولة جادة وصادقة للرد الموضوعي على كل تلك الشبهات المغرضة.. ولتفنيد اكاذيب بعض وسائل الاعلام المأجورة وتدحض مزاعم جهات غربية.. انساقت بلا وعي وكأنها مسلوبة الارادة وراء تلك الاكذوبة الكبرى التي ملأت جنبات العالم اجمع بأن الاسلام هو دين عدواني ولابد من محاربته تحت دعوى محاربة الارهاب والقضاء عليه.
ولفت السفير المصري الى ان الحديث المباشر والحوار المفتوح ومن خلال مهرجان الجنادرية مع قادة الرأي والكتاب والمثقفين واساتذة الجامعات والصحفيين ورجال الاعلام من ابناء الغرب هو من انجح الوسائل واكثرها ايجابية وأسرعها ردا للفعل في ازالة تلك الصورة النمطية السيئة عن الاسلام والمسلمين في الذهنية الغربية.
مضيفا: ولا ينبغي ان يغيب عن بالنا ابدا انه يجرى الآن استخراج أحد المنتجات الفكرية وهو ان الاسلام هو العدو الجديد للغرب بدلا من الشيوعية وما يصاحب تلك الفكرة من معلومات بغرض استخدام هذا المنتج لهدف محدد يحقق مصلحة ما للغرب ضد العرب والاسلام.
ويتضح ان القنوات الاساسية للجهاز الثقافي الغربي التي تنقل صورة الاسلام الى اوروبا وامريكا والتي تتمثل في آلته الاعلامية الهائلة هي مصدر التفسيرات التي تقدم صورة للاسلام تعكس بلاشك المصالح القومية للمجتمعات الغربية التي تخدمها تلك الآلة الاعلامية والتي تسهم في صياغة الصورة الاعلامية المشوهة للمسلمين ومن ثم تأصيلها وترسيخها في الثقافة الغربية.
وأشار الى انه قد اصبحت الصورة الاسلامية مرادفا في الاعلام الغربي للتطرف والارهاب.. وامتلأ الاعلام الغربي بالصور والقوالب السلبية السائدة عن الاسلام في وسائل الاعلام الغربية واتهام الاسلام بأنه دين الفوضى والوحشية والغموض.. وتبقى المشكلة الحقيقية من منظور صناعة صور الاسلام والمسلمين هي ان التطورات الايجابية في العالم الاسلامي تمضي دون ان تحظى بالتغطية الاعلامية الكافية او حتى مجرد الاشارة اليها.
وأكد ان الغرب لا يمل من شرنقة الاسلام.. حيث ينظر الى الاسلام على انه كل يتصف بالجمود والتخلف تحكمه خطيئة اصلية وازلية تجعل منه دينا للعنف والبدائية.. وتابع قائلا: وبذلك يحاول الاعلام الغربي ان يعيد الى الاذهان الدور التحضيري الذي يقع على عاتق الغرب في ادعاء تطوير وتحضير شعوب الشرق. فالاسلام كدين وحضارة مستبعد ومنفي وانه وكما تصوره اجهزة الاعلام الغربية بوعي منها وبلا وعي يمثل فلسفة التمركز على الذات.
ومن هنا تأتي الأهمية القصوى لموضوع الجنادرية هذا العام.. وهو التعريف بالاسلام الصحيح كدين للتسامح وإعمار الارض.. وقبول الآخر والتعايش معه بعيدا عن كل مظاهر العنف والارهاب التي يرفضها الاسلام بل ويحرمها تحريما قطعيا.
من جانبه عد سفير دولة فلسطين ممثل السلطة الفلسطينية بالمملكة السيد مصطفى هاشم الشيخ ديب الجنادرية اسماً اقترن بتاريخ دولة وثقافة أمة، فأعاد لهذا التاريخ وهذه الثقافة مجدها الذي تغنى به الأوائل مؤكداً أن الأمم في هذا العالم تسعى وتعمل جاهدة لإبراز هذا الجانب الأساسي من تاريخها التليد، وسبعة عشر عاماً من تاريخ الجنادرية جعلت من مدينة الرياض حاضرة العرب مدينة للثقافة، وقبلة للمثقفين في هذا العالم الواسع حيث جُسدت فيها أعمال تراثية وثقافية متنوعة، وإن دلت فإنما تدل على وعي يعيشه المجتمع العربي السعودي الذي قدم من خلال هذا الوعي أصدق صورة لملامح هذا التراث الثقافي إضافة إلى الأداء المميز لفعاليات هذه المهرجانات التي لم تقتصر على قضية معينة، بل تعدتها إلى إدارة الكثير من القضايا الفكرية والأدبية والتي أوجدت أرضية خصبة لتلاقي ثقافات عالمية على أرض الجنادرية وأسهمت إسهاماً مباشراً في إيجاد حوارات عالمية وفكرية، لافتاً إلى أنها بذلك شكلت علامات فارقة وبارزة على المستوى العالمي وأثبتت للجميع أن المملكة العربية السعودية تبقى الدرة الثمينة التي يتطلع إليها المثقفون في شتى أنحاء العالم الذين عرفوا وأكدوا أن أرض الجزيرة العربية هي منبع الأصالة ومصدرها، الأمر الذي أكسبها ثقة الجميع وجعل كلمتها ذات صدى واسع.
وأشار إلى أن اهتمامات القائمين على هذه المهرجانات وبتوجيهات كريمة من قادة هذه الأمة لم يبخلوا على قضايا العرب والمسلمين بصفة عامة وقضية فلسطين ومدينة القدس الشريف بصفة خاصة وجعلوها في أولويات اهتماماتهم ولم ينسوها، حتى في فعاليات الجنادرية.
وهذا أمر لا يمكن أن ينساه شعبنا وقيادتنا وثمنوه وقدروه حق قدره.
وأكد السفير الفلسطيني أن الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين لمهرجانات الجنادرية تعكس مدى التلاحم والتعاطف الصادق بين الأمة وقائدها وتكسب هذه المهرجانات سمة وسمعة طيبة قلماً نجدها عند الآخرين وقال ولو أمعنا التفكير بأهداف الفكرة الأساسية لهذه التظاهرة الثقافية لوجدنا الجواب الشافي، فمن جهة عملت على تعارف الشعوب بعضها ببعض من خلال لقاء تراثها وثقافاتها، والجنادرية (18) جعلت برنامجها الثقافي لهذا العام يحمل عنواناً يختلف اختلافاً كبيراً عما سبقه من الأعوام السابقة.
(هذا هو الإسلام) ليعطي كل من يؤم هذا المهرجان الصورة الصادقة عن الإسلام والمسلمين خاصة في هذا الوقت الذي نعيشه والتحديات العالمية التي يواجهها هذا الدين من قبل أعدائه الذين تناسوا أن هذا الدين الحنيف علمنا أن الله خلقنا جميعاً من نفس واحدة وجعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف ولنحافظ على القيم والمبادىء التي تخدم عالمنا لتتوارثها أجيالنا من بعدنا مضيفاً وما يتحقق خلال فعاليات الجنادرية وتحت هذا الشعار سيعود على الإسلام والإنسانية أجمع بالخير إن شاء الله ليضع حداً لكل متحدث جاهل بأمور هذا الدين الذي ارتضاه رب العزة والجلال للبشرية جميعاً وليؤكد للعالم أجمع بأنه لا تطرف في الدين الإسلامي ولا مغالاة وأن هذا الدين هو دين السلام والمحبة.
ورأى سفير فلسطين أن فعاليات الجنادرية هذا العام ستؤكد وتثبت للجميع بأن الفرصة الأكيدة لترسيخ دور الثقافة والمثقفين والعلماء خاصة ونحن نعيش نقلة نوعية في تقدم عالمنا وإزدهاره وتأتي من خلال تأكيدات هؤلاء المثقفين والعلماء على الثوابت الأساسية للإسلام الذي ارتضاه لنا ربنا، ويتعامل الجميع من خلاله بكل صدق وبأن هذا الدين هو دين الحق الذي يميز بين الخير والشر، سائلاً العلي القدير أن يحفظ لهذا البلد عزه ومجده وأمنه واستقراره في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين وإخوانه البررة وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة ولتبقى الرياض عاصمة للثقافة العربية ومنارة يهتدي بها الجميع.
أما سفير البحرين لدى المملكة.. السيد راشد سعد الدوسري فأكد بتصريح مماثل أن عملية حفاظ الشعوب على تاريخها وثقافتها وتراثها الوطني تعد من المسائل الصعبة في كل مجتمع لما تتعرض له هذه العملية من عقبات جمة تحول دون تنفيذها، والتي من أكبرها المتغيرات السريعة والمتلاحقة للظروف المختلفة التي تحيط بالبشرية على مر الأزمنة.
ولفت إلى أن فكرة أقامة مهرجان الجنادرية التي نفذتها حكومة المملكة العربية السعودية برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وبدعم متواصل من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود كانت قد وضعت الحل الأمثل للتغلب على كافة الصعاب التي تعوق عملية الحفاظ على التراث الوطني في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
إن هذا التواصل الحميم ما بين أجيال الماضي والحاضر من شأنه أن يزيد من إصرار جيل الحاضر لبناء مستقبل زاهر مبني على القيم والأعراف العريقة التي ورثها عن الأجداد.
مضيفاً: ولم تكتف القيادة السياسية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة بحصر المهرجان في التراث الوطني، بل جعلت منه ملتقى فكرياً عالمياً لعدد كبير من الأدباء والمفكرين، وأن هذا المهرجان هو الفريق من نوعه في العالم العربي والإسلامي إن لم يكن عالمياً.
وأكد أن القيادة السياسية في مملكة البحرين قد حرصت أن يكون لمملكة البحرين الحضور والمشاركة الفعالة في هذه التظاهرة الفكرية والتراثية الأصيلة، والإسهام في إنجاحها حفاظاً على مكتسباتنا الأدبية والفكرية وعاداتنا وتقاليدنا المستمدة من ديننا الحنيف، وإبعادها عن كل ما هو دخيل وغريب عليها.
|