«يا خيولَ الفجر هذا الغيثُ هَلْ
وجبينُ الوَثْبَةِ الكبرى أطلْ
وأمينُ الوحي بالخير نَزَلْ
ونبيُّ اللّهِ نادى وابتهَلْ
أنتَ يا رحمنُ أعلى وأجَلْ »
يا خيولَ الفجر هذا القلبُ هاما
حينما جاوزتِ بالرّكْبِ الزِّحاما
اسألي عن أمَّتي شرقاً وغربا
واسألي عنها عراقاً وشآما
اسألي فردوسَنا المفقودَ لمَّا
رفع العِلْمُ لنا فيه المقاما
اسألي هِنْداً وسنداً حين صلّى
جيشُنا الظافرُ للّهِ وصاما
اسألي البسفورَ عنَّا حين ألقى
موجه للفاتح الشهْم الزِّماما
اسألي الغَرْبَ الذي كان غريقاً
في ظلام زادَه الجهلُ ظلاما
نحن أوثناه عِلْماً وفتحنا
بابَه حتى رأى الفجرَ وقاما
لو سألنا عَقْلَ أوروبَّا لأدلى
بحديثٍ يملأ القلبَ احتراما
نحن أورثناه في الطبِّ علوماً
لم يزلْ فيها «ابنُ سيناءَ» الإماما
ومنحناه علومَ الأرضِ حتى
سار فيها وترقّى وتسامى
جيشُنا الظَّافر لم يقتلْ رضيعاً
حينما سار ولم يَخْفِرْ ذِماما
حَمَلَ الإسلامَ هَدْياً ويقيناً
علّم الإنسان في الأرض النِّظاما
أنقذَ الإنسانَ من جهلٍ وظلمٍ
وبه الميزانُ في الكون استقاما
نشر الأمنَ على الأرض ظِلالاً
وَارفاتٍ، ورعى فيها السَّلاما