سعدت كثيراً بعد أن أبلغني أحد الأصدقاء عن خبر تكريم أحد رموزها الفاعلين «الشيخ أحمد بن علي المبارك» حيث اختير ليكون «شخصية هذا العام» خلال حفل افتتاح مهرجان الجنادرية، الذي سيمنح بموجبه «وسام الملك عبدالعزيز» رحمه الله ، ويستحق مني أن أصفه بأنه «إنسان العطاء يُمنح من حكومتنا المعطاء» نعم فعطاؤه العملي والثقافي امتد لما يزيد عن نصف قرن تقريباً، والشيخ وأمثاله من أصحاب العطاءات المتنوعة لهذا الوطن الغالي يستحقون التمجيد والتكريم، وحكومتنا الرشيدة هي أساس تطوير إنسان هذا الوطن، والسباقة لكل العطاءات التي ساعدت في ارتقائه ورفعته، ولم يتم اختيار الشيخ شخصية الجنادرية لهذا العام إلا لأنه يستحق التكريم لعدة عوامل امتاز بها حسب تصوري وهي:
- الشيخ شخصية متميزة، فقد عمل في ميادين التعليم والسياسة والأدب، وهذه الميادين تخدم بعضها بعضاً إذ تواصلت طيلة فترات عمله من سلك التعليم والدبلوماسية الى عطاءاته الأدبية.
- تفرغ للأدب بعد تقاعده، وفتح مجلسه لمحبي الثقافة في واحة الأحساء وغيرها من مدن المنطقة الشرقية لإبراز أصحاب تلك المواهب.
- استمرار ندوته المعروفة ب«الأحدية» في عطائها المستمر طيلة سنواتها الخمس عشرة الماضية دون انقطاع، وقد استقطبت محاضرين بارزين من عدة نواح في مملكتنا الغالية.
- انبثقت من الأحدية عدة ندوات ومجالس ثقافية في واحة الأحساء مثل: «اثنينية النعيم الثقافية، وسبتية الموسى، وثلاثائية المغلوث، وندوة العفالق، وندوة العبدالقادر»، وغيرها من الندوات والمجالس الثقافية التي تموج بها رياض الأحساء وربوعها وحدائقها الغناء في القرى الأحسائية كالشقيق وغيرها.
وشاء الله للشيخ ان يحظى بالتكريم في مهرجان الجنادرية الثامن عشر، وهو جدير حقاً بهذا التكريم لما قدمه لبلاده طيلة فترات عمله، حتى في فترات شيخوخته من خدمات أثرت الحركة الثقافية في المنطقة وفاءً لما قدمته له المملكة من رعاية وعناية منذ ابتعثه الملك عبدالعزيز - رحمه الله- الى مصر للدراسة في الازهر الشريف حتى حصل على الليسانس من كلية اللغة العربية والدبلوم في التربية، وعاد ليسهم في بناء نهضة بلاده.
فهنيئاً له التكريم وهنيئاً للأحساء أن يكرم ابنها من قبل ولاة الأمر -حفظهم الله ورعاهم-، وسدد على طريق الحق والخير خطاهم والسلام.
* راعي اثنينية النعيم الثقافية بالأحساء
|