* الرياض - الجزيرة:
انطلقت مطلع هذا الاسبوع يوم السبت فعاليات الحملة التوعوية ضد مخاطر سوء استخدام الدواء، والتي تنظمها الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ممثلة في اللجنة الفرعية للمنشآت الدوائية المنبثقة من اللجنة الطبية في غرفة الرياض .. وتهتم الحملة بتوعية المواطنين وتثقيفهم، وتعد الحملة أحد الأعمال الاجتماعية التي تؤديها غرفة الرياض .
وفي ندوة صحفية تم تنظيمها في مقر غرفة الرياض، تحدث عدد من المهتمين عن أهداف الحملة وعن موضوعات متنوعة خاصة بالاستخدام السيىء للدواء، وطالبوا جميعا بتخصيص أسبوع وطني للدواء والتعامل معه ووضع خط مباشر على الهاتف او التلفاز وفتح حوار مفتوح بين المتخصصين والمواطنين للتعريف بالدواء وطرق التعامل معه .. والتي شارك فيها كل من : الأستاذ / سلطان بن محمد بن صالح - عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ورئيس اللجنة الطبية في غرفة الراض -، والدكتور / محمد بن عبد الرحمن المشعل - عضو اللجنة الطبية ورئيس اللجنة الفرعية للمنشآت الدوائية في غرفة الرياض -، والدكتور ناجي بن محمد الغرابلي - عضو اللجنة الطبية وعضو اللجنة الفرعية للمنشآت الدوائية في غرفة الرياض - :
المنظومة العلاجية
* سألنا في البداية عن سبب اختياركم ( الدواء ) موضوعا لهذه الحملة ، وهل مدتها كافية، ولمن هي موجهة ؟ا
الأستاذ سلطان : قبل أن أبدأ أود التأكيد على أننا في لجان الغرفة لسنا نقابة ولسنا ممثلين لقطاع تجاري فقط، واللجنة الطبية تبحث مصلحة هذا القطاع (القطاع الطبي)، وبما يحقق مردود إيجابي للمجتمع وأفراده . أما ما يتعلق بالحملة فأود أن أبين أن هذه الحملة ليست أولى أعمال اللجنة الطبية ولجانها الفرعية ولن تكون - بإذن الله - العمل الأخير، وجاء اختيار عنوانها (مخاطر سوء استخدام الدواء) لأهمية الموضوع وارتباطه بجميع فئات وشرائح المجتمع .
د . المشعل: اخترنا الدواء عنواناً للحملة، لأن الدواء هو العنصر المهم في المنظومة العلاجية والشفاء لا يتحقق بعد إذن الله سبحانه وتعالى إلا بالاستعمال الصحيح للدواء، وهناك محاذير من استعمال الدواء ويجب ان يفهم المتلقي ان صرف الدواء أمر هام ولا يستطيع الجميع فصل ذلك، وعندما يحصل سوء لاستخدام الدواء فإنه سيكون هناك انتكاسه ونقص وهذا باختصار ما جعلنا نخصص الدواء عنواناً للحملة ونحن في الغرفة التجارية جزء من المواطن الذي تهمنا صحته وهو المستهدف من هذه الحملة، واعتقد أن سبعة أيام للحملة ليست كافية وإنما هي مجرد اختيار لطريقة التنفيذ .. فهل تستمر بهذا الأسلوب أم نكثفها .. وغير ذلك، هذا ما سيتبع الحملة حيث ستقيمها اللجنة وننظر هل هي مفيدة ونستمر فيها بشكل سنوي، أو شهري .. إلخ.
د . ناجي: من ضمن الأهداف الخاصة بهذه الحملة تعريف وتوعية المواطن بسوء استخدام الدواء في المنظومة العلاجية، وهي أي المنظومة العلاجية إما أن تكون تحث إشراف طيب أو التحاليل الطبية أو الممرضين والممرضات أو الصيدلي، في المنظومة كلها- عدا الدواء - الإشراف يكون داخل المستشفى وبحدود وأنظمة ولا يستطيع المواطن أن يقوم بهذه الأشياء، والمشكلة تكمن في الدواء لأن المريض يأخذه معه للبيت، إذا لم يتلق التعليمات المناسبة أو استخدام الدواء دون استشارة طبية تحدث المشكلة، والدواء له عدة محاور، والمحور الأساسي هو إذا وصف الدواء الصحيح تنتج عن ذلك الآثار الجيدة وإذا وصف الدواء غير المناسب تتضاعف الحالة، وطبعاً نحن لا نتوقع وصف سيئاً للأدوية لأنه من المفترض أن تصرف من متخصص . للأسف هناك بعض الناس يتناولون الادوية دون تشخيص طبي سواء عن طريق استشارة صديق أو قريب وما شابه ذلك . أيضاً طريقة تعاطي الدواء لها محاذير .. بمعنى التزام المريض بأخذ الجرعة الدوائية وهذا شيء هام ومخالفته أمر خطير، المحاذير الأخرى هي تناول الدواء بطريقة غير صحيحة وهناك محاذير يجب أن يتعرف عليها الشخص المتلقي للدواء سواء من الطبيب أو الصيدلي، وهي : عندما تتناول هذا الدواء يجب أن تمتنع عن أكلة معينه .. يجب أن تمتنع عن دواء معين .. الخ، إذا التعارضات الدوائية مع الأطعمة، أو مع أدوية أخرى أمور يجب أن يتعرف عليها الشخص المتلقي للدواء . نحن نريد أن نلفت انتباه المواطن إذا تعاطى الدواء أن هناك محاذير أخرى غير عملية التشخيص، وهي طريقة تعاطي الدواء .
الأستاذ سلطان : إضافة إلى ما ذكره زملائي الصيادلة، أود أن أضيف وأنا لست صيدلياً بالمعرفة والعلم ولكن يشفع لي فيها التعاطي فيها سنوات طويلة ومعاشرتهم .. ما أريد أن أقول هو أن هناك مسؤولية للاستخدام السيىء للدواء، وهذه المسؤولية يتحملها كثيرون فهي تقع على الطبيب والصيدلي والمريض، ما يتعلق بالطبيب فإننا نستطيع أن نتخاطب معه والمسؤول عنه هي وزارة الصحة بالقوانين والقواعد التي تتخذ، فمثلاً لما يصف طبيب دواء غير ضروري أو أدوية تتعارض مع أدوية أخرى أو مأكولات ويكون الصرف عن جهل، وهنا يأتي دور الصيدلي حيث يجب عليه توضيح ما فات على الطبيب، وما يتعلق بالصيدلي فإن مسؤوليته تتمثل في طريقة إعطائه الدواء للمريض، وأتمنى أن يعود الصيدلي كما كان في السابق يكتب على كل علبة ويأخذ وقته.
ونحن في الغرفة التجارية ومن خلال هذه الحملة ركزنا على المستهلك وهو المريض لأنه لايمكن البحث عنه لتعليمه أو تهذيبه ولا يمكن ذلك إلا من خلال حملات توعوية موجهة إليه، وهذا من واجبنا نحن في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ونريد أن نخرج للناس ونقول لهم إن في الدواء شفاء وضرراً لكم .. وما نقوم به في هذه الحملة توعيتهم بضرر استخدام الدواء، ونقول لهم: لكم حق في السؤال والمعرفة عن الدواء الذي يفترض أن تتعاطوه، والصيدلي مطالب وجزء مما أعطي له كمكسب أن يعطي الاستشارة، والاستشارة الصيدلانية غير الاستشارة الطبية، هذا ما نود أن نوضحه للجمهور عبر هذه الحملة، ورسالتنا للجمهور نرغب أن تكبر مستقبلاً وألا تتوقف عن حملة لمدة أسبوع وتنتهي، نحن في بداية الموضوع وسنقيم هذا الوضع وربما يكون هناك حملات للمدارس وحملات أخرى، وهو ما ستنظر فيه اللجنة .. وأعود للتأكيد على أن سوء استخدام الدواء مسؤولية مشتركة لا يتحملها المريض وحده.
شركات الأدوية
* هل يمكن أن تكون الشركات الصانعة للدواء شريكا، أو سبباً من أسباب الاستخدام السيىء للدواء .. وكيف ذلك؟
الأستاذ سلطان: ما يتعلق بشركات تصنيع الأدوية، فلا يمكنني التفكير في أن المصنع للدواء هو الذي سيضر المريض، وحقيقة اربو بهؤلاء الناس فعل ذلك، و لكن الصيادلة والمتعلمين والإنسان بشكل عام خطاء وليس من الممكن عمل كل شيء بشكل مكتمل والواجب هنا هو التذكير وأن نطلب منه إعادة تأهيل نفسه سواء كان طبيباً أو صيدلياً أو في أي مهنة أخرى ..
إذاً الحديث عن اشتراك شركات تصنيع الأدوية في الاستخدام السيىء للدواء أمر غير واقع، ولكن يمكن أن نتساءل : ماذا فعلت هذه الشركات للدول الفقيرة ؟ وهذا سؤال مهم ولكن موضوع الحملة لا يسمح بالإسهاب في الحديث أو الإجابة عليه . وما قد يرتبط باستخدام الدواء بشكل سيئ هو تسويق الدواء وهي مشكلة منتشرة في العديد من الدول المتقدمة والمتطورة .. والإنسان بشكل عام لا يفترض سوء النية في أحد.
د . ناجي: من أهداف الحملة تثقيف المواطن لمواجهة الممارسات السيئة من أي من القطاعات المشاركة في الصناعات الدوائية أوتجارة الأدوية أو القطاع الطبي سواء كانت وصفة خاطئة أو تسويق مغرض لتسويق نوع معين من الأدوية بكثافة، والمطلوب من المواطن أن يسأل الصيدلي عن المعلومة الخاصة بالدواء وهذا شيء من حقه.
د . المشعل: نحن نحاول من هذه الحملة أن نخرج بتوضيح للمواطن يبين أن هناك معلومات لدى الصيدلي عن الدواء الذي يصرف له وأن له الحق في الحصول على هذه المعلومات وهذه المعلومات هي الوصف الجيد لطريقة استعمال الدواء والتعامل معه، ومهمة التعامل مع الدواء ترتبط بالتخزين والنقل والتحقق من الجرعه وطريقة التناول في الأماكن المظلمة .. وهذا جزء مما نطمح إليه من خلال هذه الحملة، وأتمنى أن يكون لدينا أسبوع للتوعيه والسلامة الدوائية، وهذه الحملة نتمنى أن تكون نواة لهذا الأسبوع ولا تتحمله الغرفة لوحدها بل بمشاركة مؤسسات حكومية وأهلية.
أما ما يتعلق بالشركات الصانعة للدواء، فأقول : لدى وزارة الصحة قوانين وضوابط جيدة لحماية المواطن من دخول أدوية غير سليمة وهذا إذا دخلت بطريقة سليمة قد يكون هناك أدوية دخلت بطرق غير نظامية وهذه وزارة الصحة تتولى مسؤولية متابعتها وهي تقوم بأفضل ما يمكن في هذا المجال، والأدوية التي تورد للبلد هي أدوية بإذن الله سليمة وصالحة وصانع الدواء يعلم أنه يعمل صنعه ليس للمريض دور فيها لأنه لا يختار الدواء، ووزارة الصحة كفيلة بحماية المواطن وقادرة على ذلك بإذن الله .
حالات وفاة
هل لديكم إحصائيات لأعداد المتوفين بسبب الاستخدام السيىء للدواء ؟
د . المشعل: في المملكة قد لا يحضرني أرقام معينة، وما أعرفه أن هناك أعداداً كبيرة في العالم لمتضررين بسبب الاستخدام السيىء للدواء.
د . ناجي: لم يسبق أن أطلعت على دراسة خاصة باعداد الوفيات بسبب الاستخدام السيىء للدواء، ولكننا لا نرغب أن نصل إلى درجة الوفاة نحن نتكلم عن الآثار الجانبية ونحاول أن نمنع الآثار الجانبية حتى لا نصل إلى مرحلة وفاة الشخص بسبب خطأ في تعاطيه جرعة دوائية أو نوع من أنواع الأدوية . الآثار السمية والجانبية كثيرة جداً وكلفتها العلاجية عالية جداً .. فدخول المريض مرة أخرى للمستشفى وعلاجه من الآثار السمية والعلاجية .. فهذه تكلفة يصعب حصرها، وهذا يعني أن التكلفة الاقتصادية والنفسية والصحية كبيرة جداً على المريض في حال استخدامه الدواء بشكل سيىء.
أسلوب التوعية
* هل الأسلوب المتبع للتوعية بأضرار سوء استخدام الدواء مجدٍ ومفيد .. أم انه أسلوب تقليدي ممل وغير مجدٍ، وكيف يكون تغيير هذا الأسلوب ؟
الأستاذ سلطان: لا أستطيع أن أقدم حكماً مطلقاً على هذا الموضوع، ولكن أرى أن الحاجة دائماً تتزايد، والتزايد لدينا شيء غير معقول، ولدينا الحاح في البحث عن الحاجة، ونحن بحاجة الى توعية اكثر، والتوعية تبدأ من شيئين أساسيين هما : العيادة (الطبيب) والصيدلي، ولأن الشخص الذي سيستخدم الدواء سيذهب إلى محلين إما العيادة أو الصيدلي .. لن يذهب إلى سوق غذائي أو غيره، وفي حملتنا بادرنا إلى أن ننطلق بحملتنا من هذا الجانب وعبر حملتنا نرغب أن نبلغ الصيدلي أو بالأصح نذكره أن للمريض حقوقاً ويجب أن يحصل عليها وهي تتمثل في إبلاغه عن كل جوانب الدواء ونود أن نذكر الطبيب بما يجب أن يقوم به تجاه متعاطي الدواء، وفي الحملة سيتم طباعة منشورات ومطويات توعوية ونتمنى أن يكون هناك تنسيق مع وزارة الصحة لإيصال هذه المنشورات إلى عيادات الأطباء وصالات الانتظار والمستشفيات، كما نتمنى إيصالها للمدارس، وحاولنا في الحملة ان نستخدم أسلوب مبسط .. أسلوب كاريكاتيري نتمنى أن يكون مشوقاً وجاذباً ومفيداً ويحقق الهدف منه ونسعى من خلال الحملة إلى توجيه المريض بطريقة كاريكاتيريه نتمنى أن تكون غير مملة خصوصاً أن العبارات قصيرة ومباشرة .. ومن خلال الحملة نتمنى أن يتوقف الناس غير المتخصصين عن إرشاد بعضهم البعض بالأدوية وهذا شيء منتشر وللأسف في مجتمعنا ومن خلال الحملة ندعو الإنسان إلى الاهتمام بجسمه أكثر من اهتمامه بسيارته ومنزله، وحملتنا نواة أو بداية لعمل أكبر في المستقبل بإذن الله .
د . المشعل: نهدف من الحملة إلى تقييم الوضع وكيفية تناول الأمر، ولعل الحملة تكون جرس إنذار وتحرك الماء الساكن لاحتواء الموقف، ونحن نعرف أن محاذير استخدام الدواء كثيرة جداً ولا يمكن استيعابها من خلال حملة تستمر سبعة أيام ونحاول من خلال هذه الحملة التركيز على عدد من هذه المحاذير ومن خلال هذه الحملة سنسلط الضوء على الاستخدام السيىء للمضادات الحيوية، والكل يعرف أنه كان هناك مضادات حيوية مشهورة سحبت من الأسواق لأن المناعة فيها وصلت إلى 90% .. يعني كل 90 شخص من 100 شخص لديه مناعة من هذا الدواء وكان هذا الدواء وكلنا يعرفه كان يستخدم من قبل أي شخص يأيته التهاب في الحلق أو الصدر وما أعنيه هو ما كان يسميه البعض شراب الكحة وهو مضاد حيوي وهذا الدواء قضي عليه.
كليات الصيدلة
* كيف يمكن لوزارة الصحة والجامعات ممثلة في كليات الصيدلة المساهمة في الحد من الاستخدام السيىء للدواء ؟
د . المشعل: الاستخدام السيء للدواء يشترك فيه - وكما ذكرنا - عدة عناصر أهما المريض وهو الأساس ويكون استخدامه سيئاً للدواء لجهلة، ومهمة الجامعات في هذا الجانب هو التركيز على المتعاملين مع المجال الطبي وهما الطبيب والصيدلي بأن يمضيا وقتهما الكافي في إرشاد المريض وخاصة الصيدلي المطلوب منه الاسهاب في اجبار المريض بكيفية تناول وتعاطي الدواء وأن يتأكد أن المريض استوعب شرحه، وهذا يسمى الممارسة الجيدة للصيدلة ونحن صراحة لا يوجد لدينا في الصيدليات الأهلية ممارسة جيدة، وفي الحكومية الممارسة جيدة .. وسبب غياب الممارسة الجيدة في الصيدليات الأهلية هو العدد الهائل من الصيدليات والضغوط المالية على الصيدلي .. وأمور أخرى، ويجب على كليات الصيدلة في الجامعات أن تهتم بتعليم الطالب الصيدلي كيفية التأكد من الاستخدام الجيد للدواء من قبل المريض .. بالنسبة لوزارة الصحة فالوزارة جهة رقابية تسن القوانين والأنظمة وفي ظل العدد الكبير من الصيدليات التابعة للوزارة فاعتقد أن ذلك يصعب على الوزارة التأكد من جودة الممارسة واللوم لا يقع على وزارة الصحة التي نعلم أن إمكانياتها محدودة.
د . ناجي : لكي ينجح أي نوع من أنواع التوعية في أي ممارسة من الممارسات الحياتية فإن هناك محاور أساسية يجب أن تكتمل، وهي : وجود النظام والتوعية وتفعيل الرقابة، وفي أي نظام يمس حياة الإنسان لا بد من توفر هذه المحاور الثلاثة، ووزارة الصحة مجالها في هذه المحاور هو تفعيل الرقابة الدوائية وهو دور كبيراً جداً لإنجاح التوعية التي تمارسها القطاعات الخاصة أو العامة أو الجهات الحكومية، وأيضاً لا ننسى دور وزارة الصحة في وجود النظام . أما الجهات الحكومية الأخرى يجب أن تفعل الممارسات الجيدة وأخلاقيات مهنة الصيدلة .. وهذه الجوانب يجب أن تفعل من جهات أكاديمية وأكلينيكية في المستشفيات لإنجاح مفهوم العلاج الدوائي الناجح والرعاية الصحية الجيدة.
محاسبة المهملين
* مازال عدد من الصيادلة في الصيدليات يصرفون أدوية طبية دون وصفة طبية وهو ما يتسبب في الاستخدام المفرط والسيىء للدواء .. فهل يمكن إلزام الصيادلة بصرف الدواء بوصفة طبية، وما البديل إذا تعذر ذلك؟
د . ناجي : هذا الكلام يجعلنا نعود لما ذكرناه سابقاً من محاور أساسية يجب اكتمالها وهي النظام والتوعية وتفعيل الرقابة وهي محاور مرتبطة ببعضها وهناك نظام موضوع يمنع الصيدلي بل يغرمه إذا صرف أدوية دون وصفة طبية، وهنا يجب أن نفعل الرقابة على هذه الصيدليات، ثم الجهات الأكاديمية والعلمية والمستشفيات والجهات الأكلينيكية يجب أن تزرع في الصيدلي أخلاقيات المهنة الصحيحة والممارسات الجيدة للدواء ويجب أن يحاسب الشخص الذي يهمل في هذا الجانب لأن ضرره ينسحب على المواطن .. على المريض.
د . المشعل: يجب أن نعلم أن الصيدلي ليس ممنوعٍ من صرف أي دواء بدون وصفه، وهناك نظام في جميع دول العالم وفي المملكة يقسم الأدوية إلى قسمين، الأول : أدوية يجب أن تصرف بوصفه طبية وهي المضادات الحيوية والأدوية المهمة، الثاني : أدوية يسمح للصيدلي بوصفها إنشاء من عنده بدون وصفه.
الأدوية الجنيسة
* عدد من الأمراض لها أنواع متعددة من الأدوية .. فهل يمكن تحديد نوع أو دواء واحد لكل مرض؟
د . ناجي: إذا كنت تشير إلى وجود مثيلات للأدوية لعلاج بعض الأمراض بما يسمى ب (الأدوية الجنيسة )، فهذا الموضوع مهم جداً ويجب أن يكون موجوداً لأنه من الأمن الدوائي للمواطن وللدولة أن يكون هناك أدوية بسعر معقول تنافس الأدوية ذات الأسماء التجارية المعروفة ولكن بسعر أقل، وهذا معمول به في جميع دول العالم حيث يسمح بدخول الأدوية الجنيسة بعد انتهاء فترة براءة الاختراع، والحد من هذه الأدوية ليس من صالح المريض في نظري، وكلما تركنا السوق مفتوحاً كلما أعطينا الفرصة أكبر لدخول أدوية بأسعار أفضل ومنافسة وأيضاً تنخفض أسعار الأدوية ذات العلامات التجارية المعروفة.
الأستاذ سلطان: أود أن أضيف وهو أن الدواء عندما يخترع أو يعمل أو ينتج يكون له براءة (اختراع ) فتكون الشركة الصانعة هي المالكة للدواء وهي التي تضع سعر تسويقه بغض النظر عن تكلفة إنتاجه، وتعطى مدة معينه أي الشركات اعتقد أنها 20 سنة تكون خلالها الشركة الصانعة محتكرة لهذا الدواء، ولها الحق أن تبيع تصريح لشركات أو شركة أخرى لتصنيع هذا الدواء، وبعد نهاية مدة براءة الاختراع تستطيع أي شركة انتاج هذا الدواء بالمسمى الذي تريد، ولكن الأسم العلمي ( المادة الفعالة ) لا تختلف، وهذا يسمى في المصطلح العلمي (جنيس ) لأنه يتجانس معه في الأصل وهو ليس أقل من الدواء الأصلي ولكنه بديل، والدواء الجنيس له فائدة اقتصادية ويجب أن تشجع على قيامه ولا يجب أن يأتي الدواء الجنيس من دول غير متقدمة، ما يجب هو أن نأتي بالادوية الجنيسة من الشركة الصانعة أو مصانع وطنية.
مكسب مالي
* هل الاستخدام السيىء للدواء في ازدياد، وما أسباب ذلك ؟
د . المشعل: أتمنى أن يكون في تناقص، ولكن لا أعتقد ذلك، هو في ازدياد والمؤشرات تدل على ذلك، وأرى أن السبب هو عدم الممارسة الصيدلانية الجيدة، وهذا يدعونا للتأكيد على أهمية هذه الحملة . أيضاً من الأسباب تعدد افتتاح الصيدليات وجميعها تبحث عن المكسب المالي .. وهناك الكثير مما يسهم في ازدياد الاستخدام السيىء للدواء ومنها أمور سبق ذكرها.
توصيات وآمال
* في نهاية هذا اللقاء .. ما هي التوصيات أو الأمنيات التي تتمنون الخروج بها عقب نهاية أيام هذه الحملة؟
د . المشعل: قد نخرج بتوصيات في نهاية الحملة، ولكن هناك هدف في مخيلتنا لما فكرنا في طرق هذا الباب، هدف عام وأهداف أخرى، الهدف العام هو أن هذا الموضوع يحتاج إلى توعية ونرجو ونتأمل أن يكون بداية لإيجاد أسبوع لموضوع هذا الحملة ( أسبوع وطني للدواء والتعامل معه )، والأهداف الأخرى تتمثل في مشاركتنا وبما أتانا الله من علم قليل في توعية المجتمع وتقديم ما لدينا من معلومات وأن نشارك الناس من خلال هذه المعلومات، وغرفة الرياض لها مشاركات ومبادرات اجتماعية وإنسانية متعددة تهدف لخدمة المجتمع.
د . ناجي: إذا لا حظنا أن هناك أشخاصاً يتناولون وبكميات عالية أدوية الصداع بشكل غير سليم حتى تؤدي إلى تليف الكبد بحكم أن منها أدوية لا وصفية .. هذا المثال يجعلنا نقيم سبب تنظيم هذه الحملة، وأتمنى أن إحدى الجهات تتبنى ما تم في الجمعية الصيدلية وهو وضع خط مباشر على الهاتف أو التلفاز أو حوار مفتوح لتلقي مشاكل الطرف الآخر وهو المواطن لتعريفه بمخاطر الأدوية وطرق التعامل معها .. الخ .
الأستاذ سلطان: نحن في اللجنة الطبية في غرفة الرياض لا نتبع أياً من التجار في المعدات والأدوية .. نحن نتبع القطاع الصحي ورئيس هذا القطاع هو رجل يحسد على وجوده وهو رجل وأعني معالي الدكتور اسامة شبكشي وزير الصحة ابن القطاع وهو أعطى الوزارة والقطاع الصحي الشيء الكثير وأعلم أنه يقضي جل وقته في العمل وجزاؤه إن شاء الله عند رب العالمين .. وحقيقة أطمح أن تكون هناك لجنة مشتركة بين وزارة الصحة واللجان الطبية خصوصاً اللجنة الفرعية للدواء في غرفة الرياض لعمل نواة لشيء أكبر من الحملة .. أتمنى إعادة الاحترام للصيدلي السعودي، نحن البلد الوحيد الذي يسمي الصيدلي دكتور ! وهو لا يرضى أي الصيدلي أن نسميه دكتوراً.
|