Wednesday 8th January,2003 11059العدد الاربعاء 5 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وكيل وزارة البلديات المساعد الدكتور الخضيري لـ « الجزيرة »: وكيل وزارة البلديات المساعد الدكتور الخضيري لـ « الجزيرة »:
الإستراتيجية العمرانية رؤية للحد من الهجرة العالية من المدن المتوسطة للمدن الرئيسية

حوار: عبدالعزيز السنيد
أكد وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المساعد لتخطيط المدن الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن الوزارة عملت خلال عدد من السنوات على وضع الاستراتيجية العمرانية الوطنية للمملكة.
مبيناً أن مجلس الوزراء الموقر اعتمد هذه الاستراتيجية والوزارة في مرحلة تنفيذها بهدف الاهتمام بدور المدن المتوسطة، كان ذلك خلال هذا الحوار الذي أجرته «الجزيرة» مع سعادة وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المساعد لتخطيط المدن الدكتور عبدالعزيز الخضيري والذي تناولنا من خلاله العديد من الأمور المتعلقة بالنمو السكاني ومواكبة الزحف الهائل من السكان في المدن الرئيسية.. فإلى الحوار:
* ما هو تعريفكم للاستراتيجية العمرانية وما هي أهدافها وماذا عملت الوزارة بهذا الشأن؟
في الحقيقة وزارة الشؤون البلدية والقروية عملت خلال سنوات على وضع الاستراتيجية العمرانية الوطنية للمملكة.
أما تعريف الاستراتيجية العمرانية فهي رؤية للحد من الهجرة العالية من المدن المتوسطة والصغيرة إلى المدن الرئيسية، كما أننا نعمل على التعامل مع النمو السكاني العالي من خلال هذه الاستراتيجية للسعي إلى تحقيق التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين حول تحقيق التنمية المتوازنة وهذه الاستراتيجية اعتمدت من مجلس الوزراء.
مبيناً أن الوزارة الآن في مرحلة تنفيذها بغية تحقيق أهدافها الرامية إلى الاهتمام بدور المدن المتوسطة في نطاق خدماتها بحيث تكون المدن الرئيسية أقطاب نمو تنشر التنمية على المدن المتوسطة الواقعة في نطاقاتها.
* هل سعت الوزارة في إيجاد قاعدة اقتصادية للمدن الصغيرة.. ما هو تعليقكم؟
بلا شك هذا من توجهات الوزارة وكما يعرف الجميع إن منطقة سدير والمدن والقرى التابعة لها خصصت لها مدينة صناعية تزيد مساحتها عن «257» كيلو متر مربع، والهدف منها هو إيجاد قاعدة اقتصادية لمدن اقليم سدير بشكل عام.
* ازدياد رقعة الأراضي البيضاء في مناطق المملكة هذا بلا شك يرهق أجهزة الدولة وأجهزة الخدمات.. السؤال ما هو توجه الوزارة في هذا الجانب؟
أولاً الأراضي البيضاء تبرز كظاهرة مزعجة في المدن الرئيسية على مستوى المملكة وقد وضع لها ضوابط من عام 1409ه حينما اعتمد النطاق العمراني وحددت مراحل النمو ووضعت ضوابط لآلية التنفيذ.
مضيفاً أن مجتمعنا يريد الاستقلالية في السكن مما لا يساعد كثيراً على تبني أفكار المباني المتعددة الأدوار، كما أن التوجه الحالي للوزارة هو السعي إلى تقليل مساحة القطعة بما يسمح لجيل الشباب أن يحصل على السكن الملائم بالمساحة المعقولة.
وأشار الخضيري إلى أن ظاهرة الأراضي البيضاء انخفضت بشكل كبير بين عام 1409هـ حتى هذا العام.
* حدثنا عن المعدل الطبيعي للنمو السكاني في المدن الكبيرة وما هي العوامل المساعدة في ارتفاع هذا المعدل؟
يلاحظ في الآونة الأخيرة وجود طفح في المساهمات العقارية والتنمية العقارية وهذا توجه طبيعي للنمو في هذه المدن، لكن الملاحظ أيضاً أن المدن الرئيسية في المملكة تنمو بمعدلات مرتفعة جداً، بحيث أن النمو الطبيعي في المملكة هو 5 ،3% تقريباً بينما هذه المدن ونتيجة للنمو المتزايد وصلت معدلاتها إلى ما يزيد على 8% والفرق في معدلات النمو له متطلبات.
* هل تتوقع أن يكون هناك عجز في المساكن في السنوات القادمة نتيجة للارتفاع الحاصل في معدلات النمو السكاني؟
بناء على الدراسات التي أعدتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض نتوقع أن يكون فيه عجز في المساكن بمعنى أننا في حاجة إلى بناء مساكن إضافية للمدن مستقبلاً.
* يؤكد علماء الاجتماع من خلال أبحاثهم ودراساتهم أن يصل عدد سكان مدينة الرياض خلال العام 2010م إلى 9 ملايين نسمة، كيف ستواجه الوزارة هذا الزحف الهائل من السكان والذي من الطبيعي سيشكل عملية اختناق على المنطقة؟
النمو هذا يخيفنا جميعاً وكما نعرف من ناحية تخطيطية وكما أشرت في سؤالك من ناحية علم الاجتماع أن المدن أصبحت تساعد على قطيعة الرحم وضعف العلاقات الاجتماعية كما تساعد على ضعف علاقة الجار بجاره وتساعد أيضاً على ضعف علاقة الإنسان بمجتمعه ومحيطه.
والدراسات العلمية تؤكد أنه يوجد حجم أمثل للمدن إذا تجاوزته يؤدي إلى زيادة حجم المشكلة، ويقول مخططون إنه يوجد حجم أمثل يجب أن نهتم به حتى لا تتجاوز المدينة هذا الحجم حيث ستظهر مشكلة ستواجه المسؤولين عن إدارة التنمية.
* ألا تعتقد أن الازدياد الحاصل في سكان المدن يهيئ المدن لأن تكون بيئة خصبة لنمو الجريمة فيها؟
بالتأكيد يوجد دراسات أثبتت أن المدن التي تسمى بالمدن المليونية أنها مدن تصبح نواة للجريمة، فمدينة الرياض مدينة مليونية كذلك الحال بالنسبة لجدة والدمام فهذه مناطق فيها امكانية لنمو الجريمة.
* حبذا لو حددت لنا الأسباب المؤدية لنمو الجريمة في هذه المدن؟
بالطبع الأسباب كثيرة أهمها الفجوة العالية بين الأغنياء والفقراء، أيضاً من الإشكاليات قضية التلوث البيئي والمشاكل المرورية وإشكالية التوظيف، إلى جانب كل القضايا التي تصاحب المدن الكبرى.
* إذاً كيف يتم الحد من هذه الإشكاليات؟
كثير من المنظمات الدولية المهتمة بالتنمية وبالذات التنمية العمرانية تؤكد على أهمية تحقيق أو تفعيل دور المدن المتوسطة والصغيرة وهذا بلا شك سيقلل من الإشكاليات التي قد تحصل.

(*) وكيل وزارة البلديات المساعد لتخطيط المدن

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved