* غزة الضفة الوكالات:
قتلت القوات الإسرائيلية فجر أمس ثلاثة شبان فلسطينيين خلال اعتداء واسع النطاق على قطاع غزة استخدمت فيه الدبابات تدعمها طائرات الأباتشي التي كانت تطلق قذائفها بصورة مكثفة.
وفي ذات الوقت صعدت حكومة ارييل شارون من وتيرة عقوباتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، إذ أصدرت قراراً بمنع المسؤولين الفلسطينيين من التنقل داخل أراضي الحكم الذاتي بينما منعتهم من السفر إلى الخارج، ويطال القرار أي فلسطيني عمره أقل من 35 عاماًً.
فقد استشهد ثلاثة فلسطينيين وسط قطاع غزة بعد أن اقتحمت قوات إسرائيلية كبيرة فجر أمس الثلاثاء وسط القطاع بالدبابات وتحت غطاء كثيف من المروحيات.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن اشتباكات عنيفة اندلعت عند أطراف مخيم المغازي بين رجال المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي الذي يواصل منذ فجر الثلاثاء عملية واسعة النطاق في المخيم وأطراف البلدات المجاورة.
وقال شهود عيان إن جوامع المخيم دعت أهالي المخيمات الفلسطينية المجاورة إلى نجدة الأهالي في مخيم المغازي، بينما سمعت صيحات الله أكبر في كافة جوامع المخيم الذي لا تسمع منه سوى أصوات الاشتباكات والقصف المتقطع.
وقالت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى شهداء الأقصى، قرب دير البلح، إن الشاب نسيم حسان أبو مليح «25 عاماً» استشهد نتيجة إصابته بعدة أعيرة نارية في بطنه وصدره أطلقتها عليه القوات الإسرائيلية أثناء وجوده على مشارف بلدة الزوايدة، جنوب مدينة غزة، وحسب شهود عيان، فقد تركت القوات الإسرائيليلة أبو مليح ينزف لأكثر من ساعة ومنعت سيارات الإسعاف من الاقتراب منه.
وقال شهود عيان إن قرابة أربعين آلية عسكرية ترافقها دبابات وجرافات ضخمة اقتحمت مداخل مخيمي البريج والمغازي بوسط قطاع غزة تساندها طائرات مروحية من طراز أباتشي.
وقال أهالي المنطقة إن مروحيات الأباتشي الإسرائيلية فتحت بعد منتصف الليل نيران رشاشاتها باتجاه منازل المواطنين في مخيم المغازي بشكل عشوائي.
وقال الطبيب أحمد رباح، مدير مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح القريبة، إن الشاب أياد أبو زايد «26 عاماً» قتل نتيجة إصابته بعيار ناري في القلب أطلقه الجنود الإسرائيليون عليه بينما كان يقود سيارته عند مدخل بلدة الزوايدة على طريق صلاح الدين الرئيسي في قطاع غزة فيما أصيب شقيقه عماد بعيار ناري في الفخذ الأيمن.
وقال المواطن مازن خطاب من سكان المخيم إن طائرات الأباتشي التي تحلق في سماء المخيم تطلق النار باتجاه منازل المواطنين بشكل عشوائي ودون سبب مما دب حالة من الرعب والخوف بين صفوف المواطنين.
وأضاف أن الدبابات الإسرائيلية التي تتمركز على مدخل المخيم من الجهة الشرقية تطلق هي الأخرى نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه المنازل.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن فلسطينياً ثالثاً قتل خلال اشتباكات عنيفة بين مسلحين فلسطينيين وقوات معززة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت مداخل مخيم للاجئين وسط قطاع غزة.
وقالت المصادر إن الشاب بكر أبو خضورة «25 عاماً» لقي مصرعه بعد أن أطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه فأصابوه بعيارين في الظهر مما أحدث تهتكاً في أنسجة الصدر أدى إلى وفاته.
الحملة الإسرائيلية المسعورة ضد الفلسطينيين شملت قرارا بمنعهم من التحرك داخل بلادهم ومن السفر إلى الخارج.
فقد أكد صائب عريقات، وزير الحكم المحلي الفلسطيني، أن الحكومة الإسرائيلية منعت اعتباراً من يوم أمس الثلاثاء جميع المسؤولين في السلطة الفلسطينية والمواطنين الفلسطينيين دون 35 عاماً من مغادرة الأراضي الفلسطينية والتنقل بين المدن الفلسطينية.
وقال عريقات لوكالة فرانس برس إن إسرائيل «منعت جميع المسؤولين في السلطة الفلسطينية ذوي المناصب العالية من السفر إلى الخارج أو التنقل بين المدن والقرى الفلسطينية» في إطار قرار شامل يمنع أيضاً الفلسطينيين دون الخامسة والثلاثين من مغادرة الأراضي الفلسطينية ويعيق تحركهم داخلها.
وأوضح عريقات أن «إسرائيل اتخذت قراراً تعسفياً جديداً يقوم على منع أي مواطن يقل عمره عن 35 عاماً، حتى وإن كان عمره أربعة أشهر، من مغادرة الأراضي الفلسطينية إلى الخارج عبر مصر أو الأردن أو المؤانىء والمطارات».
وأضاف أن «هذا الإجراء إن دل على شيء فإنه يدل على نية إسرائيل في استمرار تدمير السلطة الفلسطينية».وشجب عريقات كذلك «جريمة قتل ثلاثة مواطنين في مخيم المغازي وسط قطاع غزة واقتحام مخيم خان يونس وهدم البيوت وتشديد الحصار والإغلاق بشكل مكثف جداً بحيث لا يسمح لأي مواطن بالخروج من قرية إلى قرية مجاورة أو من مدينة إلى مدينة مجاورة بالضفة الغربية وقطاع غزة».
|