Wednesday 8th January,2003 11059العدد الاربعاء 5 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المعارضة العراقية في «مرحلة ما بعد صدام» المعارضة العراقية في «مرحلة ما بعد صدام»
الإدارة الأمريكية تستهدف قرضنة العراق كما فعلت في أفغانستان

* القاهرة مكتب الجزيرة طه محمد:
بتصاعد الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق تصاعد وبرز دور المعارضة العراقية بالخارج وأصبح الحديث عن مرحلة ما بعد صدام هو الدائر في تجمعاتهم ومؤتمراتهم وتم إطلاق العديد من السيناريوهات التي يرجون لها.غير أن هؤلاء المعارضين كانوا متفقين وما زالوا على ما يسمونه النهاية المحتومة للرئيس العراقي.وحول سيناريو مرحلة ما بعد صدام ونتائج المعارضة العراقية والمكاسب أو الخسائر التي يمكن تحقيقها ما بعد هذه المرحلة يدور تحقيق الجزيرة التالي الذي يكشف فيه خبراء السياسة أن هناك احتمالات عدة لما بعد الضربة العسكرية المنتظرة على العراق أبرزها تطبيق النموذج الأفغاني على العراق بعد تعيين الرئيس الأمريكي جورج بوش لسفير رئاسي للمعارضة العراقية هو «زالماي خليل زادة» الذي تجهزه الإدارة الأمريكية ليكون بديلا لعراق ما بعد صدام.
ازدواجية أمريكية
وبالتالي فان إدارة البيت الأبيض ستعمل على الاستفادة من مهندس السيناريو الأفغاني خليل زاده بعد تعيينه سفيرا للمعارضة العراقية وهو ما دفع زاده ليتحرك بالفعل لتنفيذ مهامه بالإعلان عن انه التقى بالمعارضة العراقية خلال المؤتمر الموسع للمعارضة العراقية الذي انعقد في العاصمة البريطانية لندن في 13 ديسمبر الماضي واستمر عدة أيام.
ولا يستبعد الدكتور ضياء الدين رشوان الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام إقامة حكومة عسكرية أمريكية داخل العراق ويقول: هي فكرة لا تختلف كثيرا عن الطرح السابق على الرغم من ازدواجية الولايات المتحدة تجاه المعارضة العراقية، فهي تتولى في الوقت الراهن حسب ما هو واضح من كافة التطورات إلا أنها يمكن أن تضفي شرعية على هذه الحكومة بوجود زعماء المعارضة في عضوية هذه الحكومة.ويستند رشوان على قوله بازدواجية الولايات المتحدة في تعاملها مع المعارضة العراقية في سعي الإدارة الأمريكية، حيث انها تسعى إلى صنع فصيل جديد يطلق على نفسه العراقيون الأحرار وهذا الفصيل الذي يضم عددا من الأمريكيين من أصل عراقي يجري في الوقت الراهن اتصالات مع مسؤولين كبار في البيت الأبيض مثل كوندليزا رايس مستشار الأمن القومي الأمريكي، بل يحتل بعضهم مناصب استشارية رئيسية في مؤسسات تابعة للإدارة الأمريكية.وقدم هؤلاء الذين تطلق عليهم وسائل الإعلام الأمريكية مسمى المعارضة العراقية المدنية تصورات ومشروعات واستشارات متعددة حول العراق للإدارة الأمريكية يتعلق بعضها بكيفية تأسيس حكومة تعددية عراقية بعد المرحلة الانتقالية التي تعتزم الولايات المتحدة السيطرة خلالها على العراق بصورة مباشرة إلى أنها قد تذهب إلى تطبيق نفس السيناريو الأفغاني في عراق ما بعد صدام.وتسعى الإدارة الأمريكية من خلال المعارضة العراقية كما يقول د.رضوان أن تعطي المشروعية للضربة العسكرية الأمريكية بحيث تبدو هذه الضربة العسكرية وكأنها تأتي بالتنسيق بين الولايات المتحدة وممثلين مزعومين عن الشعب العراقي، حيث من المتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات ثنائية من الجانبين لإعطاء المشروعية للضربة الأمريكية وللترتيبات الأمريكية المتوقعة لمرحلة ما بعد صدام حسين، وليس من المستبعد وفقاً لمعطيات متعددة أن تتخلى الولايات المتحدة عن هذه الفصائل في مرحلة لاحقة حتى يتسنى لها حكم العراق وفقا لأهدافها وتصوراتها خاصة أن هناك تعقيدات متعددة وروابط مختلفة تحول دون تنفيذ فصائل المعارضة المجتمعة في لندن للسيناريوهات الأمريكية بنسبة 100% كما تريد منها الولايات المتحدة ذلك.
خلافات المعارضة
ومن جانبه يرى الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات أن الولايات المتحدة تدرك جيدا أن الفصائل العراقية ليست لديها وجود مؤثر في الداخل العراقي وليست لديها قواعد سياسية يمكن أن تستند إليها في حكم العراق مستقبلا وأنها بالتالي أن تم استبعادها وتهميشها فهي لن تستطيع تكدير صفو النظام في عراق ما بعد صدام الذي سيكون بالتأكيد مدعوم أمريكا.
والأمر الثاني الذي تدركه الولايات المتحدة أن مساعدة المعارضة العراقية لها في العملية العسكرية سوف تكون هامشية وغير مؤثرة وبالتالي لن يترتب لهذه المعارضة حقوق تطالب بها في مرحلة ما بعد صدام على الرغم من أن بعض المسؤولين الأمريكيين كانوا يعتقدون أن المعارضة العراقية وان كانت ليست لديها قوات عسكرية تستطيع هزيمة النظام العراقي مثلما قامت قوات تحالف الشمال الأفغاني بإسقاط حكم طالبان وبالتالي تستطيع المعارضة إفادة الولايات المتحدة معلوماتيا من خلال تزويدها بالمعلومات الداخلية عن العراق والتي يمكن الاستفادة منها في العمليات العسكرية الأمريكية المتوقعة.
مواجهة شعبية
ويطالب مجدي حسين عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين بضرورة مواجهة شعبية للحملة العسكرية الموجهة للعراق والتي تدمر شعباً بأكمله وتغير خريطة المنطقة لصالح اسرائيل وإعداد العدة لمواجهة الحملة الغربية التي تستهدف العالم العربي وليس العراق وحده.ويقول: انه بدلا من الحديث عن مرحلة ما بعد صدام ونتائج المعارضة العراقية من حيث المكاسب والخسائر فانه لا بد من التصدي للهيمنة الأمريكية على العالم العربي ومواجهتها، ولذلك أدركنا ذلك، ونسعى إلى تشكيل لجنة شعبية لمواجهة الغطرسة الغربية بزعامة الإدارة الأمريكية.وأياً كانت النتائج من مكاسب وخسائر للمعارضة العراقية لمرحلة ما بعد صدام فان الواضح أن الفترة الراهنة أفرزت الخلافات بين المعارضة العراقية وتحديد المسؤول عنها وعدم الاتفاق على خطة لتشكيل حكومة ديمقراطية في العراق اذا ما تم إسقاط الرئيس العراقي صدام حسين وتفاقم الخلافات بين الجماعات الدينية والأثنية العراقية لدى مناقشة شكل الحكومة العراقية المزعومة.
الآثار الاقتصادية
ولا يمكن أن نخفي في هذا السياق من مرحلة ما بعد صدام الآثار الاقتصادية الناجمة عن الضربة الوشيكة والسيطرة على نفط العراق وهو ما أشار إليه كولن باول وزير الخارجية الأمريكي في أن إدارته ستعمل على حماية النفط العراقي في حالة اندلاع الحرب وبحسب رأي الدكتور ابراهيم العيسوي مستشار معهد التخطيط القومي في مصر في انه لكي نفهم طبيعة الحرب المحتملة ونطاقها وبالتالي آثارها فلا بد من فهم الدافع الأمريكي وراء هذا ويشكك في صدق كثير من الأسباب التي يتم ترويجها وأن الحقيقة هي الهيمنة على البترول العراقي خصوصا والعربي عموماً، وهو ما سيكون له آثار خطيرة على اقتصاديات الدول العربية وستكون تداعياته أكبر من تداعيات أحداث 11 سبتمبر على العالم العربي، إضافة إلى إعادة رسم خريطة العالم العربي وترتيب الأوراق كما يروّج البعض، فضلا عن أن الولايات المتحدة تعاني حاليا من تباطؤ شديد في اقتصادياتها وتحاول بهذه الإجراءات تنشيط الاقتصاد وعمل شركات المقاولات الأمريكية التي ستتولى إعمار البنى التحتية العراقية بعد الحرب.
ولا يستبعد ارتفاع أسعار البترول خلال الستة الأشهر الأولى من الضربة العسكرية وهو ما سيؤثر على اقتصاديات الدول العربية وخصوصا التي تعتمد على عوائد البترول في تمويل ميزانيتها وهو دور يمكن أن تلعب فيه المعارضة العراقية دوراً كبيراً بعد الاعتمادات المالية المتعددة التي قدمتها لها الإدارة الأمريكية للصرف على تدريب قوات المعارضة في معسكرات تدريب داخل الولايات المتحدة لإعدادها لمرحلة ما بعد صدام.
الخطة الإسرائيلية
وما دمنا في سياق الحديث عن سيناريوهات الحرب الأمريكية على العراق ووضع المعارضة العراقية، فإن الكيان الصهيوني ليس بعيدا عن سيناريوهات هذه الضربة بعدما تردد عن وضع خطة اسرائيلية لسيطرة القوات الأمريكية على غرب العراق من جهة وارتباط ذلك بإجراء تدريبات عسكرية أمريكية اسرائيلية استعداداً لغزو العراق خاصة أن اسرائيل هي المستفيد الأول من تغيير خريطة المنطقة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved