* واشنطن - لندن - الوكالات:
أعلنت وزارة الدفاع الاميركية عن أول تعبئة كبرى لجنود الاحتياط الذين يناهز عددهم 20 ألف رجل قد يدعى بعضهم للخدمة في الخليج، في وقت يبدو ان الولايات المتحدة تسرع استعداداتها لمواجهة عسكرية محتملة مع العراق.
وقال المتحدث باسم جنود الاحتياط ستيفن سترومفال أمس ان حوالي 20 ألفاً من جنود الاحتياط وأعضاء الحرس الوطني تلقوا الأمر بالاستعداد للانتشار في الأيام الثلاثين المقبلة.
وأضاف ان عشرة آلاف رجل ينتمون إلى 275 وحدة احتياط في سلاح البر. وأوضح ان «بعضا منهم قد يتوجهون إلى الخليج وآخرين إلى اوروبا لتعزيز القوات الموجودة هناك وسيمكث آخرون في الولايات المتحدة للسهر على الأمن الداخلي».
وأوضحت وزارة الدفاع ان تسعة آلاف رجل من الحرس الوطني سينشرون من جهة أخرى في الأراضي الاميركية لحماية 163 قاعدة جوية.
وسينضمون إلى 54 ألف احتياطي وعنصر في الحرس الوطني وضعوا في الخدمة الفعلية في الأشهر التي تلت اعتداءات 11 ايلول سبتمبر.
وأعلنت وزارة الدفاع أيضا ان مجموعة هجومية برمائية مؤلفة من 2200 من المارينز وسفينة مستشفى من ألف سرير غادرت الولايات المتحدة مساء الاثنين متوجهة إلى منطقة الخليج.
وأوضح ناطقون باسم البنتاغون ان المجموعة البرمائية تضم حاملة المروحيات «تاراوا» ووحدتي «دولوث» و«راشمور» وقد غادرت سان دييغو «كاليفورنيا» في رحلة تستغرق ستة أشهر ستقودها إلى غرب المحيط الهادئ، والمحيط الهندي والخليج.
وغادرت «كومفورت» السفينة المستشفى العملاقة التي تضم ألف سرير مرساها في بالتيمور «ماريلاند، شرق» متوجهة إلى المحيط الهندي.
ويرى المحللون ان القسم الأكبر من القوات الاميركية المرسلة إلى الخليج سيكون في وضع عملاني قبل بداية شباط فبراير حيث تصبح الظروف الجوية مناسبة لهجوم محتمل على العراق إذا أصدر الرئيس جورج بوش أوامره باستخدام القوة.
وحتى اللحظة، وحدها الفرقة الثالثة لسلاح البر ومقرها قاعدة فورت ستيوارت في جورجيا أكدت انها تلقت أوامر بالانتشار.
لكن الوحدات الأخرى كفرقة الفرسان في فورت هود في تكساس أو الفرقة 101 للمظليين في فورت كامبيل في كنتاكي والفرق الموجودة في ألمانيا كفرقة المشاة الأولى والفرقة المدرعة، تنتظر صدور أوامر الانتشار.
إلا ان مسؤولا في وزارة الدفاع الاميركية حذر من ان الأمر لن يكون حملة عسكرية تقليدية تجمع الفرق على أهبة الاستعداد.
وأشار المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إلى ان القادة العسكريين الاميركيين يمكن ان يختاروا انتشار وحدات أصغر على ساحة العمليات لتوجيه ضربات مفاجئة إلى أهداف محددة.
وأوضح المسؤول نفسه «سيتعلق الأمر بمهاجمة أهداف ذات أهمية فعلية لسلطة النظام العراقي من أجل عزل هذا النظام .. يجب التوقف عن التفكير في حروب تخاض على جبهات محددة».
وأشار أخيرا إلى ان أبرز أهداف الاستراتيجية الاميركية ستكون إسقاط النظام العراقي قبل ان يتمكن من التحصن في المدن حيث يمكن لحرب المدن ان توقع خسائر كبيرة في الجانبين.
من جهة أخرى غادرت حاملة الطائرات الامريكية تيودور روزفلت قاعدة نورفولك البحرية يوم الاثنين في مهمة تدريب على امتداد ساحل الأطلسي قال ملاحون انها قد تسبق الانتشار في منطقة الخليج.
وقال بعض أفراد طاقم الحاملة انهم تلقوا أوامر بالاستعداد لقضاء ستة أشهر في البحر وانهم قد يتم إرسالهم إلى الخليج حالما تكتمل المناورات.
غير ان مسؤولي البحرية الامريكية قالوا انه ليس لديهم خطط لإرسال الحاملة إلى الخليج في إطار الحشد العسكري الامريكي للقوات والسفن الحربية والطائرات لاحتمال خوض حرب مع العراق.
وقال مايك ماوس المتحدث باسم القوات الجوية لأسطول الأطلسي «حتى الآن الخطة هي انه بعد اتمام التدريب نعود إلى الميناء».
وقالت البحرية انه من المقرر ان تجري الحاملة ومجموعتها القتالة المؤلفة من 8000 بحار و11 سفينة ونحو 70 طائرة تدريبات تستمر من ثلاثة أسابيع إلى خمسة قبالة ساحل فرجينيا حتى بويرتو ريكو.
وفي سيدني أكد مسؤول اميركي أمس الثلاثاء ان البيت الأبيض أمر حاملة الطائرات ابراهام لنكولن، كبرى حاملات الطائرات الاميركية التي كانت عائدة إلى الولايات المتحدة، بتحويل مسارها والعودة إلى أستراليا، في وقت تزداد التكهنات بمشاركة السفينة في حرب محتملة ضد العراق.
وقال الملحق البحري الاميركي في أستراليا دان سلوس ان حاملة الطائرات كانت في طريقها إلى هاواي عندما تلقت أمرا بتحويل مسارها والعودة إلى أستراليا حيث وصلت إلى مرفأ فريمانتل «غرب أستراليا»، مع الطراد شيلوه.
وكانت حاملة الطائرات والطراد أمضيا ستة أيام خلال فترة ذكرى الميلاد في فريمانتل بعد ستة أشهر في عرض البحر.
وأضاف سلوس «بعد ان غادرت ابراهام لنكولن فريمانتل وكانت متجهة إلى هاواي، اتخذ البيت الأبيض قرارات استراتيجية قضت بان يبقى عدد من الوحدات، وبينها مجموعة ابراهام لنكولن، في حال الجهوزية حتى يتضح مسار الأمور بصورة استراتيجية وشاملة».
ورفض المسؤول الاميركي تأكيد ما إذا كان القرار اتخذ في إطار تنامي التوتر بين الولايات المتحدة والعراق.
ولكن محللين استراليين رأوا ان عودة حاملة الطائرات يأتي في إطار إعادة الانتشار استعدادا لضرب العراق. وقال المحلل في شؤون الدفاع البروفسور روس باباج ان أستراليا حليف مقرب من الولايات المتحدة ومن المنطقي ان تتوقف ابراهام لنكولن للحصول على الوقود والامدادات قبل ان تتحرك إلى نقطة أخرى.
وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية الاثنين التعبئة في صفوف قرابة 20 ألفاً من جنود الاحتياط والحرس الوطنيين.
وقال سلوس ان ابراهام لنكولن ستخضع لعملية صيانة في أستراليا لفترة غير محددة.
وقال ان ذلك سيعطي فرصة «للناس للراحة لأن ذلك قد لا يكون متاحاً لهم خلال الشهرين المقبلين».
وفي لندن تبدو الحكومة البريطانية عازمة هذا الأسبوع على تعبئة قوات وجنود احتياط قبل حرب محتملة ضد العراق في الوقت الذي تحشد فيه الولايات المتحدة قواتها في الخليج.
ومن المقرر ان يسافر وزير الدفاع البريطاني جيف هون إلى تركيا اليوم الأربعاء وقد يدلي بتصريحات بشأن إرسال الجنود أمام البرلمان قبل سفره.
وذكرت صحف في مطلع الأسبوع ان بريطانيا سترسل نحو 20 ألف جندي إلى الخليج وتعبئة سبعة آلاف من جنود الاحتياط استعدادا للحرب.
وبريطانيا أكبر حليف للولايات المتحدة في مساعيها لتجريد العراق مما يشتبه انه أسلحة دمار شامل وتستعد الولايات المتحدة لمضاعفة قواتها التي يبلغ قوامها الآن 60 ألف جندي في الخليج.
ورد متحدث باسم رئيس الوزراء توني بلير عما إذا كان هون سيدلي ببيان أمس الثلاثاء قائلا «لم يتأكد شيء بعد بهذا الخصوص لكن ذلك وارد، وإذا كان هناك بيان فإنه سيكون جزءا من خطة طوارئ حذرة».
وأكد المتحدث مجددا ان الحرب ضد الرئيس العراق صدام حسين ليست حتمية رغم تصاعد التوترات أمس الأول بقول صدام انه مستعد للحرب واتهامه لمفتشي الأمم المتحدة عن السلاح بالقيام بأعمال تجسس.
وقال محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الاثنين ان مفتشي الوكالة لم يعثروا على أي شيء مريب في العراق حتى الآن لكن من السابق لأوانه استخلاص نتائج. وتنفي بغداد امتلاك أي أسلحة دمار شامل.
وقالت بريطانيا والولايات المتحدة انه إذا خالف صدام قرار الأمم المتحدة الخاص بنزع السلاح فإنهما مستعدتان لاستخدام القوة ضده.
|