تحسبا لأي طارئ مخيف... نتخذ كافة الاستعدادات، والترتيبات الممكنة للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه، وعلى استمراريته، وبقائه...!
فالحذر... لابد منه...!!
والحيطة.. ضرورية...!!
وتجنيد طاقة قادرة على تنفيذ ما يناط بها على أكمل وجه أمرٌ حتميٌ، لازم..!!
ولكن ليس بالضرورة أن ما يتم اتخاذه من حذر، وحيطة، وطاقات مجنّدة، ستحول ولا شك دون وقوع مساوئ، وتلفيات، وكوارث، وفتن.
فالأمر لا يعدو كونه احتياطاً، وتحسباً ليس إلا..!
لكنه لن يستطيع قشع الغمة عن النفوس.. وتصفية القلوب.. وإزالة الأحقاد، والضغائن، والدسائس...
يفترض أن أسمي رابطة من شأنها أن تؤلف بين القلوب... وتقرب ما تباعد... وتلغي الحواجز، والعراقيل.. والأسيجة.. هي رابطة الدم العربي.... والسحنة العربية.. واللغة الأم لغة القرآن، ولغة أهل الجنة في الآخرة.
اعتدنا على رؤية أعين تطارد كرة استدارت، وبغباء تحتمل أقداماً تتقاذفها ذات اليمين.. وذات الشمال.. للأعلى.. ثم للأسفل، دون أن يسيل لها دم.. أو تصدر صوت تأوه ووجع.. أما أن تتسبب في إراقة دماء أبرياء لا ذنب لهم، فهو ما لم نعتد عليه، ولم نسمع به إلا لماماً.. وفي أصقاع متباعدة.. وما ألفناه بين نسائنا، ورجالنا، وشبابنا..
فكيف يسمح الشغب لنفسه فك القيود، وإجازة المرفوض؟!
نوافذ تهشم.. محالٍ تجارية تدمر.. سيارات تحرّق..!!
هل هي الغيرة...؟
أم تراه الحقد تأجج أواره.. واتقدت نيرانه..
رأس السنة ذكرى تسترعي انتباه البعض، فيبتكرون لأجلها أهازيج... وأفراحاً.. واحتفالات... وما عهدنا الشغب ملمحاً من ملامح الاحتفالات تلك، فهل اختلت منظومة ما في ذهن مشاغب.. أو اختلطت عليه المفاهيم حتى لم يعد يميز بين الشغب والاحتفال.. بين الإضاءة والإحراق.. بين دوي الألعاب النارية، ودوي زجاج تهشم..!
ما الذي دفعهم نحو ما بدر.. ويبدر منهم..؟
أهو التحرر..؟
أم اختلفت عليهم الأمور..
أم هو الضياع.. والتشرد.. والفراغ..
وربما كل ما سبق.
ليست الحسرة على ما أتلف.. حرقاً.. أو تهشيماً.. أو هتك عرض..!
بقدر ما أننا نرى الحسرة في ضياع أبنائنا.. وضمور عقول شبابنا.. وانحرافهم عن جادة الصواب...
الإجراءات الأمنية اتخذت.. وتتخذ على الدوام تحسباً لأي طارىء يقع حتى في أمسيات وأصبوحات الاحتفالات المبهجة...
في الأعياد الرسمية تصاحب الاحتفالات احتياطات أمنية مشددة..!
في المناسبات المتفرقة تتخذ كذلك..!!
ليس لدينا فقط.. بل ولدى كافة الدول.. فلماذا يفرض الفرد منهم على الآخرين سلوكيات شاذة تستلزم إجراء مثل هذه الإجراءات، والاحتياطات الأمنية.
بالشعبي:
توسدت الأمان ونمت.. في رجوى الطمأنينه
ولحظة ما تمنيتك.. لقيتك ساكنه قصادي
أمانة لو نطق باسمه.. لساني لا تنادينه
أبثبت لك بأن «العشق» أصّل فيني عنادي
فاكس 8435344 03 ص.ب 10919 الدمام 31443
|