كثير من الناس يرغب في التطور.. وقليل منهم من يعي أهمية التطوير.. فالجميع لديه الرغبة في زيادة الكم.. وقليل منهم من يبحث عن الكيف.. ولكن الجميع بحاجة ماسة الى رفع مستوى الكفاءة علم بذلك أو لم يعلم.. فالمثل الشائع تراكم الكم يسبب تراكم الكيف هو مثل قديم كان ليتناسب مع عصر غير هذا العصر ومع مجتمع غير هذا المجتمع.. فالعصر الحالي هو عصر الاختزال في الاجراءات والجهد والزمان والمكان.. والحاجة الى التدريب المستمر «مهما بلغت الخبرات» أصبحت مطلبا ملحا في جميع التخصصات.. فمواكبة العصر لا تكون بالتقليد الأعمى وإنما بالابداع والابتكار الذي يحقق التميز.. والتميز لا يتم إلا برفع مستوى الكفاءة في الخدمات.. وذلك لا يكون إلا بالتطوير.. والتطوير لا يكون إلا باكتساب الخبرة العلمية والعملية.. والخبرة طريقها واضح لا جدال فيه.. التدريب المستمر.
ويخطىء البعض في الاعتقاد بأن مواكبة المعلومات والتطورات إنما يكون بالعلم بها فقط وتجاهل أهمية تطبيقها العملي.. فالعمل التطبيقي والاستفادة من تلك المعلومات وانعكاسها على سلوكه هي الأهم.. فلا فائدة من علم لا يتوج بعمل.. وهذا مطلب التدريب المستمر.
ويخطىء البعض في الاعتقاد ان الجهد المبذول في التدريب قد يفوت عليه الفرصة من الاستفادة من امكاناته.. فالخبرات السابقة للفرد لا تقل أهمية عن مكتسباته من التدريب.. فهي بناء متكامل والعمل على ترابطه يفيد في صقل الخبرة وتنوع المهارة.. وهذا ما يحققه التدريب المستمر.
ويخطىء البعض في تقديره لقدراته ويعتقد ان التدريب لن يضيف له الجديد.. فكل انسان لديه قدرات خلاقة على الابداع والتجديد.. وكل منا يمتلك ثروة هائلة من الامكانات التي تساعده على التطوير الفعال.. من خلال التدريب المستمر.
ويبالغ البعض في القلب تجاه الوقت الذي سوف يحتاجه في هذه المرحلة.. وما عليه إلا البدء في العمل.. والسير بخطى ثابتة.. وسيجد أن من المناسب ان يستمر.. فبقدر ما تعطي للتدريب من أهمية فسوف يعطيك التدريب أكثر وأكثر.. وتأكد أن ما يمكنك أن تجنيه من حياتك العملية.. يتناسب طرداً مع ما يمكنك أن تتلقاه من التدريب المستمر.
(*) مركز التأهيل الدولي
|