في الحلقة السابقة تناول المؤلفان د. سامي السقا والاستاذة غادة السقا أهمية الفهم لبناء عملية الكلام والتعليمات الواجب اتباعها لإضفاء المعنى على اللغة التي يستقبلها الطفل وبالتالي برمجتها إلى فهم لديه وفي هذه الحلقة ينتقل الشرح إلى احد اهم العناصر المثيرة في العملية التأهيلية المميزة حيث سنبدأ في كيفية اعداد الوسائل التي غالباً ما تكون موجودة بشكل عادي ومتوفرة عند الجميع والآن نتركك عزيزي القارىء لمتابعة هذه الحلقات المتتابعة.
المحرر الطبي فهد العايد
كيفية إعداد الوسائل
غير مطلوب أدوات غالية الثمن أو غير عادية:
حيث أنك ترغب في تعليم الطفل الكثير من الأشياء التي تحيط به لذلك فإننا لن نحتاج إلى أشياء غالية الثمن أو أشياء غريبة غير مألوفة الاستخدام في برنامجنا. حيث أن قدراً كبيراً من تعليمك للطفل سوف يتم أداؤه كجزء طبيعي من تصرفاته في الحياة اليومية.
سوف تتكلم مع الطفل عن الأشياء التي يألفها في حياته اليومية. سوف تتكلم عن ملابسه، لعبه، أطباقه، أكوابه، سريره، عيونه، فمه، أنفه، أذنه،.. .. .. وعن أجزاء جسمه المختلفة.. .الخ.
إن كل هذه الأشياء في متناول يدك.. جاهزة في انتظار أن تتكلم عنها.
الدمية الصغيرة والرخيصة قد تفيد:
بالإضافة إلى التكلم عن اللعبة التي اعتاد الطفل أن يلعب بها فإن لعب الطفل قد تشمل بعض الأشياء اليومية مثل أصيص الزرع والأطباق وأغطية الأباريق.. وكذلك بعض العلب ذات الحواف الناعمة أو المصنوعة من البلاستيك، والمواد الآمنة.
يمكنك البحث حولك عن بعض اللعب الرخيصة التي يمكن أن تستخدم في التمارين المختلفة الموضحة في برنامجنا، فمثلاً.. من هذه اللعب.. السيارات الصغيرة، الطائرات، أو الدمى الصغيرة.. قد تعتبر موضوعات ثرية للمحادثة في تمرين (المحادثة)، بعض من هذه اللعب.. يجب أن تكون أزواجاً ( اثنين من كل نوع) وذلك لاستخدامها في تمارين التطابق.
إن أي لعبة صغيرة أو أي شئ صغير يمكن أن يجذب انتباه الطفل يمكن أن يكون مفيداً.لذلك ابدأ في تجميع العديد المختلف من هذه الأشياء، كما قد ترغبون أن يعرف الطفل الكثير عن الأشياء الحقيقية بعد ذلك يتعرف على هذه الأشياء من خلال اللعب التي تعرض عليه ومن قبل استخدام الصور، أو المجسمات، فبعد أن يتعرف الطفل على السيارة الحقيقية وتصبح مألوفة له.. يتم عرض السيارة اللعبة عليه.. ثم بعد ذلك تعرض عليه صورة السيارة ويمكن أن يستمع إلى صوت محرك السيارة وذلك لمساعدته مستقبلاً على فهم كلمة (سيارة).
إن المجلات والجرائد وكتالوجات السياحة والإعلانات التجارية وكذلك كتب الأطفال المصورة الرخيصة الثمن تعتبر أحسن مصدر لتجميع هذه الصور، وبصفة عامة يمكنك استخدام الصور الواضحة والملونة، وجمع الصور التي تمثل أماكن وأشياء وأشخاص مألوفين للطفل ويمكن إشراكه في عملية جمع الصورلا نريد أن نركز تركيزاً زائداً على أهمية الصور واللعب كأداة من أدوات التعليم ولكن الهدف الأبعد من ذلك هو أن ( الطفل سوف يتعلم باستخدام أي شئ وكل شئ.. وليس الأمر محصوراً على استخدام لعبة خاصة أو صورة خاصة للتعليم، فأدوات التعليم هي كل شئ)، باختصار.. استخدم كل شئ حولك.
العمل بروح الفريق
هذا العمل يساعد الطفل.. وهذا ما يجب عمله دائماً.. فأي عمل ناجح معناه.. أن نعمل كفريق أي أسرة ناجحة تبنى على أساس التعاون بين أفرادها.
لذلك فإن هذا العمل الخاص بمساعدة الطفل الأصم أو ضعيف السمع.. أو الطفل العادي يتطلب أن نعمل جميعاً كفريق عمل، جميع المختصين يجب أن يعملوا يداً بيد لمساعدة الطفل.جميع أفراد العائلة يجب أن يعملوا يداً بيد لمساعدة الطفل، كل شخص يمكنه تقديم المساعدة يجب أن يعمل لمساعدة الطفل، فلا يهم أن تكون الأم بالذات هي التي تعمل بجد وتكون هي الصبورة فقط، فإن طبيعة الإنسان السوي تحتاج دائماً إلى التغيير فقد تكون قادراً على أن تفعل شيئاً مع الطفل لا تستطيع الأم أن تفعله.. هذه هي فرصتك.. أي شئ تفعله تكلم عنه.. هذه نصيحة صغيرة يمكن إعطاؤها إلى الأسرة التي لديها طفل أصم لا تتوقف بسبب أن طفلك أصم وأنه لن يفهمك تكلم عندما ينظر الطفل إليك.. ولا تجبر الطفل أن ينظر إليك عندما يكون يود أن ينظر إلى شئ أخر.. حاول أن تستثيره للتفاعل معك.. ولا تحاول أن تثيره فيجفل عنك.
اجعل دائماً شيئاً على طرف لسانك لكي تقوله للطفل، اقرأ هذا البرنامج ثم فكر فيه.. نفذ الأفكار المقترحة لا تدع الفرصة تفوتك.. تكلم.. تكلم.. تكلم..
اعتبارات هامة يجب أن تعرفها عن الطفل قبل أن تبدأ
أولاً / قدرات الطفل واهتماماته، فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي تساعدك في فهم العمر الذي سوف تستخدم فيه هذا البرنامج..
من الملائم أن يبدأ الطفل الاستفادة من هذا البرنامج وهو في سن بين السنتين والخمس سنوات (ويمكن الاستفادة منه بعد ذلك جزئياً).
إن الاختلافات بين الأطفال وبعضهم، لا تكون فقط فيما يخص تفاوت العمر بين الطفل وغيره ولكن أيضاً اختلافات فردية ينفرد بها كل طفل عن الطفل الآخر.
ليس هناك قاعدة مطلقة تحدد مقدرات وميول الأطفال في أعمارهم المختلفة. ولكننا سوف نساعدك على معرفة ما هو المتوقع من أي طفل عند أي سن.
لا يجب أن تحكم على طفل معين بصفات معينة مقارنة بطفل آخر مساو له في العمر أو الجنس أو حتى في طبيعة ودرجة الإعاقة.
قد يكون الأطفال متساويين في العمر أساساً ولكنهم مختلفون في أشياء كثيرة، لا تنس.. لا يوجد طفلين متشابهين.
الطفل في عمر سنتين
يميل إلى تفكيك أو بعثرة الأشياء ثم إعادة ترتيبها بعضها بجانب البعض الأخر( ولو بشكل عشوائي).
بالرغم أنه لا ينجح دائماً.. فإن كل شئ يضعه في فمه ( فهو يمسك ويتذوق الحجارة - الرمل - الصلصال - الخشب - الألوان).
كل ما يعترض طريقه يقوم بفحصه واستكشافه.
يحب أن يجري - يقفز.. . الخ. (رغم أنه لم يتقن الوقوف إلا أنه يحب المشي والجري بحرية ولكنه يجد صعوبة في الوقوف على قدم واحدة أو النط.
يحب الألعاب (الدميات) التي تؤدي أفعالاً مثل الطائرات والسيارات والقطارات والشاحنات.. أو أي شئ يمكن أن يدفع أو يجذب.يحب الأشياء التي يمكن إحتكاكها بعضها مع البعض الأخر أو يمكن أن تتحرك للأمام أو الخلف على الأرض أو على الطاولة.لديه شعور قوي للتملك (لديه فكرة قليلة عن المشاركة ولن يتنازل أبداً عن الأشياء التي يعتقد أنها تخصه). فسيقاتل ويصرخ ويتعارك لكي يحتفظ بالشئ الذي يملكه، ربما يتعلق بلعبة معينة ويتمسك بها لفترة من الوقت دون أن يسمح لأي شخص أخر أن يأخذها منه.فضولي.. بالنسبة للأشياء التي تخص الآخرين كما أنه متأكد أن أي شئ في اليد هو ملك صاحبه.
يحتاج إلى مراقبة وإشراف
يحتاج هذا الطفل إلى المراقبة والإشراف.. فإذا لم تكن لدى هذا الطفل لعبة مناسبة أو يكون مشغولاً بأداء نشاط معين.. فقد يلجأ إلى جذب الأشياء من الدواليب ومن على الرفوف وينشرها في كل مكان.. قد يقوم بسكب العطر وطلاء الأظافر.. أو إغراق جميع الملابس في البانيو أو.. .إن كل ما يرغبه هذا الطفل هو استخدام عضلاته وعقله في اكتشاف الأشياء.. إن هذه الأشياء هي جزء من النمو ويمكن أن يؤدي إلى نهايات بناءة. (ولكن يجب مراقبته والإشراف عليه حتى نتمكن من إبعاده عن مكامن الخطر).
علاقته بالآخرين
هذا الطفل مغرم بمراقبة أو ملاحظة الآخرين، (فهو ملاحظ جيد ومكتسب جيد أكثر مما يتوقع من الآخرين)، يميل إلى اللعب بمفرده رغم أنه يحتاج إلى الآخرين بجواره. (غالباً عندما تتقدم السنين سيحن للعب مع الآخرين). ولكن في البداية (عند سن العامين) يفضل اللعب بمفرده ومن الممكن أن يتعارك أو يضرب أي شخص يتدخل في لعبه أو يحاول أن يفرض عليه قوانين اللعب.
يحب هذا الطفل ملازمة أمه.. فمن الممكن أن يتعلق بها أمام الغرباء، حتى يألفهم ويشعر نحوهم بالأمان.
الطفل في عمر ثلاث سنوات
الطفل ذو الثلاث سنوات من العمر لا يشبه كثيراً الطفل ذو العامين ولكنه مازال طفلاً صغيراً بدأ في طور النمو.. ويتصف بأنه:
يبدي مزيداً من التحكم في النفس والفهم في كل الأحوال عن ذي قبل.
يميل إلى الهدوء والاستقرار بالرغم أنه نشط.. فهو لا يحتاج إلى الجري كثيراً.. لذلك فهو يحب أن يلعب في غرفته، أو في صالة المعيشة، ويحب ركوب دراجته أحياناً ويدفعها إلى هنا وهناك.
يمكنه ممارسة أحد الأنشطة مدة طويلة.. أكثر مما كان عندما كان أصغر.
عضلاته متطورة إلى حد معقول.. ويجد متعته في استخدام عضلاته الجديدة في حفظ هدوءه أكثر مما يستخدمها في أداء الأنشطة العادية التي تثيره.
يفضل الجلوس في هدوء مع التركيز القليل ولكن ليس لفترة طويلة جداً.. فهو يعمل رحلات قصيرة إلى غرفة الألعاب أو إلى المطبخ أو إلى الحديقة.يمشي ويجري ويقفز بهدوء ويمكنه صعود وهبوط الدرج بمفرده.. يمكنه الوقوف على قدم واحدة فترة طويلة من الزمن.
أكثر ترتيباً عما سبق.. لا يحب الانعزال في حجرة بمفرده مهما كانت الظروف المحيطة به.
يميل إلى ميول الاقتراحات ويحب مساعدة أمه في ترتيب البيت.
عندما يصبح مطمئناً وليس لديه أدنى خوف من ضياع ما يملكه.. فقد يميل إلى مشاركة الآخرين في لعبة.
علاقته بالآخرين
هذا الطفل حريص على نفسه كشخص.. كما أنه حريص على علاقاته مع الآخرين فهو يطور اهتماماته في الجو المحيط به.
إن الإحساس الجيد بالوقت يجعل من السهل على الطفل أن ينتظر دوره حتى يأتي.. ومن ناحية أخرى.. قد تختلط الأمور عنده.. فهو كثيراً ما يخلط الأشياء الحقيقية بالخيال.. فهذا الطفل يحتاج إلى كثير من الفهم والأمان من والديه، والمقربين.ورغم أنه يبدو قادراً على عمل قفزة نوعية كبيرة، (حيث يظهر طفرة في التفكير والخيال والإبداع) إلا أنه مازال طفلاً.يجب أن تضع في اعتبارك أنه لا نهاية لما نقول فيما يتعلق بتصنيف الأطفال إلى مجموعات حسب السن.. ذلك لأن لكل طفل شخصيته التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لأهميتها في جميع مراحل التدريب، لا تنس.. لا يوجد طفلين متشابهين
|