Tuesday 7th January,2003 11058العدد الثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ظاهرة الدروس الخصوصية ظاهرة الدروس الخصوصية
آفة تهدد المستقبل التعليمي وتؤثر على التحصيل الدراسي
عبدالله بن حمد الحقيل

تعتمد الأمة في تربية أبنائها على المدارس ومدرسيها لذا أولتها الثقة والعناية كما خصصت لها الدولة كافة الامكانيات والموارد المالية والبشرية لتؤدي رسالتها التربوية وعلى أفضل وجه، لأن تربية الأجيال أمر حيوي وعمل جليل له أهميته من حيث المدرس والكتاب والمنهج وطرق التدريس والاختبارات والوسائل التعليمية إلى غير ذلك من عناصر ومقومات العملية التعليمية.
ومن الأمور التي يجب التنبه إليها الدروس الخصوصية، هذه الظاهرة السيئة التي تفشت في مجتمعنا وممارسة هذه الظاهرة الشاذة في ابتزاز الطلاب، مما أدى إلى تدني المستوى التعليمي لأن الدروس الخصوصية وسيلة وباب للاتكالية وطريق للغش. ولقد كان المعلمون على درجة من الجدية والإخلاص كما كان الطلبة على جانب من الجد والاهتمام وكان الطالب حريصاً على العلم وليس على النجاح فقط.
إن المعلم الذي وهب نفسه لرسالة التعليم والذي قيل فيه:


أرأيت أشرف أو أجل من الذي
يبني وينشئ أنفساً وعقولا

يجب أن يتحلى بالسجايا الكريمة والصفات العلمية والمزايا الخلقية الحميدة وأن يعي رسالة ومفهوم الأمانة العلمية والدينية ويؤدي رسالته وواجبه التعليمي بأمانة ونزاهة وضمير.
إن وزارة المعارف تبذل جهوداً عظيمة من أجل الوصول إلى الهدف التربوي السليم والنموذج الأمثل للمدرسة والطالب والإعداد التربوي. إن الأمانة العلمية التي يحملها المعلم وأقسم عند تخرجه عليها يجب صيانتها وتحمل مسؤولياتها وأن يكون قدوة صالحة.
فمهنة التعليم قد شرفها الله وجعلها مهنة الرسل والأنبياء وعلى من يرعاها ويتولاها وأعدّ نفسه لها أن يكون واعياً برسالتها ومتحلياً بالصفات الكريمة ولا ينبغي أن يكون الهدف مادياً، فهذا مما يتنافى مع تلك الرسالة الجليلة ويجب ألا نشوه هذه المهنة السامية والرسالة التربوية المجيدة خاصة وأن وزارة المعارف أوجدت مراكز الخدمات التربوية ونظمت دروس التقوية والبدائل النافعة والناجحة.
إن ظاهرة المدرس الخصوصي هي ظاهرة مرفوضة ولا أعتقد أن هناك معلماً يحمل أمانة التعليم وأهدافه السامية يقبل على نفسه أن يكون الهدف دنيوياً ومادياً فذا مما يتنافى مع تلك الرسالة الجليلة ولا يقبله أو يرضاه ضمير الإنسان المؤمن المتعلم.
يجب ألا نشوه هذه المهنة الجليلة والرسالة التربوية المجيدة بالمنافسة على جمع المال من خلال الدروس الخصوصية والتي ضررها أكثر من نفعها. وسيدرك الطالب ذلك مستقبلاً في الجامعة.. فالمدرس الخصوصي همه المال دون التفكير في الفائدة التعليمية فلنحترم هذه الرسالة الشريفة والمهنة المقدسة ونبتعد بها عن الابتزاز والاستهتار وتعويد هؤلاء الطلاب على الدروس الخصوصية وتربيتهم على هذا السلوك التربوي الخاطئ.
وتحية لوزارة المعارف على ما تتخذه من إجراءات حاسمة لهؤلاء فالتعليم ليس متاجرة بالرسالة التربوية ومن الواجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم مدرسة وأسرة لمصلحة أبنائنا ووطننا ومعالجة هذه الظاهرة بسلبياتها. وقد أطلق البعض عليها «مافيا الدروس الخصوصية» حيث اندفع الكثير نحو الدروس الخصوصية بحجة الحصول على النجاح والتفوق بصرف النظر عن الفهم والوعي والحصول على النتائج العلمية المفيدة واكتساب الخبرات والمعارف والمهارات فالدروس الخصوصية من وسائل تجاوز الاختبارات والأمل في النجاح. إن الغاية من التعليم ليس النجاح فقط بل الغاية والهدف أسمى من ذلك فهي تزويد الطالب بالمعارف والعلوم وإكسابه المهارات والمعارف وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة وتهيئته ليكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه والتأكيد على الضوابط الخلقية ليكون لبنة صالحة في بناء أمته ويشعر بمسؤوليته لخدمة بلاده ومجتمعه ونهضة أمته وتنمية روح البحث والتفكير وتقويم قدراته للاضطلاع بدوره الفعال في بناء الحياة وتوجيهه التوجيه السليم سعياً وراء زيادة المعارف والثقافة والتفكير السليم والإيجابية هذا وبالله التوفيق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved