* الرياض الجزيرة:
تواصل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تنفيذها برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها في مختلف أرجاء المملكة .. وفي هذا السياق تبذل فروع الوزارة في مناطق المملكة واللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة العليا للبرنامج متابعاتها وجولاتها الميدانية على المساجد والجوامع في كافة المدن والمحافظات والقرى والوقوف على احتياجاتها وتلبيتها في ذات الوقت سواء من حيث الصيانة والنظافة والفرش والأثاث، ومكبرات الصوت والمكيفات وغيرها، أم من حيث متابعة أداء القائمين على هذه المساجد من المراقبين والخدم ونحوهم.
ويمتد هذا الاهتمام ليشمل الأئمة والخطباء والمؤذنين الذين يمثلون الأضلاع الثلاثة في المسجد، ويترتب على كل واحد منهم واجبات ومهمات يجب عليهم أن يلتزموا بها، ويحرصوا على أدائها بما يتناسب مع قدسية بيوت الله.
وتبعا لذلك فقد سألت اللجنة الإعلامية لبرنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها عددا من أئمة المساجد وخطبائها عن الكيفية التي يمكن أن نوثق العلاقة بين هذه الأطراف لما فيه خدمة لبيوت الله والحفاظ على قدسيتها .. وشرفيتها التي شرفها الله به لكونها أقدس البقاع في الأرض.
واجبات الإمام والمؤذن
ففي البداية قال الشيخ سعود بن عبدالعزيز العبيسي إمام مسجد الأمير نايف بالخرمة: إن واجبات الإمام تشتمل في أداء الصلاة بالمأمومين، وإلقاء الدروس والكلمات عليهم، ومتابعة المتخلفين عن صلاة الجماعة لمناصحتهم ومخاطبة الجهات ذات العلاقة بهذا الأمر، وتفقد احتياجات المسجد، واحتياجات الحي والفرع بها إلى المسؤولين لربط أهل الحي بالمسجد، ومتابعة مؤذن المسجد، ومتابعة فرش المسجد.وأضاف فضيلته ان من واجبات المؤذن الاهتمام بالأذان في كل وقت، والقيام بمهمات الإمام في حال غيابه، وإبداء المرئيات والمقترحات للإمام وأهل الحي، ومتابعة المسجد في كل ما يحتاجه، مبيناً أن واجبات المأموم تكون في تقديم النصيحة للإمام والمؤذن، وإبداء المقترحات لهما والمشاركة في دعم العناية ببيوت الله.
توزيع مطويات
ومن جهته يقول الشيخ حامد بن محمد السبيعي إمام مسجد الهاجري بالخرمة: إن دور الإمام يتركز في تكوين علاقة مع جماعات المسجد، والزيارة لجماعة المسجد في حالة فقدان أحدهم في المنزل، وعمل محاضرات، وندوات، ومسابقات خاصة بأهل الحي، وتوزيع مطويات المناسبات.وحول دور المؤذن، أضاف فضيلته أن على المؤذن الاهتمام بالوقت عند الأذان، وفتح المسجد بوقت كاف قبل الأذان، ومتابعة نظافة المسجد مع عامل النظافة، وتكوين علاقة جيدة مع أهل الحي.
تفقد أحوال الجماعة
وأما الشيخ عبيد بن عيد العصيمي إمام مسجد الدغيمية بالخرمة فأوضح انه: لا شك أن لكل من الإمام والمؤذن واجبات عظيمة. فالإمام من واجباته الكثيرة أن يكون قدوة حسنة لجماعة المسجد وغيرهم، وأن يتولى تنبيه الغافل، وتعليم الجاهل، وتصحيح صلاة المسيء في صلاته، وتفقد أحوال جماعة مسجده، وإقامة الدروس والمحاضرات التوعوية والتوجيهية، والعناية بأمر المسجد.وأوضح فضيلته أن المؤذن من واجباته الحرص الدائم على دخول وقت الصلاة، والعناية بأمر المسجد، ومشاركة الإمام في كل ما منه مصلحة شرعية، وتفقد أحوال جماعة المسجد، وتوجيه الغافل والنصح له وغير ذلك من الواجبات الكثيرة، مشيرا إلى دور المأمومين فمن واجباتهم الحرص على حضور صلاة الجماعة، والنصح فيما بينهم والتواصي بالحق والصبر، والعناية بأمر المسجد.
المحافظة على الصلوات
ومن جهته، قال الشيخ محمد بن عبدالله الزايد خطيب جامع حمزة بن عبدالمطلب وإمام مسجد عبدالله بن عباس بمنطقة نجران، إن الإمام والمؤذن فكما قال صلى الله عليه وسلم: «الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن»، ويزيد خطيب الجامع بانه مسترعى على عقول الناس وأفكارهم فليتق الله فيهم ولا يحملهم إلا شيئا أصله من الكتاب والسنة وسلف هذه الأمة، ويجنبهم الأفكار المستوردة المبنية على رؤى وأفكار من لا رسوخ له في علم الوحيين والله المستعان.
وتطرق إلى واجب المأموم وهو المحافظة على أداء الصلوات جماعة، والحرص على عمارة المسجد من جميع الوجوه، ثم توثيق العلاقة بالأخلاق الحسنة، وتبادل الآراء في أمور المسجد والحي، والالتزام بالإمامة والمئذنة، والحرص والانضباط فيهما مما يكسب ثقة المأمومين.
الإصلاح بين المتخاصمين
وتكلم فضيلة الشيخ عبدالله سوقان الزهراني إمام مسجد سليمان الحازمي بالجرف الغربي بمنطقة المدينة المنورة فقال: لا يخفى أن واجب المؤذن الانضباط بمواعيد الأذان، وعدم التسرع في إقامة الصلاة قبل حضور الإمام أو إذنه، وعلى الإمام ألا يتأخر على المصلين ولا يطيل في الصلاة إطالة تشق على المصلين، وأن يرعى أحوالهم فيخفف خصوصاً في أيام امتحانات الطلاب، والأماكن التجارية مثلا، وأن لا يتخلف إلا لعذر مع التوكيل، كما أن عليه أيضا الاهتمام باجتماع دوري لأهل المسجد في بيوتهم لتقوى الصلة بينهم، ويزداد الاهتمام بالمسجد،، وأن يبادروا إلى تفقد الغائب عن الصلوات، ويسعوا في الإصلاح بين المتخاصمين ويهتموا بتربية الأبناء.
توطيد أواصر العلاقة
كما تطرق فضيلة الشيخ محمد بن حمد عبدالله الطالب إمام وخطيب جامع بالمدينة المنورة عن العلاقة بين الإمام والمؤذن وجموع المصلين، فقال: بالنسبة للعلاقة بين الإمام والمؤذن وجمع المصلين قائمة ولكن أوثق بين الإمام والمؤذن بحكم العمل، أما المصلون فمنهم من يتعاون، ومنهم من يَصُد، وهذه العلاقة يمكن أن تقوى بالاجتماع بالمصلين، وبأهل الحي في اجتماع دوري بعد كل فترة من الزمن، ليزيد من أواصر العلاقة، وحبذا الاجتماع لو كان بعد صلاة العشاء في المسجد نفسه، ويكون فيه تناول وجبة خفيفة بعد الاجتماع، وتبادل بعض الهدايا الرمزية لتأليف قلوب المصلين لتعريفهم على الواجبات المتعلقة بالمسجد.
مواظبة الإمام والمؤذن
وقد شارك فضيلة الدكتور محمد عبدالله زربان الغامدي إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة قال: التفاهم وحسن العلاقة بين العناصر الثلاثة الإمام، والمؤذن، والمأموم أمر مطلوب وإلا فلا ثمرة لهذا العمل، وأرى أن مواظبة الإمام والمؤذن من أهم عوامل بناء الثقة بينهما وبين المأموم، إضافة إلى التوجيهات الطيبة، والمواعظ الحسنة التي يخولونهم بها، ومراعاة أحوالهم وحاجاتهم، ومن أكبر معاول هدم هذه الثقة ما قد يقع من اختلاف بين الإمام والمؤذن.
رصد الأعطال المتواجدة
فيما شارك فضيلة الشيخ عبدالله بن علي الأحمدي إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب بمنطقة نجران، فقال فضيلته: نعم المؤذنون، والأئمة، والخدم هم الأضلاع الثلاثة للمساجد، أما الواجب المرتب على الإمام فهي والله كثيرة أذكر منها، تعليم المأمومين دور بيوت الله والاهتمام بها، ومتابعة الخادم في تنظيف بيوت الله عز وجل وإشادة إلى كل ما من شأنه النظافة والعناية ببيوت الله، ومتابعة الصيانة في الجامع، أو المساجد، وكتابة جميع الأعطال المتواجدة وعرضها على الشركة المتكلفة بذلك لإكمال الدور الجزئي للجامع.
أما واجب المؤذن فيبين فضيلته، هو ترتيب مواعيد الأذان، والإقامة، وعدم التأخر في الأذان، وأيضا الإقامة لكي لا يشق على المأمومين، وأيضا يشارك الإمام في الاهتمام بنظافة بيوت الله عز وجل ، أما الخدم فواجبهم مراقبة المسجد من جميع الجوانب حرصاً من أي أذى يلحق من قبل السفهاء، وتنظيف بيوت الله عز وجل كنساً، وتطيباً وفتحاً، وإغلاقاً، والحرص أيضا على ممتلكات الجامع من أجهزة وغيرها.
| 
