شدو
القوة: العدالة الجائرة..!
د. فارس محمد الغزي

مع الأسف (الأزلي) الشديد فالأفضل لا يمثل بالضرورة الأقوى. ورغم اعتراف الأمريكيين تمثلا بالقول «إن القوة لا تصنع الحق: Might does not make right»، فالقوة استدلالا بما تفعله أمريكا تستطيع أن تزوِّر الحق وتبطل الحقوق. إن القوة ليست وسيلة إلى غاية فحسب بل هي أيضا غاية تحقق غايات وغايات، فالقوة بمختلف أشكالها وأنواعها هي الفيصل في تحوير الحق وتزوير الحقائق، سواء أكان صاحبها فرداً أو دولة أو حتى حيوانا.
تجول وتصول في ذهني مثل هذه الأفكار في أعقاب كل مرة أسمع فيها سياسيا غربيا يتشدق بالزور ليلوي عنق الحقائق التاريخية، ومن ضمن الأمثلة على ذلك دأبهم المتمثل في التغني بديموقراطية اسرائيل على الرغم من الحقيقة التاريخية الثابتة المتمثلة بقيام هذه الدولة على أسس من الظلم والجور والاغتصاب الأمر الذي تتنافى معه أبسط صيغ الديموقراطية، وما ذلك إلا لأن ما قام أساسه على باطل فكل فروعه باطلة في الأساس، ولعمري فالإستعمار يمثل أبطل باطل وأزوَر زور وأبهت بهتان.
والقول السابق يندرج بالمضامين على سعي أمريكا الدؤوب إلى تحقيق ما تسميه «العدالة» وذلك عن طريق الإعداد لمحاكمة الأسرى المسلمين أو الأفغان العرب.. فبقليل من التمعن في معادلة«العدالة» هذه يتضح بأن العدالة التي يقوم أساسها على الظلم ليست بعدالة أصلا، ودليل ذلك حقيقة أن الأرض التي يتم فيها احتجاز هؤلاء الأسرى (جوانتانامو) هي في أصلها أرض مغتصبة من دولة أخرى وتلك هي كوبا، ومثلما أنه لا ديموقراطية على أرض مغتصبة فليس ثمة من عدالة على أرض مغتصبة هي أيضا.
إنها القوة.. العدالة الجائرة.. المنطق غير المنطقي، عليه فمتى سوف نعي حقيقة أن لا قائمة لجمع هو عرضة للحذف من صدارة القائمة مثله في ذلك مثل من قال: