Tuesday 7th January,2003 11058العدد الثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
إشراق الشارقة
عبدالرحمن صالح العشماوي

على ضفاف قناة «القصباء» في مدينة الشارقة كان لنا لقاءٌ مع حاكمها المثقف الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الدكتور الذي يقيم علاقة صداقة وثيقة مع الكتب حيث يجد الراحة، ويشعر بالسعادة وهو يرافقها مرافقة الصديق فلا يرى منها إلا الوفاء والعطاء، هناك كان اللقاء بعددٍ غير قليل من الناشرين العرب وغير العرب الذين ساقوا مراكب إصداراتهم إلى معرض الكتاب السنوي في الشارقة، حيث كرَّم سمو د. سلطان رجلين من رجال العلم والتربية في الشارقة، وتحدَّث عن خطورة النشر وأهميته، وعن ضرورة تنمية روح القراءة لدى شعوبنا وأجيالنا، مشيراً إلى أنَّ الأميَّة الثقافية تعد من أخطر المشكلات التي نعاني منها.
هناك في أجواء ليلٍ شتائي تمتزج فيه البرودة الهادئة بالدفء، سرت أحاديث الفكر والثقافة كما تسري أنفاس الربيع في أجواء الروابي الخضراء حينما يتنفّس الصبح بشذا الأزهار والرياحين.
معرض الكتاب في الشارقة كان عرساً ثقافياً هذا العام فقد أقيم لأول مرَّة في مقرِّه الجديد الذي أدخل السعادة على قلوب الناشرين والزائرين، فهو مقرٌّ كبير فسيح، مجهَّز بأفضل وسائل التجهيز التي تخدم الناس، وتهيئ لهم جوَّاً ثقافياً جميلاً، وقد شارك فيه أكثر من تسعمائة دار نشر كما أخبرنا بذلك القائمون على المعرض، وأكَّده صاحب السموّ د. سلطان، وهذا عَدَدٌ كبيرٌ يزيد عن العام الماضي بأكثر من مائة وخمسين داراً حسب ما علمت .
والمعرض عرس ثقافي لأن نشاطاً ثقافياً جيداً كان يصاحبه، ندوات وأمسيات شعرية، وأسعدني أن اكون ضيفاً لإحداها حيث أحييت أمسية شعرية يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر شوَّال في قاعة المحاضرات الموجودة في المعرض، وزاد من سعادتي تشريف صاحب السمو حاكم الشارقة د. سلطان القاسمي للأمسية بحضورها حضوراً أضفى على أجوائها إِشراقةً مشتقة من «الشارقة».
إنَّ الأجواء الثقافية التي تملأ آفاق هذه الإمارة المتميزة لتؤكد أنَّ وراء ذلك جهداً خاصاً متميزاً من د. سلطان، فهو محبٌّ للثقافة، متذوِّق للأدب، مشغول بالقراءة والاطلاع، ذو باع طويل في علم الأنساب، له خدمات في مجال الثقافة العربية الإسلامية استحقَّ أن ينال بها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الثقافة الإسلامية في العام الماضي، ولأننا نعرف جدِّية هذه الجائزة وحرص القائمين عليها على الاختيار الصحيح، فنحن نعد حصول د. سلطان عليها دليلاً على عنايته بهذا المجال.
الشارقة مشرقة بجوِّها الثقافي، فهي تحتضن جامعتين، وعدداً غير قليلٍ من المدارس، ومعاهد فنية كثيرة تستوعب الطلاب من أهل الشارقة ومن غيرهم، وتفتح أمامهم آفاقاً فسيحة للدراسة والتدريب والعمل.
وفي الشارقة جمعيات فكرية وثقافية، وقد لفت نظري من بينها جمعية حماية اللغة العربية الفصحى لأهمية مثل هذه الجمعية في عصرنا هذا الذي ضعف فيه اهتمام كثير من العرب بلغتهم.
وفي الشارقة أشكال جمالية ذات إيحاءاتٍ تخرج بها عن الشكل إلى المضمون فما تكاد ترى في ميدان من الميادين أو شارع من الشوارع شكلاً جمالياً إلا وهو يحمل عبارة ذات بعد توجيهي أخلاقي.
هنالك مشكلة تتعلَّق باللغة العربية الفصحى ألا وهي اعتماد غير اللغة العربية في الفنادق، وهذا لا يتناسب مع ما أعرفه من عناية سمو د. سلطان باللغة، ومع وجود جمعية تنال تشجيعه لحماية اللغة الفصحى، وهذه المشكلة تعاني منها الفنادق حتى في موطن اللغة العربية الأوَّل المملكة، وهذا أمرٌ غير مناسبٍ فالأولى أن تكون اللغة التي يتخاطب بها موظفو الفندق مع الناس، خاصة الاستقبال والردّ الهاتفي، هي اللغة العربية ثم بعد ذلك تستخدم اللغات الأخرى للحاجة.
في الشارقة مركز جميل يحمل اسم «مركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي الخيري» له جهود في مجال الدراسات والبحوث، والدورات التدريبية والعلمية، ولي وقفة هنا بإذن الله مع هذا المركز، ومع جمعية حماية اللغة العربية الفصحى في إمارة الشارقة المشرقة.
تحيةً ملؤها التقدير للشارقة، وحاكمها، وما فيها من إضاءات علمية وثقافية، وتطوُّر تجاري وعمراني يلفت النظر، ويثير الإعجاب.
إشارة:


واحةٌ أغصانُها ناضرةٌ
نُقِشَتْ فيها حروفُ «الشارقْه»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved