* دمشق - الجزيرة: عبد الكريم العفنان:
مع تركيز رئيس الوزراء التركي على الدور الأساسي لسورية وتركيا في الأزمة العراقية، فإن التحرك الإقليمي بدأ يأخذ بعدا جديدا عبر البحث عن خيارات سياسية تركز على استقرار المنطقة بالدرجة الأولى، وتوضح مؤشرات زيارة غول الأخيرة إلى سورية أن المسألة تتجاوز أبعاد التأكيد على الثوابت، أو على ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة وإفساح المجال لعمل المفتشين في العراق، لأن الجانبين السوري والتركي يبدو متفقان على كافة تفاصيل مثل هذا الموقف، فالموضوع الأساسي كما توضحه مباحثات غول مع الرئيس السوري بشار الأسد هي لرفع درجة التعاون والتنسيق بشكل يمنع تجاوز المنطقة على الصعيد الدولي، فالضغوط الخارجية بشأن احتمال نشوب حرب ضد العراق لا يمكن تفاديها إلا بالعودة إلى مصالح المنطقة وضرورة استقرارها، وبهذا الصدد أوضح مصدر دبلوماسي تركي في دمشق أن زيارة عبد الله غول إلى سورية، ستساعد على خلق أجواء من الانفراج وفتح آفاق لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة، وقال المصدر في حديث مع الجزيرة ان لقاء غول مع الرئيس السوري لم يكن لتأكيد مواقف البلدين بشأن العراق فقط، لأن الجانبين متفقان على ضرورة العمل الجاد من أجل الحيلولة دون حدوث الحرب، وهما ملتزمان أيضا بوحدة أراضي العراق، لكن الأمر الأساسي، حسب نفس المصدر، يتعلق بقدرة التحرك الإقليمي على العمل بشكل يخدم استقرار المنطقة، واعتبرالمصدر ان نتائج زيارة غول ستظهر بعد استكمال جولته الإقليمية، ومباحثاته في كل من القاهرة والرياض وعمان، مبينا ان مسألة الآليات الخاصة بالتنسيق بين سورية وتركيا، هي الأمر الأساسي الذي تركز عليه أنقرة خلال هذه المرحلة،كما نفى أن تسعى دول المنطقة إلى اتباع أسلوب إدارة الأزمات فيما يتعلق بالشأن العراقي، لأن الموضوع حسب ما قال المصدر يتعلق بأمن المنطقة إجمالا ويحتاج إلى حل كامل عبر الالتزام بقرارات الأمم المتحدة.
وركز المصدر أن رئيس الوزراء التركي أوضح للمسؤولين السوريين أن أنقرة لا تملك سيناريوهات مقترحة، لأن الشيء الأساسي هو الانتهاء من اعمال التفتيش بالدرجة الأولى، وما يتبع ذلك من مداولات وقرارات صادرة عن مجلس الأمن، وأي حديث عن سيناريوهات أو إجراءات معينة هو استباق للأمور ولكافة الجهود الدولية بهذا الخصوص، كما ربط المصدر بين المباحثات التي يقوم بها غول في المنطقة وتكثيف الجهود الديلوماسية على الصعيد الدولي، وخصوصا مباحثات رئيس الوزراء البريطاني مع الرئيس السوري التي تمت نهاية العام الماضي، وبين المصدر ان تركية تعلق اهمية على دور السوري في حل الأزمة لأن تركيا وسورية دولتان رئيسيتان في المنطقة، وبشأن الآليات التي يمكن ان تسفر عن جولة غول قال المصدر ان تركيا تجد ان أي تحرك:
-لا يهدف إلى خلق تحالف لأن المسألة اليوم لا تتعلق بتكوين دولي يشبه ماحدث خلال حرب الخليج الثانية، بل بفتح قنوات ديبلوماسية أكثر لتسهيل عمل الأمم المتحدة.
-التعامل مع خيارات السلام وليس مع نتائج الحرب، وهو شأن حساس حسب نفس المصدر، لأن خيارات الحلول السلمية متاحة اليوم وتدعم عمل الأمم المتحدة.
-رفع مستوى العلاقات الإقليمية بشكل يساعد على حل الأزمة وتجاوز الكثيرمن الضغوط الدولية. وبين المصدر ان كافة مؤشرات الزيارة تؤكد الإرادة السياسية، والرغبة المشتركة لزيادة تطوير العلاقات بين سورية وتركيا، فهناك وجهة نظر واحدة بين الجانبين السوري والتركي بشأن ايجاد حل سلمي للأزمة العراقية، والعمل لتفادي أي حرب في المنطقة عبر الجهود التي سيقوم بها البلدان من خلال التنسيق والتعاون المشترك.
| 
