Tuesday 7th January,2003 11058العدد الثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فتش عن إسرائيل في العراق! فتش عن إسرائيل في العراق!
رضا محمد العراقي

يبدو أننا سنظل وقتاً طويلاً وعمراً مديداً نفتش عن إسرائيل في كل قرارات تشرع ومواقف تتخذ.. وقديماً قالوا: «فتش عن اليهود في كل الحروب والمنازعات والانقلابات».. وكانت دائما ما تأتي هذه المقولة بتأكيد محقق لها.. الأمر الذي جعل «هتلر» يتخذ تجاههم موقفاً عدائياً..
وفي الشأن العراقي، تجد ضلوع إسرائيل في الكثير من الاضطرابات التي شهدتها الأراضي العراقية، فقبل حرب الخليج الأولى بسنوات تمرد الأكراد العراقيين على النظام واكتشفت السلطات العراقية في حينها أن معظم المتمردين كانوا يحملون رشاشات إسرائيلية وظهر جلياً الدور الإسرائيلي في تحريك التمرد لتمزيق وحدة العراق وتفتيت أوصاله.
فالحلم الإسرائيلي في تمزيق وحدة العراق وانشغاله بنفسه قديم منذ إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.. وعيون اليهود على العراق شاخصة وجاحظة بصفة دائمة، وعندما همَّ بإنشاء مفاعل نووي قامت طائرات إسرائيل بتدميره عام 1982م واستطاعت قتل عالم الذرة المصري يحيى المشد المشرف على البرنامج النووي العراقي في زيارته الأخيرة لفرنسا.
ومع تسارع وتيرة الأحداث الأخيرة الخاصة بالشأن العراقي استغلت إسرائيل نتائجها أيما استغلال، فإلى جانب تدمير الجيش العراقي، سعت إسرائيل إلى تدمير البقية الباقية منه لتحقيق حلمها القديم للوصول إلى الفرات على انقاض العراق وشعبه.
وقد تسربت مؤخراً المعلومات والحقائق التي تؤكد ضلوع إسرائيل واختراقها لفرق التفتيش التي مارست دورها في أرض العراق حيث تكشفت المعلومات أن أول الأشخاص الذين تم استجوابهم كان اللواء الركن حازم عبدالرزاق شهاب قائد قوة صواريخ الحسين والذي قام بقصف إسرائيل بـ43 صاروخاً خلال حرب الخليج الثانية، واستمرت جلسات الاستجواب أكثر من خمس جلسات تراوحت كل واحدة منها بين 3-6 ساعات متواصلة. وقامت اللجنة بتسجيل المقابلة صوتاً وصورة. وأشار في هذا الصدد كاتب عراقي إلى أن اللجنة الخاصة بالتفيش أجرت مقابلات مع جميع ضباط قوة الحسين ابتداء من رتبة ملازم وصولاً إلى الجنرالات وأجريت المقابلات في مواقع اطلاق الصواريخ بصحراء العراق الغربية، وشرح هؤلاء الضباط الكيفية التي تم بها اطلاق الصواريخ على إسرائيل. والغريب أن اللجنة تناست استجواب الضباط الذين قاموا بإطلاق الصواريخ على القوات الأمريكية بالخليج الأمر الذي يؤكد أن توجيهات إسرائيل للجنة التفتيش في التسعينيات كانت أكثر فعالية من تبعيتها للتوجيهات الأمريكية؟!
ولا نخفي شكنا في أن ما تقوم به أمريكا حالياً من اغراء العلماء على الخروج من العراق فيه تدخل إسرائيلي لتفريغ البلد العربي من عقوله وعلمائه.
الأمر الآخر، الذي تكشفت حقائقه بوجود اليد الإسرائيلية في الشأن العراقي، هو ما أورده الكاتب الأمريكي المعروف سيمور هيرشي، أن وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد وبتشجيع من كبار مساعديه ولفوتيز ودوجلاس غيث وريتشارد بيرل يعمل حالياً على التأهب لإرسال وحدات القتل السرية التابعة لقوات العمليات الخاصة إلى مناطق مختلفة في العالم لاغتيال ارهابيين دوليين معروفين.. في نفس الوقت فضح الكاتب البريطاني جوردون توماس في مقال له إعادة إحياء فرق الاغتيال بالموساد بعد تعيين رئيسه الجديد مائير داجان ومن ثم إعادة خطة قديمة للموساد باغتيال صدام حسين.
كما تشير المصادر في وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن هناك بالفعل روابط قوية حالياً بين وحدات القتل في الجيش الأمريكي ووحدات الاغتيال والقتل التابعة للموساد الإسرائيلي.. وقد حذر مستشار في البنتاجون من أن عمليات اغتيال مشتركة قد تكون بالفعل في طور التنفيذ.
* * *
الإسرائيليون يستغلون كل الفرص السانحة لتحقيق أهدافهم وتنفيذ مخططاتهم وسط غفلة عربية، والآن يحاولون استغلال الأجواء المواتية للإجهاز على العراق وتحطيم جيشه وتبديد ثرواته وقتل قياداته.. فإسرائيل خلف كل أبواب القرارات الخاصة بالشأن العراقي وإذا ما حدثت الحرب فإنها ستكون تنفيذاً أمريكياً بتوجيه إسرائيلي..
ففتشوا عن إسرائيل في كل خراب عربي!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved