أما آن لجنرال الإرهاب أرئيل شارون أن يكبح تبجحه وغروره بالادعاء بأن سياسة التنكيل بالفلسطينيين وانتهاجه أسلوب القبضة الحديدية هي التي أدت إلى تهدئة «الاستشهاديين» الفلسطينيين وأوقفت العمليات الفدائية، وأن شوارع المدن الفلسطينية ستبقى هادئة إلى موعد إجراء الانتخابات في هذا الشهر، وإلى ما بعد الانتخابات..!!
هكذا كان يتبجح شارون ويبرر إرهابه للفلسطينيين وتوجيه الأوامر لجنود الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب المزيد من القتل والاغتيالات التي امتدت للأطفال إلى حد التمثيل بجثثهم.
ولقد وجدت هذه التبريرات آذاناً صاغية لدى أطراف دولية عديدة، فوافقت اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي والأمم المتحدة، على تأجيل تنفيذ مراحل «خطة الطريق» التي وُضعت لتسوية القضية الفلسطينية، حيث أقنع شارون أهل البيت الأبيض بإعطائه الفرصة لفرض التهدئة على الفلسطينيين حتى نهاية الانتخابات الإسرائيلية التي لا يزال يصر على أنه سيحقق الفوز فيها، وبالتالي سيواصل سياسته القمعية التي أقنع بها الآخرين بأنها وحدها التي ستفرض على الفلسطينيين القبول بما يعرض عليهم من تسوية منقوصة.
الآن، وبعد أن دفع أكثر من اثنين وعشرين إسرائيلياً حياتهم ثمناً لهذه السياسة الإرهابية الخرقاء التي سببت العديد من الكوارث والمآسي للفلسطينيين والإسرائيليين معاً، بماذا سيبرر شارون وجنرالاته وجنوده القتلة في فلسطين ومؤيدوه خارج الأرض المحتلة من سكان البيت الأبيض والكرملين والأمم المتحدة وبروكسل ...!!؟
.. بماذا سيبرر شارون ما حصل في شوارع تل أبيب والتي ستتبعها عمليات فدائية أخرى، هل سيلقي بالمسئولية كالعادة على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المحاصر في مبنى المقاطعة في رام الله...؟!!
هل سيرمي بالمسئولية على السلطة الفلسطينية التي فقدت مراكزها الأمنية وأجهزتها الإدارية، وفرض الحصار على شعبها الذي لا يستطيع أبناؤه حتى التنقل بين أطراف المدينة الواحدة؟!
ماذا سيقول شارون بعد أن وجَّه الفدائيون الفلسطينيون له وللذين يأخذون بأقواله لطمة موجعة عسى أن تعيده إلى الواقع، وتفيق الآخرين من السبات الذي هم فيه وجعلهم يسيرون خلف شارون وعصابته.
|