لا ريب أن تكريم العلماء وأهل الفضل سمة حضارية متقدمة وبخاصة عندما يأتي هذا التكريم للأحياء منهم، لما لذلك من أثر في تعزيز الشعور عندهم بأنهم ينالون من أمتهم ومجتمعهم المكانة التي يستحقونها جزاء ما يقدمونه لهذه الأمة من عطاء يسهم في تقدمها ورقيّها وتعزيز مسيرتها نحو مستقبل أفضل .
وقد درجت حكومتنا الرشيدة على هذا النهج القويم فكرّمت الرموز في كافة القطاعات العلمية والخيرية والاجتماعية وفي هذا الإطار يأتي تكريم الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك باعتباره أحد أولئك الرموز الذين أسهموا بكل طاقاتهم في خدمة بلادهم فكان من بين الرواد الأوائل الذين شاركوا بفعالية وجد في بناء النهضة العلمية التي تتفيأ بلادنا ظلالها منذ وقت مبكر حيث كان في طليعة الرعيل الأول من المتعلمين فشارك في التربية والتعليم حيث كان مدير التعليم بجدة ثم انتقل إلى صعيد آخر لا يقل أهمية عن ذلك، حيث نقلت أعماله إلى وزارة الخارجية فكان أن أسهم في إبراز الوجه المشرق للدولة والوطن على السواء، هذا إلى جانب ما كان يقدمه في مجال الإبداع والأدب من إسهامات رائدة كانت أكثر دوائرها توهجاً أحديتُه التي كان لها الأثر المحمود في الحركة الأدبية في الأحساء على مدى نحو ثلاثة عشر عاماً.
ونحن بمناسبة تكريمه نحييه من أعماق نفوسنا ونعتبر أن في ذلك تكريماً لجميع الأدباء في بلادنا .
نسأل المولى أن يمده بالعمر الطويل وأن يجعل فيما يقدمه من عطاء حافزاً لأمثاله في تقفي خطاه والسير على منواله والله الموفق.
الأستاذ عبدالرحمن الملا
| 
