Tuesday 7th January,2003 11058العدد الثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تكريم الرجال تكريم الرجال
د.نبيل عبدالرحمن المحيش(*)

شعرت بسعادة غامرة حينما علمت بخبر تكريم شيخ أدباء الأحساء الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك في مهرجان الجنادرية الثامن عشر ومنحه وسام الملك عبدالعزيز.
والشيخ أحمد علم من أعلام هذا الوطن وفارس أصيل من فرسان السياسة والأدب وهو يستحق هذا التكريم. وقد كان لي شرف التعرف عليه قبل أن يبدأ ندوته الأحدية فوجدت عنده من التواضع وحسن الخلق والعلم الغزير والأدب ما لم أجده عند غيره، وقرأت على يديه فصول سيرته الذاتية التي نشرتها المجلة العربية، وعدداً من رسائله الأدبية وغيرها، وطريقة الشيخ أحمد تجعل الانسان لا يمل من الجلوس معه والقراءة بين يديه لأنه لا يتركك تقرأ بضعة أسطر حتى يتوقف ويستطرد في الحديث شارحاً معنى كلمة أو معلقاً على حادثة أو مترجماً لعلم ويعينه على ذلك ما تختزنه ذاكرته من أشعار وأخبار وقصص وحكايات ومواقف وذكريات لا تنتهي وحينما بدأ ندوته الأسيوعية «الأحدية» أصبحت ملتقى للأباء والمثقفين ورئة ثقافية يتنفس من خلالها المبدعون واستقطبت صفوة الأدباء والأساتذة والباحثين وأذكر منهم د.علي صبح وعبدالرحمن الملا ود.عبدالرزاق حسين ود.إبراهيم الحاوي رحمه الله ويوسف أبوسعد رحمه الله وغيرهم. وكان الشيخ أحمد واسطة العقد ويلقى الجميع لديه كل المحبة والتقدير. وكان يولي الأدباء الشباب عناية خاصة ويرى أن إتاحة الفرصة للشباب هو المقصد الأول لندوته.
وفي صيف سنة 1417هـ سافرت مع الشيخ لحضور المؤتمر الرابع لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في مدينة اسطمبول في تركيا، والشيخ أحمد عضو شرف في الرابطة.
وكانت رحلة لا تنسى مع الشيخ حيث كان محل حفاوة الجميع وكانوا يأنسون بأحاديثه وأدبه.
وأخيراً أختم بأبيات شاعرنا المبدع محمود الحليبي:


ويا سيدي بيني وبينك موثق
فخذه على أوتار قلبي موقعا
أحبك من لاقاك في الله خافقي
رأيت حمام الأنس حولي وقعا
شفى الله عينا قد رأتك وما غضت
ونبض حيي ما استجاش وأسرعا
لعيني من عينيك يا شيخ قصة
لشهم بماء المكرمات تضلعا
رأى العمر في نيل المكارم سلماً
ينال بها أسمى الصروح وأرفعا
وأسرجت يا شيخي خيولك للعلا
فكنت لها ندباً أريبا وأروعا
كريما وفي كفيك آثار حاتم
حكيماً وقد أحييت فينا المقنعا
أنيساً وفي جنبيك روح خفيفة
عظيماً على عرش التواضع ربعا
أديباً يغني الحرف فوق سطوره
وتأتي القوافي بين لحييه خضعا
تفوح الليالي منك عطراً وروعة
وتدنو قلوب الناس منك لتسمعا
أبا مازن وارفع جبينك إنني
أناشدك المولى كفاك تواضعا
ملأت قلوب الناس حباً وهيبة
فكنت وإياهم فؤاداً وأضلعا
ألا أكرم الرحمن أرضا حللتها
ولازلت في خير عليها ممتعا

(*) رئيس قسم اللغة العربية
جامعة الإمام محمد بن سعود بالأحساء

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved