Tuesday 7th January,2003 11058العدد الثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى الشيخ الأديب أحمد بن علي آل مبارك .. شيء من الوفاء إلى الشيخ الأديب أحمد بن علي آل مبارك .. شيء من الوفاء
سلمان بن سالم الجمل(*)

في كل عام لنا موعد مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة، هذه التظاهرة العظيمة التي تبرز عطاء الإنسان السعودي وتميزه، وخصوصيته التراثية والثقافية التي تمتزج بأصالته العربية والإسلامية، هذا الإرث العظيم الذي صنع رواداً في مختلف الميادين، فأبى المهرجان وبتوجيه من قيادتنا الرشيدة إلا أن يكرم هؤلاء الروّاد فسنّ لكل عام شخصية ثقافية إذ كرّم من قبل الرواد: حمد الجاسر محمد بن أحمد العقيلي محمد حسن فقي حسين عرب عبدالكريم الجهيمان يحيى المعلمي عبدالله بن خميس.
وفي هذا المهرجان يتم اختيار الشيخ الدبلوماسي الأديب أحمد بن علي آل الشيخ مبارك الشخصية الثقافية لهذا العام عطفاً على دوره وريادته.
والشيخ أحمد أحد أبناء المملكة الأوفياء من الأحساء، وهو سليل أسرة علمية، تلقى تعليمه الشرعي عن والده وعلماء أسرته، وقرن ذلك بالتعليم الحديث سالكاً في ذلك رحلة علمية شاقة وشيقة، فهو أديب مخضرم عصامي، قاسى في طلب العلم ظروفاً صعبة فتغلب عليها بطول أمله، وبعد طموحه، ومثابرته الجادة، جاعلاً الأمل له رائداً والطموح إرادة لا تفتر عزيمتها، لا يزال ينثر في المجلة العربية وعلى مدى ثلاث سنوات متصلة مخاض تلك التجربة الثرية الرائدة.
وعندما تدلف إلى شخصية الشيخ تجد في علمه سعة، وفي حديثه عذوبة، وفي أسلوبه سلاسة، إذا تحدث كأنه يقرأ من كتاب، تسعفه ذاكرة حاضرة لم توهنها السنون، يغرف من بحر تجربة ثرية فضلا عن بديهة صائبة، إن تعاملت معه ملكك بعلمه وأدبه وخلقه وكرمه، تواضعه يُعظم قدره، يألفه من لا يعرفه، ومن عرفه لزمه، وزاد نحوه ألفة وشوقاً.
وأنت بقرب الشيخ أحمد تعيش زمناً غير زمنك، إذ تقف أمام شيخ جليل القدر، عظيم المهابة، في تواضع جمّ وخلق رفيع.
تقاعد عن العمل وقعد للعلم ففتح للناس قبل مجلسه قلبه فكانت «الأحدية» منتدى يجمع أهل الأدب، الشاب والشيخ، الطالب والأستاذ، الأديب والمتأدب .. الشعر والنثر، الأدب والطب، الإدارة واللغة والتاريخ. تجمعهم ألفة الشيخ الأديب وإن تباينت فنون آدابهم وعلومهم. وتستقطب الأحدية المحاضرين من الأحساء وخارجها، في أماسي أحسائية ماتعة.
وهو مع رواد أحديته والد وأخ وصديق، إذا افتقد أحدا منهم سأل عنه، فيجدون بذلك منزلة في قلب الشيخ الذي لا يضيق بأحد.
والشيخ أحمد مؤرخ أديب، يمتعك بقراءة التاريخ كما يمتعك بالحديث فيه، وله مؤلفات مخطوطة منها «عبقريات الملك عبدالعزيز» إضافة إلى غيرها من كنوز أدبية. إن كنا قد تعرضنا لسيرة أديبنا العظيمة، فلا ننسى حياته العملية دبلوماسياً إذ مثّل المملكة سفيراً في عدة دول، خدم خلالها وطنه بكل اقتدار، إضافة إلى دوره التربوي القيادي في ميدان التعليم في جدة .. تاريخ حافل بالعطاء والإنجاز.
وإني إذ أبدي مشاعري تجاه شيخنا الفاضل، فإن أقل شيء نملكه هو التعبير الصادق لما نكنه للشيخ من مشاعر صادقة، وهو أهل لذلك، ولو سودنا القراطيس نثراً، وصدحت حناجرنا شعراً ما أوفيناه حقه، وما زاد ذلك فيه شيئاً، ولكنها مشاعر وفاء لمن يستحق الوفاء، جئنا بها هنا نثراً وجاء بها غيرنا شعراً.
فهذا الأديب الأستاذ خليل الفزيع يمثلنا بقوله:


إنا على عهد الوفاء نقيم
يا شيخنا ولك الولاء يدوم

إلى أن يقول:


لله ما قدمت يا شيخاً على
شم الفضائل ترتقي وتقيم
عطرت أجواء البلاد بنفحة
من فيض علمك فاستفاد فهيم
وفتحت قلبك للحياة معانداً
عبء السنين وما اعتراك وجوم
وعليك من حلل المهابة بردة
بالعلم والتقوى يسود حليم
بوركت يا نسل الأكارم لم يزل
يسعى إليكم في المدى التكريم
في الدين والدنيا حللت مكانة
كم يرتجيها في الحياة حكيم
من يرتقي متن الطموح فانه
ترقى إليه كواكب ونجوم
ووقاك رب الخلق من كل الأذى
ليظلل العمر المديد نعيم

(*) كاتب وناقد أدبي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved