Tuesday 7th January,2003 11058العدد الثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نَمِيرٌ عَذْب نَمِيرٌ عَذْب
محمد الجلواح(*)

إن جاد الزمان عليك وكنت في معية عميد الأدب في الأحساء الأستاذ والسفير الشيخ أحمد بن علي المبارك، فمارس بين يديه فن الصمت، وفن الإصغاء «وأنت تعلم أن هناك فرق بين الفنين»، وحاول أن لا يَفُتْكَ شيء من حديثه العذب، وأدبه النافع.
ولو منحك الزمان من لحظاته فرصة أخرى، ولويت عنان سيارتك إلى منزله العامر.. فإنه أول المستقبلين بابتسامته وأريحيته، وكرمه المعتاد، وسؤاله عنك، وعن من يعرفه من أهلك، وأصدقائك، ثم بعد ذلك يباشرك بحديثه الموسوعي الممزوج بالمُلَح بضم الميم وفتح اللام ، والطرائف، والإشارات النادرة، وكذلك تدفّقه في الموضوعات الأدبية والنصوص الشعرية.. قديمها وحديثها.
فترى الوقت يمضي معه سريعاً، لا تشعر به، هذا كله جانب والجانب المضيء الآخر.. مكتبته القيمة العامرة التي تعد مفخرة من مفاخر الأحساء.
وحسبك أيها القارئ الكريم إلى جانب ذلك كله.. أمسيته الأسبوعية البارزة التي سميت باسمه «الأحمدية»، واشتهرت كذلك باسم «أحديه» زي أنها تقام مساء كل يوم «أحد» في خلال الموسم الدراسي.. هذه الأمسية التي استطاعت على امتداد أكثر من ثلاثة عشر عاماً.. استقطاب مئات الأسماء من الأدباء والمفكرين والعلماء، وأهل الخبرة والاختصاص في مختلف مشارب المعرفة، والثقافة، والأدب.
وذاع صيت «الأحديه» في كل أرجاء المملكة، ودول الخليج.. فما إن يسافر أحدنا من الأحساء إلى أي مكان في المملكة أو في إحدى دول مجلس التعاون.. إلا ويُسأل عن «الأحديه»..
هذه الأمسية الثقيلة الوزن نوعاً، وجمهوراً، وطرحاً، ومعنى الخفيفة الوزن.. زمناً، وتقبّلاً.. بات ينتظرها ويسأل عنها بفارغ الصبر كل قاطني الأحساء من مواطنين ومقيمين، بل أبالغ لو قلت أنها «أي الأحمديه». باتت معلما.. من معالم.. الأحساء.
ولقد أفادت هذه الأمسية العديد من مريديها، واستفادت من الخبرات والطاقات، والكوادر العلمية والبحثية، والاجتماعية والثقافية. إن تكريم الشيخ الأديب السفير الأستاذ أحمد بن علي المبارك في هذا المهرجان لهذا العام يأتي انطلاقاً من حرص ولاة الأمور في هذه البلاد على الاهتمام برجال الفكر والأدب في هذا الوطن العزيز، ومن باب وضعهم الشيء في موضعه كما عوّدوا أبناءهم ومواطنيهم. وإن تكريم الشيخ أحمد المبارك هو بلا شك تكريم لأدباء المملكة عامة وأدباء الأحساء خاصة.. ومن نافلة القول ان نشير إلى استحقاقه لهذا التكريم.. إننا نهنئ أنفسنا جميعاً وبخاصة أهالي الأحساء من خلال تكريمه، أطال الله عمره.. فألف ألف مبارك «لأبي مازن» هذا التكريم الوطني..

(*) شاعر وكاتب من الأحساء

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved