Tuesday 7th January,2003 11058العدد الثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عميد الأدب الأحسائي عميد الأدب الأحسائي

تعد الاحساء من الاقاليم الاسلامية العريقة في تاريخها العلمي والثقافي، فالى وقت قريب كان يقصدها طلاب العلم من كافة انحاء العالم الاسلامي المترامي الاطراف وفي مدينة الهفوف - المدينة الاولى في الاحساء رائدة الثقافة والعلم - يقطن عدد من الاسر العلمية التي اشتهرت بالعلم والادب والتي ورثته كابرا عن كابر.. ومن هذه الأسر العلمية: أسرة آل مبارك التي انجبت العديد من العلماء والفقهاء والقضاة والدعاة والادباء والشعراء الذين كان لهم دور فاعل في الحركة العلمية والثقافية في هذه البلدة والبلاد المجاورة.. ومن علماء هذه الاسرة المباركة «الشيخ الاديب العالم الفاضل السفير احمد بن علي المبارك».
كنت واحدا ممن شَرُف بمعرفة الشيخ احمد، ومصافحة يديه الكريمتين، وكانت صلتي به تربو على اثنتي عشرة سنة.. توثقت صلتي به من سراج بيته المضيء - أعني به منتداه الادبي «الأحدية المباركية» - ذاك المجلس الندي الذي يحتضن الادباء والعلماء والمفكرين والمثقفين والباحثين عشاق الادب الرفيع والقلم الرصين، واللفظة الساحرة، والمعنى الجميل مساء كل احد من كل اسبوع.
سيرته :
اسمه ونسبه: هو احمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن مبارك، من اسرة آل الشيخ مبارك التي ينتهي نسبها الى عمرو بن تميم من قبيلة تميم المعروفة.
مولده ونشأته: ولد الشيخ احمد في الاحساء، بمدينة الهفوف عام 1337هـ - 1916م، وبين احضان والده ووالدته نشأ هذا الابن النجيب وشب فيها عوده، الا انه فوجىء وهو في سن الثالثة من عمره بفقد والدته - احب الناس إليه - فغمره الحزن والألم لكن الله عوضه العلم والادب والمنزلة الرفيعة.
صفاته الخلقية: يتسم الشيخ أحمد بالخلق النبيل، والوفاء لعلمائه، والكرم، والتواضع الجم، والصبر، وعزة النفس، والمحبة الصادقة لاهل العلم والفضل والاحتفاء بهم، كما ان الشيخ يمتاز بالذكاء الفطري، والفطنة، والعقل المتقد، والفكر الثاقب، والبصيرة النافذة، والحديث العذب الذي يسحرك لفظه ومعناه، ودقة الوصف، والحافظة النادرة لتاريخ بلده وأحداثها وأدبائها وعلمائها، بالاضافة الى حفظه لعيون الشعر العربي.
تلقيه العلم: لما بلغ الشيخ احمد سن السابعة ارسله والده الى الكُتَّاب «المطوِّع» لتعلم القرآن، وبعد ان ترعرع وبلغ سن الثانية عشرة من عمره وأتم حفظ كتاب الله، اختلف الى مجالس العلماء ومساجدهم ومدارسهم الدينية ينهل من علومهم.. فأخذ عنهم مبادىء الفقه والحديث والنحو والصرف، الى سن الرابعة عشرة من عمره.
علماؤه: لازم الشيخ عددا من العلماء من أبرزهم:
* والده الشيخ علي بن عبد الرحمن المبارك «ت 1362هـ».
* الشيخ مبارك بن عبد اللطيف المبارك «ت 1404هـ.
* أخوه الأكبر الشيخ ابراهيم بن علي المبارك «ت 1393هـ».
* الشيخ عبد العزيز بن صالح العلجي «ت 1362هـ» .
* الشيخ عبد العزيز بن حمد المبارك «ت 1359هـ».
* الشيخ احمد بن سعد المهيني «ت 1358هـ».
رحلته العلمية: ولما بلغ سن الخامسة عشرة من عمره شعر بأن هناك علوما اخرى لم تتوفر له في بيئته التي نشأ بها.. فتاقت نفسه الى الدراسة في احدى المدن الكبيرة مثل بغداد والقاهرة، ولأنه يعلم ان والده وكبار اسرته لا يرحبون بهذه الفكرة خوفا عليه من التعرض لجلساء السوء، وخصوصا انه في سن مبكرة.. ولكن تطلعه الى التعلم خارج بيئته الصغيرة اخذ يلاحقه، لذلك قرر ان يسافر سرا الى بغداد في مغامرة طويلة ورحلة عجيبة يطول وصفها وشرحها، ولما لم تتيسر له اسباب الاستمرار في الدراسة في بغداد عاد الى الاحساء بعد مكاتبة اخذ فيها الامان من والده.
وبعد عودته لمس منه والده الجد في سلوكه ومقاصده الامر الذي يسر له قبول فكرته الجديدة وهي السماح له بالسفر الى القاهرة، ولما عرض رأيه على كبار أسرته وعلمائها، ودارت بينه وبينهم مناقشة ومحاورة في محاولة لاثنائه عن فكرة السفر، الا انهم في آخر الامر استجابوا لطلبه.. وكتب معه والده كتاباً الى الملك عبد العزيز - رحمه الله - راجياً منه ابتعاثه الى مصر متمنياً ان تكون دراسته في الازهر الشريف.. وقد تم لوالده ما اراد وادخل الازهر.. وتدرج في دراسته الاعدادية والثانوية، ثم التحق بكلية اللغة العربية بالازهر وحصل منها على ليسانس في اللغة العربية وآدابها 1368هـ/1949م .. ثم التحق بجامعة عين شمس وحصل منها على دبلوم في التربية وعلم النفس من معهد التربية العالي المعروف عام 1951م.
حياته العلمية:
بعد عودته الى المملكة سنة 1371هـ/1952م التحق بمديرية المعارف العامة، وكانت اول وظيفة له مفتشاً عاماً على المدارس الابتدائية والثانوية.. وبعد سنة تم تعيينه معتمداً للمعارف في منطقة جدة ورابغ سنة 1372هـ، ولما تحولت المعارف الى وزارة سنة 1373هـ اصبح مسمى وظيفته مديراً عاماً للتعليم بمنطقة جدة. ثم انتقلت خدماته الى وزارة الخارجية، وتقلب في عدة وظائف ورأس عدة ادارات بها.. ثم انتقل الى سفارة المملكة بالاردن عام 1376هـ وظل بها خمس سنوات، ومنها مستشاراً لسفارة المملكة في الكويت بعد استقلالها سنة 1381هـ، ثم قنصلا في مدينة البصرة اواخر سنة 1383هـ، ثم قائماً بالاعمال بالاصالة في غانا سنة 1386هـ، ثم عين سفيراً للمملكة في قطر بعد استقلالها فكان اول سفير لبلده بها سنة 1391هـ، ثم عاد الى وزارة الخارجية وعين مديرا للادارة الاسلامية بالوزارة واستمر بها الى ان انتهت خدماته سنة 1415هـ.. عمل عضواً في مجلس ادارة النادي الادبي بجدة سنة 1374هـ. وهو الآن عضو في مجلس ادارة النادي الادبي بالشرقية عام 1411هـ، وعضو في رابطة الادب الاسلامي وفي عام 1318هـ اقيم للشيخ احمد حفل لتكريمه وفيه اختير استاذاً غير متفرغ بجامعة الملك فيصل.
اهتماماته الأدبية والتاريخية:
* ألقى الشيخ عدة محاضرات في القاهرة في الاندية الادبية والاذاعة المصرية.
* ألقى العديد من المحاضرات في عدد من مدن المملكة بدعوة من الاندية الادبية والهيئات بها.
* مارس قول الشعر والكتابة في موضوعات مختلفة، نشر بعضها في الصحف، والبعض ما زال حبيس الارفف، وقد اشاد العديد من الدارسين والباحثين بشعره وادبه من امثال: عبد السلام الساسي في «موسوعته الادبية»، والاستاذ صالح جمال الحريري في كتابه: «من وحي البعثات»، وعبد العزيز البابطين في كتابه «الموسوعة الادبية». وكان لي شرف قراءة العديد من قصائده الرائعة الجميلة، والاطلاع علي مقالاته.
* اجرى معه العديد من الصحف والمجلات بالمملكة اللقاءات الادبية، واستطلاعات الرأي في كثير من المناسبات التاريخية.
مؤلفاته: له عدة مؤلفات لا تزال مخطوطة، اشير الى بعضها:
1- الدولة العثمانية معطياتها واسباب سقوطها.
2- الاحساء ماضيها وحاضرها.
3- علماء الأحساء ومكانتهم العلمية والادبية.
4- عبقرية الملك عبد العزيز - رحمه الله -.
5- كتاب عن رحلته في سبيل العلم.
6- رسائل في المودة والعتاب والاعتذار.
7- الأمثال العامية في الاحساء - دراسة ومقارنة -.
8- سوانح الفكر، مقالات في الفكر والحياة والمجتمع.

بقلم: تلميذه/ خالد بن قاسم الجريان - الأحساء

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved