Tuesday 7th January,2003 11058العدد الثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من فيء «الواحة» إلى وهج «الساحة».. أحمد المبارك في ذاكرة القلب.. من فيء «الواحة» إلى وهج «الساحة».. أحمد المبارك في ذاكرة القلب..
بمناسبة اختياره شخصية العام الثقافية في مهرجان الجنادرية 18
«عميد الأدب في المنطقة الشرقية الأديب والسفير الشيخ أحمد بن علي آل مبارك»:
منحي وسام الملك عبدالعزيز تكريم لن أنساه ما حييت

حوار : عبدالله محمد الملحم:
إعداد : علي بن سعد القحطاني - عبدالله محمد الملحم
تحتفي المملكة العربية السعودية ممثلةً في المهرجان الوطني الثامن عشر للتراث والثقافة باختيار «الشيخ أحمد بن علي المبارك شخصيّة العام الثقافيّة لهذا العام»... بوصفه قيمةً فكرية وعلميَّة وإدارية ووطنية متميزة ولأنه رائدٌ وعَلَمٌ، أسهم بجهده وعطائه لخدمة دينه وبلاده في مشواره «العُمْريِّ» المديد إن شاء الله.
و«الجزيرة الثقافية» تهنئ «المكرَّم» وتتفاعل مع التكريم عبر هذا الملحق الخاص بالشيخ الجليل..
إذا كانت واحة الأحساء الفاتنة غنية بنخيلها وجودة تمورها على مستوى المعمورة، فهي أيضا غنية بثروتها البشرية من رجال العلم والأدب والثقافة منذ أقدم الأزمنة ولا غرو في ذلك فالأحساء بلد للعلم والأدب. حتى أن أحد أدبائها وصف مقدار هذه الثروة بأنها تعادل عدد أشجار نخيلها والذي يربو على المليوني نخلة، تأكيداً على مكانة هجر الثقافية والأدبية ماضياً وحاضراً.
وعندما يأتي الحديث حاليا عن الأدب في الأحساء يقفز إلى الذاكرة رجل نذر نفسه لخدمة العلم والأدب في هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب. فالرجل فتح منزله ومجلسه بل ومكتبته الخاصة لتكون بمثابة مقصد لطلبة العلم حتى أنها عوضت إلى حد كبير ما تفتقر إليه الأحساء من وجود ناد أدبي يحتضن أدباء الأحساء ومفكريها من رجال العلم.
أعتقد أن الجميع أدركوا على الفور من أعنيه، ألا وهو الشيخ والأديب والدبلوماسي ورجل التعليم أحمد بن علي آل مبارك والذي سيحظى بتكريم مميز هو أهل له ألا وهو حصوله على وسام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في افتتاح مهرجان الجنادرية مساء اليوم.
الجميع ممن يعرفون هذا الرجل، وهم كثر في مختلف مناطق المملكة، يجمعون على أحقيته بهذا التكريم الذي يعد بمثابة تكريم لرجال العلم والأدب في المملكة بصفة عامة ومحافظة الأحساء بصفة خاصة.
عندما طرحت على الأديب الشيخ أحمد المبارك فكرة استضافته من خلال صحيفة الجميع «الجزيرة» رحب على الفور قائلا: الجزيرة .. الجزيرة مرحبا بهذه الصحيفة التي لها معزّة خاصة في نفسي فقد كانت لها ذكريات لا تنسى حيث تشرفت من خلالها في كتابة العديد من المقالات والمواضيع الأدبية. ناهيك على حرصها الدائم على تشجيع وتكريم رجال العلم والأدب في مختلف مناطق المملكة.
الحديث مع الأديب الشيخ أحمد آل مبارك لا يمل. فالرجل حلو المعشر ودماثة خلقه وتواضعه الجم يجبرك على احترامه، بل إنك عندما تستمع إليه وهو يتحدث تتمنى أن يطيل في حديثه دون انقطاع.
على أي حال أترككم مع الشيخ الأديب آل مبارك في هذه العجالة السريعة مع اعترافي لكم مقدما بأن الحديث مع رجل بحجم هذه الشخصية الأدبية الفذة يحتاج إلى صفحات وصفحات ولكن هو جهد المقل فماذا قال عميد الأدب في الشرقية.
أسرتي من تميم
المبارك أسرة تنتمي إلى تميم فالمبارك ينتهي نسبها إلى قبيلة بني تميم. ولدت في مدينة الهفوف وتفتحت عيناي في بلد حباها الله بالخضرة والينابيع الطبيعية إلى جانب أنها كانت مقصداً لطلبة العلم، ولا سيما أنها كانت تزخر بالعديد والعديد من العلماء والأدباء.
هذه بدايتي
حرص والدي عليه رحمة الله على تعليمي منذ وقت مبكر ولذلك ألحقني بالكتاب المسمى «المطوع» وكان عمري لا يتعدى سبعة أعوام. وبعد أن ختمت القرآن اتجهت إلى تعلم العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية بعد بلوغي الثانية عشرة من العمر واختلفت إلى مجالس العلماء ومساجدهم ومدارسهم الدينية وأخذت اقرأ عليهم مبادئ الفقه والحديث والنحو والصرف حيث كان كثير من أفراد أسرتي آل مبارك قد نبغوا في علوم الدين واللغة والأدب والشعر فقد درست على بعضهم في علوم الفقه والحديث واللغة والصرف.
ولما بلغت الرابعة عشرة من العمر واختلفت إلى علماء آخرين من غير أسرتي آل مبارك وقد لازمت العديد من الأساتذة ومنهم: والدي الشيخ علي بن عبدالرحمن المبارك، وأخي الأكبر الشيخ ابراهيم بن علي آل مبارك، والشيخ عبدالعزيز بن حمد المبارك، والشيخ مبارك بن عبد اللطيف المبارك، والشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي، والشيخ أحمد بن سعد المهيني. وأردف الشيخ أحمد آل مبارك بأن بيئة الأحساء الثقافية والأدبية آنذاك وتردد طلبة العلم إليها من مختلف مناطق المملكة وخارجها إلى جانب انتشار المدارس الدينية من عدد من أحياء الأحساء مثل حي الكوت والمبرز والصالحية ساهم في خلق اللقاءات والمناقشات بين طلبة العلم. ولا شك أن هذه البيئة كان لها أكبر الأثر في زيادة رصيدي العلمي والثقافي حيث كنت حريصاً على التردد على تلك المدارس والأربطة التي كانت توفر السكنى للقادمين من خارج الأحساء وتتواجد في عدة أحياء مثل حي الكوت والذي تشرف عليه أسرة أبو بكر ورباط العمير ومدارس آل مبارك في حي الصالحية.
هذا الموقف غيّر مجرى حياتي
* هل هناك موقف ما أثّر في مسيرة حياتك؟
نعم هناك موقف في مسيرتي العلمية وأتذكر أنني كنت في منتصف السن السادسة من العمر، كانت هناك دعوة في إحدى البساتين وكنت في معية والدي وكنت قبل ذلك لا أهتم بالحرص على حفظ القرآن نظرا عند «المطوع» بل كنت أتهرب منه وأحاول الإكثار من الاعتذارات لعدم معاقبتي وفي تلك الحفلة نشط زمرة من الشباب للسباحة في عين باهله في ساقية عين الحقل. وفي طريقهم وجدوا نخلة لم تحمل فسأل بعضهم لماذا لا تحمل هذه النخلة، فقال أحدهم إنها عقيمة وقد حاولنا ولكن لم تخرج الصرر، وبناء على ذلك قالوا اذاً نجذب هذه النخلة لعدم جدواها ولأنها تحجز مكاناً، فطلبوا من العامل إحضار المنجل. فأخذت المنجل على أساس أنا الذي سأقوم بعملية التجذيب وكان من جملة الشباب في ذلك الوقت عبدالله بوشبيب فاقتضى نظرهم أن يجذبها عبدالله بو شبيب، فقال لي انزل من النخلة فقلت له أنا من سيجذبها وكنت طفلا ولم أسمع كلامه فأمسك بزندي وجذبني بقوة ورماني على الأرض وقال كلمة وهو يقذف بي على الأرض «وخر وليهديك لو كان فيك خير ما قعدت إلى الآن لم تختم القرآن» ولما رفعت رأسي نظرت إلى الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل مبارك الذي كان قاضيا في الظهران وقد تغير وجهه علمت بأن الكلمة خطيرة كيف أحد من المبارك يتأخر في حفظ القرآن بل وقراءة القرآن نظرا. ومنذ ذلك اليوم تغير كل شيء وأصبح كل همي منصباً على طلب العلم.
البيئة الأدبية أثّرت في توجهاتي
* وكيف اتجهت إلى الأدب دون غيره؟.
أجاب الشيخ آل مبارك ان البيئة الأدبية في الأحساء إلى جانب أن بيئة آل مبارك أغلبهم أدباء فتأثرت بهم وتعلقت نفسي بالأدب..
فكرة السفر إلى خارج المملكة
* ما الذي دفعك للسفر إلى خارج المملكة وتحديداً إلى بغداد والقاهرة وأنت في سن مبكرة؟.
علّق أبو مازن قائلا: لما بلغت الخامسة عشرة من العمر شعرت بأن هناك علوماً أخرى لم تتوفر لي في بيئتي التي نشأت فيها فتاقت نفسي إلى الدراسة في إحدى المدن الكبيرة مثل بغداد والقاهرة رغم انني أعلم سلفاً أن والدي وكبار أسرتي لن يرحبوا بهذه الفكرة خوفاً عليّ من التعرض لجلساء السوء خصوصاً وأنا في هذه السن المبكرة.
ثم ماذا
* وهل حققت رغبتك في السفر رغم تلك المعارضة؟.
نعم لأن تطلعاتي إلى التعلم خارج بيئتي الصغيرة أخذ يلاحقني رغم إدراكي بمدى تلك المعارضة من قبل والدي وكبار أسرتي لذلك قررت أن أظعن سراً إلى بغداد في مغامرة يطول شرحها.
* وهل استمررت طويلا في بغداد؟.
حقيقة الظروف لم تكن مهيأة للاستمرار طويلا هناك لعدة اعتبارات منها عدم حصولي على منحة دراسية وأمور أخرى. ووجدت صعوبة في بقائي هناك ولا سيما انه جرت بيني ووالدي مكاتبة حصلت فيها على الأمان من والدي فقفلت راجعاً للأحساء.
والدي تفهّم رغبتي
* وكيف أقنعت والدك بالسفر للقاهرة؟.
بعد العودة من بغداد لمس والدي سمة الجد في سلوكي ومقاصدي للارتقاء بمستواي التعليمي وهذا سهل من مهمتي في قبوله بفكرتي الجديدة في السماح لي بالسفر إلى القاهرة.
مكاتبة الملك عبدالعزيز
* ولكن كيف وجدت فكرتك بالسفر للقاهرة من قبل والدك وكبار أسرتك؟.
فاتحت والدي بذلك إلا أن والدي رد عليّ قائلا الأمر لا يخصني وحدي ولكن لا بد من عرضه على كبار الأسرة وعلمائها.وبالفعل عُقد لهذا الأمر مجلس مكون من أربعة من العلماء من أسرتي من بينهم والدي وكانت المناقشة والمحاورة من أجل أن يثنوني عن فكرتي بالسفر إلى هناك.
ولكنهم في النهاية استجابوا لطلبي وكتب معي والدي كتاباً إلى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه راجياً منه ابتعاثي إلى مصر متمنياً ألا تكون دراستي إلا في الأزهر. وقد تم لوالدي ما أراد ودخلت الأزهر ثم التحقت بكلية اللغة العربية وهي إحدى كليات الجامعة الأزهرية وحصلت منها على ليسانس في اللغة العربية وآدابها ثم التحقت بجامعة عين شمس وحصلت منها على دبلوم في التربية وعلم النفس من معهد التربية العالي.
تجربة ثرية
* كيف وجدت نفسك في القاهرة؟.
هي لا شك تجربة ثرية في حياتي حيث أتيحت لي الفرصة بالدراسة على العديد من الأدباء والعلماء المصريين من المميزين فالدراسة في جامعة الأزهر لها طابع مميز بحكم المكانة المرموقة التي تحتلها في العالم العربي.
في مصر وجدتها فرصة
* وهل كان لك نشاط ثقافي إبان دراستك في مصر؟.
أجاب الشيخ آل مبارك: بالفعل كان لي نشاط أدبي وثقافي فقد تحمست لإطلاع المصريين على تاريخ بلادي. وإلقاء الضوء على العبقرية الفذة لموحد المملكة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه من خلال إلقاء عدة محاضرات في القاهرة سواء في الأندية الأدبية أو في الإذاعة المصرية. هذا إلى جانب التحدث عن أدباء المملكة ولا سيما أنني وجدت أن البعض من أدباء بلادي يفوقون وبمراحل بعض الأدباء من إخواننا في مصر وهؤلاء يحظون هناك بالإشادة مما جعلني انتهز الفرصة كلما أتيحت لي بالإشادة بأدباء بلادي وقد وفقت ولله الحمد لتعريف الأدباء هناك بالمكانة الرفيعة لعدد من أدبائنا.
في التعليم كانت بدايتي العملية
* كيف التحقت بالتعليم بعد عودتك للمملكة؟.
بعد انتهاء دراستي في مصر عدت للمملكة وقد تم تعييني 1371ه وتم تعييني بمديرية المعارف العامة وكان مركزها حين ذاك في مكة المكرمة وكانت أول وظيفة كلفت بها مفتشاً عاماً على المدارس الابتدائية والثانوية.
وبعد سنة من تعييني تم نقلي معتمداً للمعارف في منطقة جدة ورابغ ثم تحولت المعارف إلى وزارة سنة 1373هـ وأصبح مسمى وظيفتي مديراً للتعليم بمنطقة جدة.
مواقف لا أنساها في التعليم
* سألت أبا مازن: خلال فترة عملك في جهاز المعارف هل هناك مواقف لا تزال تتذكرها؟.
بالفعل هناك العديد من المواقف ولكن من هذه المواقف ما حصل في إحدى مدارس جدة في حي البغدادية حيث حدثت مشكلة تفاقمت بين مدير المدرسة ومدرسي المدرسة وكانت بمثابة الفرصة لكي أثبت جدارتي بمنصبي كمدير للتعليم هناك فطلبت من جميع معلمي المدرسة كتابة مرئياتهم في معاريض لي كيف أتعرف على فحوى شكواهم ونما إلى علمي أن أحد أقارب مدير المدرسة له منصب كبير في الوزارة وقد يكون ذلك سببا في عناد المدير وعدم مبالاته. وعندما وقفت على حقيقة المشكلة واجماع مدرسي المدرسة وشكواهم على مدير المدرسة قمت باستدعاء المدير واطلعته بأنه من غير المعقول ان جميع المدرسين ضدك، ورغم التبريرات التي ساقها إلا أنني اقترحت عليه نقله إلى مدرسة أخرى على أن تكون داخل جدة في وقت طالبت من جميع المدرسين بتفويضي وبكتاب لكل واحد منهم بخط يده لنقلهم إلى مدرسة أخرى. وبالفعل تم حل هذه المشكلة حيث تم نقل المدير والمدرسين إلى مدارس أخرى وسط جو ودي عم الجميع وقد لاقت هذه الفكرة الترحيب من المسؤولين في وزارة المعارف. أما الموقف الآخر الذي لا أنساه فهو يتعلق بمشكلة مالية حيث جرت العادة آنذاك أن يكون لكل مديرية تعليم ميزانية مستقلة يتم من خلالها الصرف على احتياجات المدارس ورواتب المعلمين وموظفي الإدارة ونظراً لصعوبة إيجاد أمين للصندوق يلتزم بدفع عشرة آلاف ريال فضة يتم إيداعه كتأمين في البنك يتم بموجبه السحب منه في حالة حدوث عجز في الميزانية. ولحل هذه المشكلة تم الاتفاق مع البنك الأهلي على أن يتم إيداع المبلغ في البنك على أن يقوم المحاسب في الإدارة بالمرور على المدارس وتوزيع الشيكات عليهم. وهذه الفكرة قد لاقت استحساناً من قبل الوزارة بعد أن طرحتها عليهم للخروج من المأزق الناتج من إيجاد أمين للصندوق بتحويل أمين الصندوق إلى مسمى محاسب. وقد أعجب بهذه الفكرة الشيخ سالم بامحفوظ مدير البنك الأهلي.
والموقف الذي حدث وأقلقني كثيراً أنني كتبت شيكاً لمدير مدرسة وآخر لمدير مدرسة أخرى في يوم واحد في أول الشهر وكانت المفاجأة التي صدمتني عودتهما وقد علت على ملامحهما القلق، وأبلغاني أنهما لم يتمكنا من صرف الشيكين لعدم توفر المبلغ في رصيد البنك. وكانت مخاوفي منصبة أن يكون أحد قد زوّر توقيعي وسحب المبلغ مما دعاني على وجه السرعة للتوجه إلى البنك وملاقاة مديره سالم بامحفوظ الذي كلف أحد موظفي البنك لمراجعة حساب الإدارة ولا سيما أن الشيكات لا تصرف إلا بتوقيعي وباسمي مذيلة بعبارة مدير التعليم. واتضحت الحقيقة وعندما اتجهت لمدير البنك لإطلاعه على الوضع كانت المفاجأة التي لم أتوقعها على الإطلاق عندما اعتذر بلباقة مشيراً إلى أنه لا يعرف القراءة والكتابة.
أربعة أعوام في التعليم
* سألته: ولكن ألا تعتقد أن فترة أربعة أعوام في عملك في سلك التعليم قصيرة؟.
أجاب أبو مازن: أعتقد أنها كافية فقد قدمت من خلالها ما أعتقد انه كاف في هذه الفترة وأياً كان الموقع ومدته المهم هو خدمة الوطن وهذا هو الأهم.
العمل في وزارة الخارجية
* وكيف انتقلت للعمل بوزارة الخارجية؟.
تم ذلك بناء على رغبتي وكان ذلك في مطلع عام 1375ه حيث شغلت العديد من الوظائف والمهام وترأست عدة إدارات بالوزارة.
فقد عملت في سفارة جلالته في الأردن لمدة خمس سنوات ومنها مستشاراً لسفارة جلالته في الكويت عند افتتاحها بعد الاستقلال ثم قنصلاً في مدينة البصرة في العراق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved