Tuesday 7th January,2003 11058العدد الثلاثاء 4 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أنت أنت
مطالب وطنية
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

بدا للجميع ان تصريح الزعيم الروسي بوتين.. الشهر الماضي، وتذكيره للعالم ان 15 من 19 انتحارياً هاجموا أمريكا سعوديون.. إنما هو تأليب رخيص، وكلنا استغربه من زعيم دولة كبيرة.. كانت منذ زمن قريب عظمى
لكن لو فكرنا قليلا ونظرنا إلى ما نشعر به تجاههم ونفعله بهم.. نجد أننا تجاوزنا معهم المشاعر العدوانية إلى الفعل العدائي.. فكيف نريد من بوتين ومن حكومته مشاعر ود وصداقة، ونحن نحارب بلاده.. ففي المملكة جمعيات متخصصة لجمع التبرعات للشيشان لدعمه في طلبه الاستقلال من روسيا.. بعد اتحاد صار له أكثر من 90 سنة.. وما يعنيه ذلك التبرع من شراء لأسلحة وتدريب للمحاربين وتجهيزهم.. ليس هذا وحسب بل إن قائد المحاربين المتطوعين لتحرير الشيشان سعودي.. وكذلك عدد كبير من رجاله..نعم معظم الشعب الشيشاني مسلم مثلنا.. لكن هل يعطينا ذلك الحق في التدخل في شؤون دولة أخرى؟.. اليس من الاخبار المؤذية لنا هذه الأيام هو احتمال تفكيك العراق إلى ثلاث دول.. تقسيمها مبني على أساس مذهبي وعرقي.
لماذا ننظر للأمور في علاقتنا مع الآخر أننا الحق دائما.. وهم الباطل دائماً.
هل كان في صالح باكستان وبنجلاديش استقلالهما عن الهند؟.. ألم يضعف ذلك من قوة المسلمين في القارة الهندية ويقلل من شأنهم؟
ولماذا نعارض انفصال الجزء الجنوبي من السودان وهو في معظمه وثني ومسيحي.
إني وكثيرون غيري نعارض تدخلنا لانفصال الشيشان.. وندعو ألا تكون تبرعاتنا للشيشان وكشمير والفلبين وغيرها تبرع انفصال وحروب ودمار.. وان تصب تبرعاتنا كل تبرعاتنا في التعمير والتطبيب والاتصال.
لننفق على العائلة المسلمة لرفعها إلى مستوى معيشي وتعليمي وطبي تجعل من تلك العائلة أداة نافعة دافعة لا فقيرة متخلفة معيقة للمجتمع والبلاد التي هم منها.
يكفينا ما فعلناه في أفغانستان.. ويالها من تجربة وياله من درس!.
أفغانستان بعد كل تلك السنين والأنفاق والقتل والتدمير ما زالت مستعمرة.. وأهلها كلهم دون استثناء دون خط الفقر.. أما مستقبلها فهو أسير ويحتاج إلى سنين طويلة للانعتاق من أسره.. ناهيك عن بنائه.
أفغانستان أنفقنا عليها المال بسخاء وأرسلنا لها الأبناء فداء لها.. فما كسبت استقلالها وحريتها.. ولابنت ورعت مجتمعها.. وجعلتنا نحن السعوديين ومن خلفنا العرب والمسلمين في مواجهة امريكا القوة العظمى ومن خلفهم العالم..
الأفغان وبعد انتهاء المهمة في أفغانستان بتدمير مالم يدمر واستبدال الاستعمار باستعمار.. صاروا يلومون العرب على ما حل بهم.. وصاروا يصطادونهم بقيمة مائتي دولار على الرأس.. فكل عربي وجد في أفغانستان حتى لو كان مشرفاً على إغاثة إنسانية أسر وبيع بمائتي دولار.
لا نريد أن نعيد تجربتنا الكارثية مرة أخرى.. لا نريد ان نعيدها في الشيشان ولا في كشمير ولا في غيرها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved