إذا انتظر المثقف «صندوق الدعم» فإن فصولاً مسرحية هزلية في طريقها للعرض.. ابتداءً من تعريف المثقف مروراً بتصنيف انتاجه وانتهاءً بتدافع المثقفين حول من يضع نفسه أولاً داخل «الصندوق»، وإذا وقع المثقف في «الصندوق» فإن الجهات الأربع للصندوق «وفوق وتحت» ستحد من حركته ما لم يفتح له «عطاء» يدعم إنتاجه.
وهنا يكون المشهد الهزلي.. عندما ينتظر المثقف «عطاء» من أجل أن ينتج باعتباره «عطاء» خارجياً وليس «عطاء» ذاتياً!! ومتى كان المثقف الحقيقي ينتظر «أعطية» صندوقية حتى يعمل؟!!
أما إذا مرّ بالمثقف بعض من «صروف الدهر العاتية» فلا بأس أن يدعم - بأي نوع وبأي شكل من أي مكان - بوصفه إنساناً وليس بوصفه مثقفاً منعاً ل«التمايز» بين أفراد المجتمع، ولأنه واحد منهم يحتاج للعون، والله في عون «العبد» ما دام «العبد» في عون أخيه.. هكذا هي فكرة الدعم من دون «رتوش»!!
المثقف الحقيقي «قيمة» عطاء عالية.. يعمل من أجل الناس ولا ينتظر الناس أن يعملوا من أجله، وهو الذي لا تجد بينه وبين الناس «الفروق» السبعة ولا الستة ولا الخمسة، وهو يعرف أن المثقف بصندوق سيختلف عن المثقف من دون صندوق.
وإنه مشهد هزلي أن تصدر المعاملات ذات الصندوق بكل التواقيع فيما تموت «المعاملات» الإنسانية لغير أصحاب الصندوق من المثقفين!!
أما مسرحية اللا معقول الأخيرة.. فهي في «ترسيم الشحاذة» ووضع المثقف على بند العمال!!!!!!
|